تويتر ببساطة بدأ كوسيلة لتبادل الآراء حيث انك تشارك ما تفكر فيه مجتمع تويتر مباشرة وتنتظر تفاعل منه مباشرة كذلك فتنتج إجابة ربما تكون نقاش او تقويم إلى فكرة أخرى من وجهة نظر الآخرين تكون إيجابية او سلبية.
لكن مع كبر مجتمع تويتر، صار الأمر يتحول من مجتمع نقاش إلى مجتمع أخبار حيث أن مشاركة واحدة قد تتحول إلى خبر ينتشر إما عبر أشخاص أو وسائل إعلام عالمية، مما يزيد من الضغط والمسؤولية على ما تكتبه إن كنت شخصية معروفة في المجتمع أو البلد الذي تعيش فيه.
حينما عدت لقراءة أرشيف الحرب الليبية من تويتر البارحة، توضحت لي الصورة الكاملة، إن ماجعل الجميع يستمرون في مكافحة القذافي عبر تويتر وعدم الخوف من العواقب كان بسبب أن هناك من إستمع إلينا، كان هناك امل، كان هناك تشجيع كثير.
(أنقر هنا لمشاهدة الرابط الأصلي)
كلنا أجمعنا على أن نقف ضد التعتيم الإعلامي الذي حدث، ولأن الفيسبوك ليس موقعاً موثوقاً للأخبار، كان تويتر هو الحل الأنسب والأمثل، فأستخدمنا حساباتنا الشخصية والتي من الممكن العودة وقراءة تاريخها ليكتشف المتابع أن صاحبها ليس وهميا ولا كاذباً، فقبل الثورة ستجدون تغريدات عن الحياة العادية كالخروج والإلتقاء بالأصدقاء وفضفضة خاصة إلى صور وفيديوات عامة وخاصة، كلها جعلت من تويتر أداة قوية لمحاربة التعتيم الإعلامي وبناء موثوقية للقاريء.
سهولة إستخدام تويتر كذلك جعلت منه شيء سهل الإستخدام، فلم تعد بحاجة إلى حاسوب تنقله معك، بل تحتاج فقط إلى هاتف، وقد تتنازل عن خدمة الإنترنت أيضاً فترسل رسائل SMS لحسابك فيتم نشرها بإسمك!
بالنسبة لي لم أكن أكثر من مدون ليبي ذو خلفية حاسوبية قديمة بدأت من الطفولة ورغبة دفينة في مشاركة الآخرين الأفكار والآراء والحوار دون حدود. كان دخولي لتويتر مجرد فضول لا أكثر، وبقيت أشارك فيه الأفكار شخصيات مغمورة ومشهورة.
نقطة التحول التي جعلت من تويتر يبدو أداة مختلفة عما عهدته، كانت مع تكذيبي لخبر حدوث ثورة في ليبيا، فكل من كان يتناقلها إما أناس خارج ليبيا وإما شباب صغار السن تحت العشرين من العمر، والأقلية الشديدة جداً من كبار السن.
لم يكن التكذيب حباً فيما عليه ليبيا الآن، لكنه كان تكذيب داخلي تعود منذ أن رأي الدنيا على مفاهيم واساليب معوجة، فصار أي تغيير من الممكن أن يحدث أو حتى خبر بهذا التغيير يصير مستحيل التصديق.
يوم 10 فبراير كانت لي فيه مقابلة مع اول تغريدة أقرأها من شاب مراهق، إستغربت وجوده في تويتر، فقد رأيته من قبل في موقع فيسبوك يتبجح بكل سيئات جيله من شرب ومخدرات، بل أنه قد وضع صورة لكمية من المخدرات موضوعة على طاولة، بدون تعليق وضعها في حسابه في فيسبوك مما جعلني أتأسف لهذا الجيل الذي كان معمر القذافي سبباً في خرابه.
