تخطى إلى المحتوى
الرئيسة » المدونة » شهادتك.. ومناديل الحمام!

شهادتك.. ومناديل الحمام!

عندي كلام بنكتبه نتيجة سنوات خبرة عمل في هلبا مؤسسات داخل ليبيا من سنة 1997

من مشاكل تشغيل موظف بالواسطة حتى ولو كان كفوء وعنده خبرة انه يبدا يشوف في نفسه من طبقة اخرى غير الموظف اللي ماعنده حد، يبدا يشتغل على اساس انه فوق القانون، ايجي متأخر، يفتح موبايله، مايتبعش شغله كويس، باقي الموظفين هما نقطة الضعف مش هو، القوانين والضوابط اللي مافيهاش عقاب يجتازها، مايهتمش بجودة الخدمات اللي يقدم فيها، اي شيء يصب في مصلحة الفريق مايشوفش فيه، الكل يشوف فيهم عقبة في طريق راحته، ديما يشوف في روحه مظلوم وحقه ناقص، اي حاجة مافيهاش مصلحة شخصية مباشرة ليه فهي في اسفل درجات اهتماماته، طبعا هو يظن انه محمي واكبر شي ممكن ايصيرله هو عتاب وخلاص، وغالبا هذا هو الواقع.

كتينة حديد؟ ولا تشِنّقة؟

الموظف اللي من النوع هذا، باقي الموظفين يبدو يتقربوله، يدرقو عليه عيوبه، يعتبرو اي زلة او غلطة تطلع منه مجرد نكتة وجو، اي حركة غبية تطلع منه فهي حركة لطيفة و “كيوت” ونضحكو عليها في عكسة السبسي او القهوة، وعادي ياراجل هو هكي انت خيرك؟ حتى لو سب الدين او مايردش عالتلفون او ايجي متأخر او عصبي ويعيط او مخلي المكتب مكب كناسة، معليشي هو هكي لكن خدام راهو ماشاء الله عليه وقت الجد جد!!!

يعني كيف بالزبط طول السنة راقد لين “يجد الجد” ينوض يخدم ساعتين ويرجع ثاني للكهف ولا كيف!؟

مانحكوش على الموظف المش كفوء، هداكا مصيبته اكبر واعظم هو ومؤسسته ومن حطه في كرسي عمل، نتكلمو على شخص لما يبي يخدم يخدم لكن بمزاج وعناد مايبيش يعطي الا اللي يريحه وكل شيء ايدير فيه يعتبر في ان المؤسسة مش حتقدر تبدله في لحظة، هو يشوف في نفسه الشخص اللي مشغل المؤسسة والمؤسسة من غيره مش حتقدر تستمر وهلبا حاجات من نفس الوهم هذا.

نتائج منهج الواسطة

من نتائج هذا المنهج ان الكفاءات الحقيقية واللي عيارها ثقيل وتلقاها تخدم في شغل 5 اشخاص بروحها، انها تبدا تشوف في قيمتها اقل واسوأ، تحس وتشوف ان ماعندهاش وزن حقيقي وان المؤسسة مش مهتمة بالجودة تبدا تشوف في التفرقة في المعاملة وان مافيش عدل، يبدا عندها صراع داخلي بين تنظم للنادي هذا وتصنع صداقات وواسطات لها لوقت الحاجة او تستمر في نزاهتها ويبدا يصيرلها نبذ من الطبقة الراقية هادي، ويبدا اي شغل يتطلب معلومات تقريرية من هالطبقة تكون نتيجته غير دقيقة وشغلك يبدا يطلع غير دقيق، لأن مش من مصلحة هالطبقة انك “تفورم” عليها ولازم ياتكون تحتهم يا انت منبوذ وحياتك كلها غلط.

هلبا كفاءات عيارها ثقيل حصلت فرصة تسافر وتعيش في بيئة عمل تقدم الانجاز عالواسطة وفي منهم محظوظين انهم حصلو داخل ليبيا بيئة عمل هكي وقعدو فيها.

