لايخفى عن أحد أن أمتنا اليوم تغرق في عصر المذلّة بعد أن كانت تعيش في عزّة لقرون، والسبب سأكتبه لكم، لكن أتمنى أن تستمروا في القراءة حتى النهاية، لأن ما سأكتبه لوهلة سيبدو تكراراً لكني أود تسليط الضوء على جزئية قد تكون غائبة عنكم.
أذكر في إحدى أحاديثي القديمة مع صديقي إياد، كيف أنه سرد لي ان أمتنا تعاني من تذبذب في مسيرتها تاريخياً وأننا حالياً نعاني من مرحلة مذلّة بعد أن كنا في مرحلة عزّة، وقد تذكرت الأمر اليوم خلال نقاش قصير على تويتر بدأه المدون الليبي وسام بسؤال:
كم مرة شاهدت فيها شجار حول قاعدة لغوية مقارنة بمواضيع أخرى كالسياسة والرياضة على خطك الزمني؟!
— Wissam Salem – وسام (@WissamLY) January 4, 2015
وكان حديثاً قصيراً جداً حول اللغة العربية، لكنه قدح زناد ذهني وجعلني أفكر فيما بعد ذلك..
من وجهة نظري سبب مذلّتنا في هذا العصر ليست اللغة فقط، فقد بدأ الأمر حين تركنا جزئية من تعاليم الإسلام التي تنادي بإتمام مكارم الأخلاق والإتجاه إلى البحث العلمي، حيث اننا ركزنا بل وأفرطنا في التركيز على العبادات وطريقة تأديتها، حتى ان مفهوم العلم صار مرادفاً للفقه الديني بدلاً عن العلم التطبيقي الذي جعل المسلمين في يوم ما أمة تحكم العالم، وحين تركنا هذه الجزئية من ديننا إنهارت أمتنا.
بعيداً عن كل التفاصيل الأخرى، تجد من ينتقد طريقة ركوعك ويصحح لك، لكنه يخاف أن ينبه زميله أن يغض بصره على سبيل المثال، وتراه لايحترم ولا أي قاعدة مرورية واحدة.
أتحدث هنا عن مثال حي وعن صديق أعرفه ولديه كذلك زملاء وأصحاب ممن يشابهونه في الأفعال.
لقد بدأت مشكلتنا حين كرهنا نفسنا وصار الدين مجرد عادات وتقاليد وجب عليها أن تختفي لنتطور! وهذا هو مكمن الخلل.