حتى التقنية تم إستعمالها بشكل سيء، فموقع كموقع فيسبوك الذي تم إنشاؤه للتواصل بين الأصدقاء، صار مكاناً للتعارف والدردشة وتبادل الإشاعات والنكت وكل مايمكن لك أن تتخيله من تفاهات.
ربما لأن أول خبر أقرأوه على ثورة ليبيا المقرر حدوثها في يوم 17 فبراير كانت من هذا الشاب هي من جعلتني أكفر بها! فكيف لشاب طائش مثل هذا ان يقوم بثورة؟
في منتصف فبراير سمعت إشاعة مفادها أن هناك إشتباكات تحدث في بنغازي، فإتصلت فوراً بصديق هناك إسمه تيمور عبدالعزيز للتأكد من الخبر وقد أكد ذلك جازماً أن بنغازي قد إستيقظت ولن تسكت حتى يحررها أهلها من الطاغية معمر.
أقفلت الهاتف وأنا شبه مشدوه بين مصدق ومكذب، فهذا صديق عرفته لسنوات وليس لديه أي مصلحة للكذب علي، فإتصلت بصديق آخر يسكن في عين زارة بطرابلس ولديه أهله في بنغازي لأتأكد منه، فأجابني بلغة رمزية ولأننا على الهاتف المراقب، بتأكيد جازم هو الآخر أن بنغازي قد إنتفضت وقد إتصل بشهود عيان من هناك.
عرفت حينها كم كنت متطرفاً في تفكيري بذاك الشاب، نعم هو حائد عن الطريق المستقيم، نعم هو شاب ضائع، لكن فاتني أنه يعرف من السبب في هذا، لم أفكر في ما قد عاناه ليحدث له هذا، لعل بيئته كانت تسري عليها قوانين الذئاب، فإن لم يكن ذئباً فقد تأكله الذئاب، فاتني أنه شاب يميز الصحيح من الخطأ ويعرف أنه يمارس الخطأ، فاتني أنه قد مل من هذه الحياة التي فرضها عليه القذافي فلم يوفر له الثقافة الصحيحة ولا التوجيه السليم، فاتني أن لم يخربه أحد أن الغش في الإمتحانات لن يجعل له مستقبلاً غير هذا الذي هو فيه.
تأسفت لنظرتي السطحية وإرتعدت خوفاً من الأيام القادمة، فكلي ثقة أن الطاغية لن يسكت ولن يمر الأمر بسلام، وكانت اعظم مخاوفي ان يتحرك احد ولا يهتم أحد لإنتفاضة بنغازي، فتسقط وتتم السيطرة عليها وذلك كان كابوسي الأكبر.
في التلفزيون لم يكن هناك أي أخبار موثوقة، كما أن الإنترنت كانت مليئة بالإشاعات والإفترائات خصوصاً موقع فيسبوك الغير موثوق كلياً بالنسبة لي، فهو سيظل موقعاً للتواصل بين الأصدقاء ليس أكثر من هذا.
في تويتر كان الأمر مختلفاً، فالعديد من الأخبار كان يتناقلها الناس فيه، أغلبهم كان باللغة الإنجليزية، هناك بعضها بالعربية لكن هناك من هو مكذب وهناك من هو مصدق بحدوث ثورة في بنغازي.
قررت أن أستمر بكتابة ما يحدث من حولي كالعادة مع إضافة بعض تفاصيل أعتقدت إنها لن تزعج أحد جنود القذافي المحتمل مراقبتهم لحسابي في تويتر.
في اليوم التالي جائتنا رسالة نصية على هواتف ليبيانا من شخص مجهول لكنها ذكرتني بفترة الدراسة الثانوية والتي تكون دائماً بدايتها مقرونة بتصفيات يتحدد في نهايتها من هو الزعيم في المدرسة والذي يهابه الكل، فكل سنة تحدث المشاجرات والتحديات والتي تكون مقرونة بجملة شهيرة (كانك راجل إنزلي في الساحة) ويوم 16 فبراير بالتحديد جائتناً رسالة (أنقر هنا لمشاهدة الرابط الأصلي) والتي حاول صاحبها تلطيف وقعها بكتابتها باللغة العربية الفصحى، لكن لم يستطع إخفاء ذات المعنى، هذه الرسالة تقول:
(من شباب ليبيا إلى كل من تسول له نفسه المساس بالخطوط الحمراء الأربع، تعال وواجهنا بأي ميدان أو شارع ببلادنا الحبيبة. شباب ليبيا، المرسل Sender)
حينها عرفت أن الطاغية يرتعد، وإن ردة الفعل هذه لم تكن إلا محاولة إحتواء وردع لنا كليبين حتى نخاف الخروج والتظاهر، هكذا كان يفكر الطاغية، هكذا هم اعوانه كذلك، أرادو لها أن تكون (شوارعية) وبأسلوب (كانك راجل إنزلي)، هكذا هم محبو الطاغية كلهم على شاكلته، لم يفكر للحظة لما قد يخرج الناس للتظاهر ولم يحاول غحتوائها بشكل أكثر تحضراً بان يقوم بإصلاحات ما.
ليته أقام ندوة أو نداء للمصالحة وسماع مشاكل الشباب، لكان من الممكن أن يُهمد الثورة في مهدها، فالكثير ممن خرجو لايريدون سفك دماء أبناء بلدهم، لكن معمر قد أرسل مرتزقته منذ البداية آمراً لهم بسحق كل من يعترضهم وبدأها بالتهديد (كانك راجل إنزلي).
تم تلتها رسالة أخرى تحذيرية لكل مستخدمي شبكة الإنترنت وربما لايعرف العالم أن في ليبيا مزود إنترنت واحد فقط وهي شركة LTT التابعة لمحمد معمر القذافي، إبن المقبور الهارب، وبالتالي فالتحذير الذي جاء في الرسالة (أنقر هنا لمشاهدة الرابط الأصلي) نفهمه بطريقة أخرى، فمحمد معمر يقصدنا نحن من نحاول فضح التعتيم الإعلامي الذي يمارسه أبيه..
في ذات اليوم وعند الرابعة مساءً تم حجب موقع فيسبوك وتويتر لمدة خمسون دقيقة فقط، وبدا الأمر وكأنه تجربة يتم إجراؤها للتنفيذ وقت اللزوم، لكن ما قالته لي خبرتي التقنية إنهم قامو بتغيير تصميم الشبكة لديهم لوضع أجهزة تنصت ومراقبة على هذه المواقع تحديداً، وبهذا تكون الحرب الإعلامية قد بدأت رسمياً.
كتبت في تويتر كيف يمكنك التغريد عبر رسائل إس إم إس في حالة حجب الموقع، فقد نتمكن من إرسال رسائل نصية للعالم في حالة تم قمعنا.
ثم جائتنا رسالة أخرى الغرض منها هو إمتصاص الثورة وبيان أن لايوجد شيء في ليبيا إلا مجرد فتنة! (أنقر هنا لمشاهدة الرابط الأصلي)
بينما في مكان آخر على كوكب الأرض حيث يوجد بلد إسمه ليبيا أعتقد أن القذافي لم يسمع عنه بعد، نجد هذا مكتوباً في الشارع (أنقر هنا لمشاهدة الرابط الأصلي)
بهذا التعتيم الجاهل ومحاولة إستغفال الشعب الليبي بدأت تظهر المشاعر المكبوتة في تويتر لدي العديد ممن أتابعهم، قررت إستخدام اللغة الإنجليزية نظراً لعلمي التام بجهل أغلب اعوان القذافي بها وصعوبة متابعتها، وقد تبعني الكثيرين من الليبيين ممن اتابعهم، كنا قد إتفقنا ضمنياً أن التغريد بالإنجليزية سيصعب من مهمة أعوان القذافي من متابعة الناشطين على تويتر.
بالنسبة لي إستخدمت شبكات تشفير VPN لتصفح الإنترنت زيادة في الحيطة والحذر من أن يتم متابعة تتويتاتي إلى حسابي لدى LTT وبالتالي التعرف عليّ.
كان الكثيرين يكتبون تغريدات مشفرة، لم تكن رداً على أحد ولا هي خبر، بل جملة خبرية تفهمها كما تريد، فقط أصدقاؤك يفهمونها لأنهم يعرفون ماذا تعني.
في اليوم التالي 18 فبراير لاحظت إزدياد في عدد المتابعين لي في تويتر، وكلهم حسابات جديدة وغريبة، أغلب الظن إنها كانت لحسابات من جيش القذافي الإلكتروني.
هذا لم يمنع من نشر بعض الفيديوات والأخبار التي تردني من أصدقائي من المنطقة الشرقية، وكنت أفكر إن في حالة تم القبض علي من قبل أعوان القذافي فلدي حلين لاثالث لهما، إما أن أقول أن حسابي تم إختراقه، وحجتي أني أستخدم شبكة خاصة لن تجعل لهم القدرة على تتبعي إلى منزلي. وإلا فكنت سأقول أني لا أعرف وكنت أنقل الأخبار هكذا إعتباطاً.
صراحة كان الخوف يتملكني احياناً ليس على نفسي بل على عائلتي، فالقذافي مشهور بدمويته.
يوم 19 فبراير تم حجب مواقع إخبارية عديدة من قبل LTT بالإضافة لقفل فيسبوك وتويتر ويوتيوب، بل أن رقم الهاتف المستخدم لإرسال المشاركات لتويتر تم حجبه هو الآخر، بالإضافة للتشويش على القمر الصناعي نايلسات.
في الشارع كانت المدينة ترى من حين لآخر سيارات لمراهقين رافعين الأعلام الخضراء صارخين بالثالوث ومهددين مرات أخرى أي أحد يقف ضد القذافي، وبعد صلاة العشاء كان الهدوء يخيم على طرابلس فكانت الساعة الحادية عشرة ليلاً تبدو كأنها الرابعة فجراً.
يوم 20 فبراير كان البعض يحاول تحوير الحقيقة، فالألعاب النارية يتم رصدها على أنها رصاص، ربما لخوف الناس وربما لأغراض أخرى حتى يتم تفنيدها هي الأخرى ويتهم الإعلام بالكذب، كان هذا اليوم يوم شك وهدوء.
يوم 21 فبراير بدأ عادياً ثم وعند المغرب بدأ الرصاص يطلق في الهواء من كل حدب وصوب، حتى أني سمعت هتاف (الفاتح) من داخل أسوار باب العزيزية، وظهرت إشاعة تواجد مرتزقة يحومون بالشوارع، فخرجنا جميعاً لوضع المتاريس بالشارع والتحفز لأي شيء من الممكن أن يحدث.
لم يتوقف الرصاص إلا لدقائق معدودة وإستمر حتى إثني عشرة ساعة، دون أن نعرف لماذا وقد كانت هناك أشاعة قوية ان القذافي قد هرب لفنزويلا.
في منطقة بن عاشور تم القبض على بضعة أفارقة يهيمون في منطقة السوق المثلث ومعهم هراوات، فتم التحفظ عنهم من قبل الأهالي في جامع قريب وحين تم سؤالهم قال أحدهم إن بعض الناس أعطوهم 150 دينار وأرسلوهم لميدان الشهداء لأن هناك إحتفال.
كذلك من احداث اليوم أن هناك مظاهرة ضد معمر خرجت في منطقة عين زارة وبينما الناس يمشون، دخلت اربع سيارات مدنيتين في وسط المظاهرة إثنين كيا أوبتيما وإثنين هونداي أزيرا هاتفين ضد معمر ومن وسط المظاهرة تم ضرب الرصاص على الجمهور توفي أربعة ولم أستطع تحديد عدد المصابين نظراً للتعتيم الشديد هذا اليوم والتحفظ أثناء الحديث في الهاتف.
في هذا اليوم لم اتمكن من فعل شيء في الإنترنت عدا التغريد في تويتر، فقد كانت بطيئة بشكل غير طبيعي.
قيل في هذا اليوم أن جميع مراكز الشرطة في طرابلس قد تم حرقها كإشارة لبيان ان المظاهرات يقودها مخربين يتعاطون حبوب الهلوسة!
بدأت من هنا الحديث بأكثر صراحة وبإستخدام اللغة الإنجليزية:
AliTweel: Saif said all the people have been armed. This is not true. I don’t own more than a kitchen knife, same as millions of Libyan citizens
2011-02-21 13:15:47
AliTweel: The only people armed in Tripoli are with the regime, they are few but crazy, they shoot you if you chant against Gaddafi.
2011-02-21 13:17:27
AliTweel: Last night was: fire at well.
2011-02-21 13:19:03
بدأت عملية تعتيم مع تشويه ممنهجة للإعلام، ولن أنسى حين تم نشر إشاعة قصف طرابلس بالطائرات لتصل إلى كافة وسائل الإعلام من شهود عيان مزعومون، حتى يتم تكذيبها لاحقاً، وكنت أجاهد بتكذيب هذا الخبر عبر تويتر حتى أن مصداقيتي وضعت تحت المجهر فكانت كلمتي مقابل كلمات العشرات في وسائل الإعلام العالمية! وقد إتهمني الكثيرين بأني من قوات الأمن والتعتيم الإعلامي التابع لنظام القذافي، ولكنها إزدادت قوة بعد أن ظهرت الحقيقة وأن ليس هناك قصف، وإن الغرض من هذا كله هو ضرب مصداقية الإعلام الخارجي
بين يوم وليلة كان عدد المتابعين لي في تويتر أقل من 300 شخص فيقفز إلى مايفوق 3000 شخص في سويعات، فالكل صار متعطشاً للخبر الصحيح، وقد أثبتنا لهم في تويتر أن الحقيقة ليست بالضرورة أن تكون عبر وسائل الإعلام ذات رؤوس الأموال المليونية، بل أن الحقيقة ببساطة يمكن إستقاؤها من أشخاص عاديين، وقد فادني أني أدوّن في الإنترنت ولدي آثار من الممكن إقتفاؤها مثل حسابي في شبكة لينكدإن، وكذلك مواقع ومنتديات أخرى تقنية يعود تاريخها إلى أكثر من عشر سنوات! وهي كانت شيء ذو حدين، فمن ناحية أضافت لي مصداقية لدى القاريء فلست حساباً جديداً قد تم إنشاؤه للتو مجهول من يملكه، ومن ناحية أخرى هددت حياتي، فيمكن لمن يريد البحث عني بغض النظر عن نيته أن يجدني، فلم يكن هناك مناص من تغيير إسمي وفبركة بعض الروابط التي تدل علي وتحويلها لحسابات أخرى وهمية بإسمي الحقيقي.
كان تويتر خلية نحل بالفعل وصارت طلبات المقابلات والمداخلات على التلفزيونات وما كنا نفعله خلال فبراير وأول ثلاثة أيام من مارس هو تنقية الأخبار وتلافي الإشاعات عبر التحدث مع شهود العيان مباشرة.
كانت مهمة الكثير من الليبيين في تويتر هي فلترة الأخبار ووضعها على طبق من ذهب لوسائل الإعلام المتعطشة، وبالنسبة لي كنت أتحدث مع شاهد عيان مباشر فإن كان الخبر غير مؤكد لا أنشره، بينما وسائل الإعلام تتهافت وراء السبق الصحفي كنت أقوم بكل هدوء بعملي رفقة غيري.
في النهاية، لم أكن قادراً لوحدي على القيام بإيصال ما يحدث في ليبيا لولاً الآخرين، وهنا أود أن أشكر أكثرهم تأثيراً من وجهة نظري، فذكرهم لايقلل من قيمة الآخرين ومجهوداتهم، لكني بالفعل لا أذكر إلا هؤلاء أولاً لأن مساعدتهم كانت لي بشكل خاص وثانياً لأني أعرف أسماؤهم الحقيقية وكانو يكتبون من قبل حدوث الثورة بحساباتهم، فلم ينشؤوها لغرض ما، بل هم أشخاص عاديون قرروا مقاومة الطغيان والإنخراط في السياسة التي لم يكن الليبيين مهتمين بها من قبل طيلة حياتهم، إن الدفاع عن الوطن كان هدف الجميع..
أقدم شكري، أكرم السعداوي، مهندس تقنية معلومات قام بتصوير رتل دبابات في طريق المطار بالإضافة لإسهاماته في نصائح لإنترنت غير مراقب وفلترة الأخبار.
- أشكر احمد الجزار، الشاب الشجاع الذي نزل إلى الشارع وشارك في المظاهرات بطرابلس وصور سيارة مرتزقة تحوم وتضرب من تراه حين كان العالم كله ينكر وجود المرتزقة في ليبيا.
- أشكر مصطفى أبوخيط، المحاسب المتواضع الذي نقل وقائع مهمة بالقرب من قاعدة معيتيقة، خرج في مظاهرة يوم 20 بطرابلس ويوم 25 بسوق الجمعة، وشاهد أحد المتظاهرين يقتل امامه في وسط المظاهرة، وشارك في فلترة الأخبار ومتابعة حركة الطيران.
- أشكر محمد النعاس، شارك في تغريد كل ما يحدث في تاجوراء ورفع صورة لحاوية قمامة مكتوب عليها بيت معمر، ومشاركته يوم خروج تاجوراء بتاريخ 25-2-2011
- أشكر صالح أحميدة الدالي والذي ساعدني في أكثر من مناسبة لنشر وقائع تدور في منطقة سوق الجمعة والتأكد من حركة الطيران والمظاهرات التي تحدث في منطقته.
- أشكر كذلك الصديق عمر هنيدي والذي كان يراقب التلفزيون الليبي ويفند أخباره كما أنه إكتشف محاولات تشويش على الإعلام عن طريق أشخاص معينين كانت مهمتهم نشر الأكاذيب أمثال (صولا البلعزي) الشخصية الوهمية التي كانت تتصل على الدوام بقنوات إخبارية عالمية كشاهد عيان وينشر الأكاذيب.
- أشكر تيمور عبدالعزيز الذي كان يغرد من أرض الإنتفاضة بنغازي، وقد كان خير داعم لنا في طرابلس، فمعه كنت أشعر أننا بخير وأننا سننجح وفي كل مرة يخبرني فيها إن بنغازي تحررت وإن الباقي علينا، أشعر أني علينا تقديم المزيد وأن لا نتوقف ونخذلهم.
- أشكر جاد الصاري، المبرمج البارع والذي نحتسبه من شهداء الوطن لفلترته للأخبار وإيصاله لمايحدث في ليبيا للعالم، تاركاً تويتر لينتقل إلى الواقع ويستشهد على أرض المعركة خلال دفاعه عن مدينته زليطن يوم 20 أغسطس 2011.
أصنفهم من الأبطال، يمارسون حياتهم بكل طبيعية وقد خاطرو بها لشهور عديدة دون أن يكون أي فرد فيهم مسلح!! كل هؤلاء كانو يغردون من داخل ليبيا ومن تحت قبضة العقيد المقبور متحديين أعتى نظام عرفته البشرية دماراً وفساداً وكأنهم يقولون للطاغية: من يضحك أخيراً يضحك كثيراً.