الحقيقة المخفية

الكلام هذا كتبته نتيجة سنوات من ادارة الفرق وال people management والعمل والتوظيف داخل ليبيا بين شركات خاصة بإدارة ليبية واخرى بإدارة اجنبية، مش من مكان واحد، واكيد كل مكان بمزاياه وعيوبه، ودائما وابدا اللوم يقع على المدير لا الموظف، فالموظف هدفه على الدوام اقل انجاز واكثر دخل مادي، بينما المدير هدفه الاستراتيجي اكثر انجاز واقل صرف مادي.

لو عرف وشاف الموظف انه يمكن استبداله في لحظة وان هناك كفاءات بالعشرات تستنى فرصة الحصول على مكانه، فبالتأكيد حيهتم بالحضور في الموعد وتقديم انجازات تقاس على ارض الواقع باش يشد مكانه في المؤسسة كعنصر فعال ومفيد بدلا من الالتهاء بكيفية مسح وبهدله زميل افضل منه مهنيا ومعرفيا وحتى اخلاقيا او التشويش عليه في مكان العمل والاستهزاء بإنجاز حقيقي وكل مايتم ذكره وسط مجمع ينوض يقول فلان خلوني ساكت مانبيش ندوي عليه، وهو اصلا ماعنده مايدوي عليه لأنه بيدوي علي شيء اكبر من طاقة استيعابه العقلية، لأنه عايش طول عمره في طبقة المعارف والعلاقات والثاني عايش في بحر الانجاز والكد والعرق واسماك القرش.

الواقع المُرّ

لكن المشكلة ان على ارض الواقع لن يتم استبداله، لأن العلاقات الاجتماعية اهم من ان يتم قطعها بسبب فصل شخص عربيد، واغلب الظن انك انت من سيتم استبدالك، لأنك لا تمتلك عنصر مهم جدا في سجلك الوظيفي، الا وهو الواسطة اللي يحميلك ظهرك ويضمنلك حقك في كرسيك.

مش حنموتو من غيرك

المؤسف ان مر عليا في حياتي المهنية مسؤولين يقولولك ان المؤسسة ماتوقفش على فلان وعادي نبدلوك في لحظة، ومع ان الجملة هادي صحيحة 100% وممكن ان اي موظف يتبدل في يوم او اسبوع والمؤسسة طبعا مش حتوقف، لكن من نتائج تطبيقها احتمالية عالية لفقدانك الجودة والالتزام والنوعية واكتسابك فقط للكمية والولاء الاعمى.

فكر فيها شوية

لما تبدا الواسطة متاعك وسبب احقيتك في كرسيك في اي مؤسسة هو شخص مش انجاز، فحط في راسك ان كل سنوات قرايتك وشهاداتك ورغوتك وكلامك ومنظرك قيمتها كلها لا تجتاز قيمة كلينيكس الحمام اكرمكم الله، ومن ناحية ثانية لما تبدا الوساطة متعك هي انجازاتك، فأنت اضافة قيمة لأي مؤسسة ولو طلعت منها فالمؤسسة خسراتك مش العكس.

الخلاصة

كول عليها واشرب: المؤسسة الناجحة هي اللي تقدم الانجاز على علاقات العمل وتقدر توفق بين الاثنين بسبب ثقافة مجتمعنا، لكن الاولى على حساب الثانية مش العكس، والمشكلة الاساسية مش انك توظف شخص “معرفة” بس يكون كفاءة، المشكلة الاصل ياصديقي انك وظفته على اساس معرفة وعلاقة اجتماعية وهكي تكون عطيته سلطة اعلى من غيره وقدرة على استغلالها بدون حدود، وصدقني في هلبا مواقف، العلاقة الشخصية تخليك تشوف العاهة كفاءة!

بالتوفيق.

تم النشر على فيسبوك: https://www.facebook.com/AliTweel/posts/10157677186663490

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *