تعليق من متابع عشوائي على فيسبوك فتح ذهني لموضوع لطالما ارقني، وخلاصة هذا التعليق هي: أنت يا بشمهندس عندك برامج المنتديات شي بديهي وسهل الاستخدام، اما الجيل الجديد فيبي تطبيق يفتحه يدير تسجيل دخول بحساب قوقل ويبدا يتفاعل، يعني هكي حاجة زي الفيسبوك.
تعودت عند قراءة إحصائية أو رأي ما، أن أعطيه وقتاً من التقليب الذهني، ان أقرأه بعين أخرى، تختلف حتى عن عين كاتبها، ماذا يختفي وراء هذه السطور، ما الذي أدى بهذا الشخص لكتابة هذه الأسطر؟
لا يمكنني صناعة تطبيق أو برنامج منتدى لوحدي شبيه بالفيسبوك، فهذا شيء يحتاج لبنية تحتية تفوق قدراتي المادية، ويحتاج لتدخل من وزارة وميزانية وموارد دولة، ولأن الدعم الحكومي لم ولن يتوفر، حيث إنه ليس أولوية، رأيت أن برنامج المنتديات هو أنسب مكان للتحرر من قيود منصات التواصل الاجتماعي.
حسناً، هل بناء المجتمعات يبدأ من الكثرة؟ ام جوهر نقي وندعه يُبنى شيئاً فشيئاً بإرسال الدعوات مثلاً؟
هل أحتاج لبرنامج ادارة محتوى حديث وسهل ويتماشى مع هذا العصر بدلاً عن الحالي الذي استعمله؟ وهل هو مجاني؟
الحل السهل أم الحل الصعب؟
هذا يعتمد على الموقف! أحيانًا يكون الحل السهل هو الأفضل لأنه يوفر الوقت والجهد، بينما في أحيان أخرى قد يكون الحل الصعب هو الأكثر فعالية على المدى الطويل، فمتى يكون الحل السهل هو الخيار المفضل؟
يكون الحل السهل هو الخيار المفضل في عدة حالات، منها:
- الوقت المحدود: عندما تكون تحت ضغط الوقت وتحتاج إلى حل سريع.
- المهام البسيطة: إذا كانت المهمة لا تتطلب تعقيدًا كبيرًا ويمكن إنجازها بسهولة.
- الموارد المحدودة: عندما تكون الموارد (مثل المال أو الأدوات) محدودة وتحتاج إلى حل سريع وفعال.
- تقليل المخاطر: إذا كان الحل السهل يقلل من المخاطر المحتملة مقارنة بالحل الصعب.
ويكون الحل الصعب هو الخيار المفضل في عدة حالات، منها:
- الجودة العالية: عندما تكون الجودة العالية ضرورية ولا يمكن تحقيقها إلا من خلال الحل الصعب.
- المشاكل المعقدة: إذا كانت المشكلة تتطلب تحليلًا عميقًا وحلولًا مبتكرة.
- الأهداف طويلة الأمد: عندما يكون الهدف هو تحقيق نتائج مستدامة على المدى الطويل.
- التعلم والتطوير: إذا كنت تسعى لتطوير مهاراتك أو اكتساب معرفة جديدة من خلال مواجهة التحديات.
- تقليل المخاطر المستقبلية: عندما يكون الحل الصعب يقلل من المخاطر المحتملة على المدى الطويل.
وأجد نفسي أذهب إلى الحل السهل من بين هاذين الخيارين، نظراً للوقت المحدود والمهام البسيطة، والموارد المحدودة (بشرياً ومادياً) ولتقليل خطر الدوران الهامستري والبقاء داخل حلقة مفرغة لا تنتهي من التخطيط والبحث عن حلول ومستثمرين وموافقات ودعم حكومي، دون تقديم حل حقيقي واقعي!
الحل الأنسب حالياً
على برنامج المنتدى أن تتوفر فيه هذه المزايا:
- واجهة بلغة عربية.
- واجهة هواتف ذكية واجهزة حاسوب.
- واجهة بديهية سهلة ومنظمة.
- عليه أن يكون برنامج ادارة محتوى مجاني تماماً.
- يقبل تسجيل الدخول بطريقة تمنع تشويش الـbots.
- ادارة وتحكم لمنع المحتوى غير المرغوب والمنافي للعرف والدين.
- ميزة التنبيهات على الهاتف الذكي أو البريد كذلك.
- ميزة الدردشة او المراسلة الخاصة.
- يمكن تحويله إلى تطبيق على الهاتف، حتى وإن كان مجرد ايقونة ومتصفح انترنت مدمج!
هذه كانت الافكار التي رأيتها ستساهم في نجاح المنصة من ناحية شكلية، ويبقى طبعاً الأمر الأهم وهو كيفية جذب الزوار إلى المنصة وهذا يستلزم أن نقف عند مفترق طرق.
إن أردت لهذه المنصة ان تتحول إلى فيسبوك، فعلينا أن نقبل الجميع، وعندما أعني الجميع أعني الجميع دون استثناء، كل من يقوم بعملية تسجيل يجب قبوله على الفور، لزيادة شريحة المستخدمين، وهنا نحن نتجه إلى نظام الكمية لا النوعية، وبالتالي نحن لا نصنع منصة لها قيم سامية بل هي نسخة من منصات موجودة حالياً ولا داعي من الأساس لهذا المجهود ما دمنا مجرد سننسخ الآخرين! بالإضافة إلى أنه يجب أن تتوفر بنية تحتية مدفوعة قوية جداً لتتحمل عدد الزوار المتوقع، وهذا امر مكلف جداً ويحتاج لمستثمرين لديهم رؤية وصبر طويل لأن الموقع لن يبدأ في در المال من الإعلانات إلا بتوفر عدد كبير من الزوار، والزوار لن يتوفروا إلا لو كانت البيئة تقدر على استيعابهم.
كلما أحاول الاقتراب من تصور حقيقي لما اقترحه عليّ ذلك المتابع وأعود لقراءة تعليقه، أجد أن الأمر يحتاج للمال والوقت والاستثمار الباهظ الذي لن أقدر عليه للأسف، وهو مشروع واعد لو اعتمدته الدولة، أو على الأقل إن اعتمدت يوماً ما دولة ليبيا خطة طريق امن سيبراني على مستوى وطني، عندها قد ينتبهوا إلى الخطر المحدق بمجتمعنا منذ سنوات طويلة والذي تمارسه منصات التواصل الاجتماعي بلا كلل ولا ملل، ربما قد لا يفوت الآوان، وربما قد فات وأنا أهذي هنا كما كنت اهذي طيلة حياتي فيما اسميه “هروكة” مستمرة.
ختاماً
أجد نفسي مدفوعاً بكل منطق إلى استخدام ما يتوفر لي من أدوات ووقت ومال، أن اشتغل بما لدي اليوم، نعم، منتدى الشبكة الذي يعمل ببرنامج ادارة المحتوى المجاني phpBB والذي لا يحتاج إلى موارد، والخطة الجديدة لتشغيله بعدما قرأت تعليق المتابع، اتصورها كالتالي:
- تخصيصه إلى منتدى تقني عام.
- إنشاء اقسام تقنية تشمل معظم المجالات.
- تحت كل قسم انشي ساحات متخصصة.
- محاولة تسهيل عملية التسجيل والدخول.
- النشر ومشاركة مواضيعه على منصات التواصل، من باب “ممارسة ما نبشّر به”.
- ربما دعوة بعض الطلبة لاستخدامه كمنصة حرة بعيدة عن معايير منصات التواصل الأجنبية.
ربما هذا سينجح، ربما لا، هي محاولة لكسر قيد “صلد”، ولم اكن اتخيل “صلادته” إلا حين واجهت فئة التقنيين الليبيين ووجدتهم أو من يحارب الخروج من هذه المنصات، مع أن فيهم من لديه عشرات الآلاف من المتابعين، ويقدر على التأثير فيهم، يقدر على اقناع حتى 5% منهم بتجربة الخروج، ولكنه سجن وسحر الخوارزميات، وربما لأنهم محاطون بجماعة “أنت مبدع” و”أنت رائع” وهذا لن يتأتى إلا بوجودهم معاً (مؤثرين ومتابعين) في فقاعة واحدة منعزلة، الشيء الذي كسرت قيده منذ سنوات، وبت ارى اشياء كثيرة بوضوح خلافاً لمن لازال يقبع في سجن الخوارزمية.
وربما أن هذا كله مجرد هذيان أحمق، يأتي يوم ويختفي، أو يقرأه هرواك شاب جديد، فينفعل ويستلم – بكل حمق – الراية ليحملها ويحاول أن يصنع شيء يكسر قيد الخوارزمية، وما أكتب كل هذا إلا لأني أتخيل أن هذا هو الأمل الوحيد، قد تكون أنت أملي الوحيد، من يعلم!؟
عليّ الاستمرار في التنفس، فالشمس ستشرق غداً، ومن يدري ما الذي سيجلبه المد؟