بالنسبة لي فضلت كتابة إنطباعي وقصتي الخاصة في صفحة سيرتي الذاتية فأترك هذه التدوينة للحديث بشكل عام عن تويتر والحرب الليبية.
اعجبتني كثيرا شكرا لكل الليبين الاحرار سواء اللي كانو في الجبهة الاعلامية او في الجبهة الحربية او الذين كانو في تويتر والفيس (Y)
بارك الله في كل من اسهم بمثقال ذرة في ردع ظلم معمر ,, و لكن يا اخي على ما اظن اانه بما انك من سكان طرابس لا يفوتك خروج احرار فشلوم يوم 17 فبراير و اضرام النار و الهتاف ضد معمر و هو الشارع القصير الضيق لا يفوتك هجمات الكتائب على ذلك الششارع في تلك الليلة و التي استمرت لليلة التي يليها و شاركتها سوق الجمعة فيها ليلة 18 و يوم 19 كانت ايضا لفشلوم و سوق الجمعة و ليلة 20 انتفضت طرابلس و تلقطت منطقة طرابلس الوسط فشلوم و ين عاشور و زاوية الدهماني و حوالي الساعة 10 كانو في شارع اول سبتمبر و تعسر عليهم الدخول للميدان حتى ان اخر عمارة المطلة على الميدان تم قذفنا بالكراسي متع المكاتب و البومشي و لكن بعد ما نشرت اشاعة هروب معمر انفض الثوار من كل حدب سوق الجمعة و تاجوراء من طريق الشط و طرابلس الوسط من المقريف و اول سبتمر حي الاندلس و قرجي من عمر المختار سيطروا على الميدان و يعزى عدم وجود توثيق لذلك اقصد الساعة 8 المغرب الى ال 11 ليلا بالنسبة لطرابلس الوسط لان كل من كان يظهر كاميرا و يحاول التوثيق يضرب و تاخد منه الكاميرا.
معك في كل ما قلته، وكما ذكرت فقد كنت أعاني من قلة النوم وتحت ضغط نفسي كبير، وقد ذكرت أحداث هذه الإنتفاضة في تويتر لكن لم يسعفني الوقت لكتابة ملاحظة بالخصوص، وها أنت تذكرها لنا فتكمل قصة الكفاح.. من المستحيل أن اتمكن لوحدي من توثيق كل شيء، لكن من الممكن حدوث هذا بالجهد الجماعية، والتعليق مفتوح للجميع.
مع أن التدوينة أخذت طابع أن الغرض منها هو عرض ماحدث في تويتر بشكل خاص، لكن هذا لايعني أني أرغب في تحديدها في هذا الإطار فقط.
الله أكبر … الله أكبر….الله أكبر…..
رجال و الله رجال و ليبيا أثبتت للعالم أن فيها رجاله من أول يوم في ثورتنا المجيدة…
يوم الجمعة اللي بعد ليلة 20.. كنت نسمع في صراخ نساء فشلوم من شارع بن عاشور 🙁
السلامُ عليكم و رحمة الله و بركاته . . .
{ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس } [آل عمران:140] ، فِبـراير ، شهـر لم يناظره في المجد كل شهور السنة الماضية …. كان استثنائياً بحق ، ففيه بدأ الليبي يعي بأن لا مناص من الثورة و أنّ للحرية الحمراء باب بكل يد مضرجةٍ يُدقُ . .
