لكل من يتشدقون بأن القذافي طور ليبيا وجعلها بلاداً غنية، أعرف انكم مدفونين في غياهب الجهل الذي فرضه المقبور علينا، لكننا إخترنا طريق العلم والإنفتاح وأنتم إخترتم طريق الإنغلاق والتخلف.
أقدم لكم اليوم مثالات بسيطاً وهو شارع واحد فقط في دولة الإمارات العربية المتحدة، لن اتكلم عن بقية مدنها، فوالله لو أنكم ترون بعض مدنها لتمنيتم ان تنشق الأرض وتبتلعكم على أن تمضو في الكذب على أنفسكم أن ليبيا بلد الرخاء والنعم والجمال، مقارنة بأقل وأبسط مدن الإمارات!
قد يقول لماذا تقارننا بالإمارات؟ قارننا بدول أخرى أقل منا، أقول لك إن حالك كحال من يريد أن يبقى دوماً ينظر لنفسه على أنه الأفضل، لأنك حتى ترتقي عليك دائماً النظر للأحسن منك وتحاول أن تتفوق عليه، أما إن كنت دائماً ترى للأقل منك فستظل على الدوام في مكانك.
“من يهاب صعود الجبال… يعش ابد الدهر بين الحفر”
شارع الشيخ زايد هو شريان رئيسي يصل مدينة دبي بالعاصمة أبوظبي ويمر عبر الكثير من المشاريع العمرانية الجديدة التي أعلنت عنها دبي، كما يمر بمنطقة جبل علي بمنشآتها الصناعية والتجارية.
في الجزء الأول من هذا الشارع تتكاثف حوله ناطحات السحاب سواء كفنادق من فئة الخمسة نجوم أو مجمعات المكاتب التجارية أو شققا سكنية، وفي أسفلها وعلى جانب الطريق الكثير من المحال التجارية والبنوك والمصارف.
يستعمل هذا الشارع الكثيرون مِن مَن يقصدون الإمارات الشمالية قادمين من أبوظبي أو العكس، كما يستخدمه جميع من يقصد المناطق الحرة المنشرة على جانبي هذا الشارع بالإضافة إلى المشاريع الإسكانية الجديدة والمراكز التجارية الضخمة، الأمر الذي أدى إلى ازدحامه على مدار اليوم تقريبا. ولتخفيف الضغط عنه وتشجيع السائقين باستخدام الطرق البديلة أنشأت دائرة الطرق نظام سالك وهي التعرفة المدفوعة لقاء استخدام الطريق. لم تحل المشكلة جذريا بعد، ولكن يتوقع حلها خلال السنوات القليلة القادمة عند انتهاء مشروع القطار المعروف بغسم مترو دبي وإتمام الطرق البديلة الجديدة.
يصل الشارع حتى منطقة سيح شعيب وهي النقطة الحدودية بين دبي وأبوظبي ليلتقي وليكمله شارع الشيخ مكتوم بن راشد حتى يصل إلى أبوظبي. الشارعين منارين بالكامل ولمسافة تقارب من 160 كم وبأربعة مسارب على أدنى حد على كل جانب من جانبي الشارعين وتصل إلى ستة مسارب في بعض المراحل. (المصدر)
ولأن الصورة بألف كلمة كما يقولون، سأجعل الصورة تتحدث، انظرو لهاتين الصورتين وهما لنفس الشارع بفارق زمني وقدره 14 سنة فقط، الأولى تم إلتقاطها في سنة 1990، والأخرى في سنة 2004.
سيداتي وسادتي، أقدم لكم شارع الشيخ زايد سنة 1990..
وهنا نفس الشارع لكن في سنة 2004..
وهذا الشارع من زاوية أخرى سنة 2008..
وللمفارقة أقدم لكم ماذا فعل القذافي بطرابلس على سبيل المثال خلال آخر عشر سنوات، نبدأها بميدان الشهداء سنة 2001..
وكيف هو الآن؟ لم يتغير إلا تغير طفيف جداً..
ثم نستمر بمشاهدة ماذا حل بآخر غابة في المدينة وهي الوحيدة.. غابة النصر، هذه صورتها في سنة 2000..
وهذه صورتها كما تبدو السنة الماضية 2011.. لاحظو إنحسارها وقطع أجزاء ثمينة من أشجارها دون إعادة توزيعها وزرع أخرى بديله عنها.. ونرى في الزاوية العليا اليسرى منها إحدى أسباب قطع أشجارها، وذلك لبناء فندق ريكسوس..
وأختمها بما فعله المقبور القذافي في شارع طرابلس بمدينة مصراتة خلال أشهر قليلة.. هي أشهر إنشقاقه عن الشعب الليبي ومحاولة تطهيره لليبيا شبر شبر من الجرذان على حد قوله!
كم سرقت هذه العصابة من أموالنا وأهدرتها في ما لانعرفه؟ والله إننا بحق أغنى دولة وأفقر شعب!
ماذا فعلت يا قذافي لليبيا؟ البنية التحتية المدمرة حتى أننا لانملك خطوط إنترنت أعلى من 56 كيلو بايت في منازلنا؟ لانحلم بخدمة الكوابل الضوئية (Fiber Optic) على كل حال، ولا أحلم بطرق خالية من الحفر والمطبات حتى أن القيادة في ليبيا على خط مستقيم صارت مستحيلة ولا بد من المناورة وتجنب فتحات المجاري والمطبات والحفر في الطرق الئيسة الحيوية، أما الطرق الفرعية فحدث ولاحرج، ففي مناطق راقية في وسط العاصمة لا تزال هناك شوارع غير مرصوفة بل ترابية!
والله إن البنية التحتية حالها يدمي القلب في ليبيا، وأنا أتحدث عن العاصمة، أما عن بقية المدن الليبية، فلا أستطيع الحديث عنها، لأنها بالفعل مدن تظن أنها في بلد آخر ليس ليبيا.
لن أتحدث عن التعليم والصحة مثلاً.. لأن الجميع يعرف أن التعليم في ليبيا تعليم يعتمد على الغش والواسطة أما الصحة فأهلنا في تونس خير العارفين بالليبيين، حتى أني في آخر زيارة لي لتونس (للعلاج طبعاً) جلست في مركز للتصوير بالرنين المغناطيسي وفوجئت أن الثمانية أشخاص في غرفة الإنتظار كلهم ليبيين!
والله إن حالنا مؤسف، كم أتمنى أن يلتقي الليبيين خارج ليبيا في أماكن التنزه والترويح عن النفس بدل الإلتقاء في المصحات والمستشفيات!
كان الله في عونك يا ليبيا.
تدوينة رائعة أخي علي
أحسنت بهذا البيان الرائع
تحياتي
فلتسقـط دولـةُ الحُقــراءْ !! ،
و يـقولون أنّ ليـبيـا قبل القذافي كـانت لا شيءْ !
بـل هي منذُ وجودهِ فيـهـا أعلى هرم السَلَطَةْ ! – مش السلطة – . . . صـارت نسيـاً منسيــاً !!
تدوينـة رائـعة يـا عليـوةْ . .
تدوينة رائعة جداً ياعليوة ……….قسما بالله ياعليوة اول مرة ننزل فيها لدبي 2006 لما نزلت الطيارة خنقتني العبرة …….. وجاني إحساس ان أحنى تحت الارض عايشين .
لا والشي الي يعفلقك ان لما تتحدث مع اي حد ليبي ( متعلم ) على هذا الموضوع رده الوحيد ان الشيخ زايد في 71 جاء الي ليبيا و يكمل القصة الحزينة الي تكسر الرقبة وتبين العار أمتعنا ……. ان هو قال وقال وقال .
وعلى فكرة الامارات جابت ناس ذوي خبرات عالمية في جميع التخصصات ( صحة ، تعليم ، تخطيط ، …….) تم بناء الدولة وبناء من يديرون الدولة وهذا ليس من العيب ان نتعلم ونكسب الخبرات من غيرنا ، ولكن من اسبوع فات كان هناك لقاء تاسيسي للهيئة الليبية للعمارة وتم حضور مايفوق عن 200 معماري ليبي و تم النقاش هو تخطيط المستقبلي لليبيا وماهي مسئوليات المهندس المعماري وماهي القوانيين واللوائح التي سوف توضع وبدورها تنظم مهنة المهندس المعماري ، ولكن هناك تفكير او يمكن ان نقول عقدة وهي الاجنبي ، و يجب ان نعترف نحن كالليبيين ان واخدين في روحنا مقلب وان بدورنا ان نعمل كل شي ولا نحتاج لأي خبرات اخرى ذات علاقة باي مجال كان ، و للأسف نحن نحتاج الكثير والكثير (O)
والسلام عليكم ورحمة الله ……. عاشت ليبيا حرة
ايـــه يادنيا !!
+ في ملحوظة ع المبنى اللي في شارع الشيخ زايد رحمه الله … قاعد زي ماهو كانهو في ليبيا مشى ازالة في غرض التطوير 😉
منور ع التدوينة (Y)
الحمد لله ….سوف نبني ليبيا الجديدة بدون القذافي
آلام وآهات تدمي القلب
لا حول ولا قوة الا بالله
يارب عوضنا خير , احسنت خوي علي .
لاحولا ولاقوة الا بالله
معظم الليبيين خصوصا اللذين عندهم عقدة معمر لم يقدموا لليبيا ولا حاجة نافعة، كل ما يفلحون فيه هو شرب القهوة والتدخين والهدرزة في الفاضي ، عشت في ليبيا لخمس سنوات ولا اذكر اني شاهدت ليبي يقوم بتنظيف باب بيته اللهم القليل .