كُنت قبل الثورة يائساً من المجتمع و كُنت ساخراً من فكرة أنّ شعبَ ليبيا سيثُورُ على معمر ، ففي تفكيري كان هنالِك شيئان يجعلان من الثورة أمراً مستحيلاً ” تطبع الشعب على الذل و الرضي بمعمر ، و غطرسةُ معمر ذاته ” . . . كُنت أقولها لصديقي – و الذي كان دائماً ما ينتقد النظام حتى أنّه كان يقول لي ” توا سب معمر عادي لكن أهم شي ما تمدحش أدريس ” – أن الثورة التي تسعون إليها فاشلة لا محالة و أنت تعرف السبب ، فكان يبتسم و كله سخرية من ما أقوله ،دارت الأيام و جاء يوم 19 فبراير لأرى إتصالاً منه يقول لي فيه ” إنزل في الميدان ، تاجوراء نايضة ” … كُنت وقتها أستعد للنزول اتصلتُ به مرةً أخرى لأفهم منه ما يجري فقال لي ” فرقوا المظاهرة بالقوة ” …
حينها علمتُ أنّ الثورة لن تعود للخلف . . . في اليوم التالي و بعد صلاة العشاء تماماً لفظتُ لأولِ مرة بكلمة ” يا قذافي صبرك صبرك في تاجوراء نحفر قبرك ” و ألهبت حماسي جملة ” الشعب يريد إسقاط النظام ” التي كانت تهز الأرض هزاً ، دارت الأيام و بين الجبهة الإعلامية على تويتر و جبهة المظاهرات حتى ما تعلمه يا علي من أحداث توالت بعد يوم 2-مارس-2012 . . .
أعتقدُ أنّ سيرة الثورة تُلهب حماسي للكتابة و لكن إلى الآن لا أتجرأ أن أكتب فيها حرفاً ، لا لعجز النفس عن التذكر و لكن لعجز القلم عن الكتابة ،
رحِم الله شهيد القلم و البندقية جاد الصاري . .. و رحم الله كل شهداءنا ، و بارك الله في من ساند الثورة بقلبٍ طيب و كلمة طيبة …
قلبت علينا المواجع يا علي …. و منور : )
الله اكبر ولله الحمد عليوة ربي يبارك فيك ويحفضك وانا اتذكر الي اليوم اول درس تعلمته منك وهو كيفية تركيب ويندوز علي جهاز الحاسوب ومنك علمته لي اكتر من 6 اشخاص والفضل يعود لك ويعلم الله اني احبك في الله واحترمك مع انك اصغر مني بس اطول واعرض مني ههههههههه مدونه جميله جدا.
في مثل هذا اليوم من السنة الماضية — 4/2/2011 شاهدت هذا الفيديو الذي وجه فيه الدكتور علي الترهوني كلمة للشعب الليبي للخروج في مظاهرات والاعتصام في المساجد والمدارس وفي كل مكان
http://www.youtube.com/watch?v=qx-d6rx60-E
تنبيه Pingback: توتير والحرب الليبية
منور يا عليوه…
شب يرفع الراس : ).
مقاله مميزة اعجبني 🙂
———————————————————-
بخصوص الشهيد جاد الصاري :
كنت معه من شهر 3 الي شهر 8 الي قبل القبض عليه بساعات قليله واخر شي قاله
“اعطاني موبايله وقعد يضحك ويقول والله لما يمسحونا بس يالا نقتلو منهم قبل مايقتلونا ” والحمد لله قتل مننهم اكثر من 5 او 6 اشخاص
وفي حادثه تانيه محضرتهاش لاني كنت في الشارع الخلفي مع المجموعه الثانية المهم جاد قاللهم دقيقة بنمشي نغتسل غسل الشهاده ونولي !!! وكأنه كان حاسس بيها .
واخر لحظه قبل مايقبضو عليه هوا مجموعه من الشباب كلهم نقزوو من الدور الثاني الا خوي ممتاز قال مش ناقز لان العائله في الحوش فهوا كذلك قال “والله مامنقز كان ماتنقز” فقعدو الاثنين واستشهدو الاثنين .. والي نقزو طلعو وربي سلمهم
هذه الاحداث صارت يوم الخميس 18/8/2011 من الساعه السابعه صباحا الي 4 عصرا
الله يرحمهم جميعــــــــــا
تنبيه Pingback: مقاتلو الحرب الإلكترونية الليبية