السعادة والفساد والحساب

مواطن قاعد يتكلم على الانترنت ضد الفساد ومتوجه للناس ويفضح في الفاسدين ويوعي فيهم على قضية معينة، حيصير واحد من هالحاجتين:

1. أن الناس تغضب وتتحرك وادير رد فعل لنصرة الحق والقضاء عالفاسدين وهكي حيخاف حتى المسؤول الثاني اللي مازال ماجاه الدور من غضب الناس ويحترم نفسه ويغير وضعه ويقوّم محيطه ويتعظ، والشعب يقوّم الحكومة بهالطريقة.
2. أن الناس تستهلك هالمحتوى على أنه محتوى ترفيهي وتغيير روتين مقرف ويغيرو بيه جوهم ويحصلو كوكتيل ادرينالين وسيروتونين وإندروفين ودوبامين وأوكسيتوسين، وخليها تعوم واللي فيها حليب تصيح، وتصفية بونتوات شفتوه فلان وريتو علتان وهههه وهيهيهي وهوهوهوهو… إلخ.

طبعاً الواضح عالشارع الليبي هو الخيار الثاني، وهذا من سنوات طويلة، من قبل حتى السوشيل ميديا، وهالشيء يلغي أي سبب يخلي أي مواطن تجيه النية ويطلع يتكلم ولا يوقف وقفة احتجاجية ويدير متابعين ويخاطر بحياته وحياة عيلته ويتكلم على شيء هو عارف أنه حيضره في نفسه.

شفتهم بعيني يلقطو فينا زي العصافير من وسط العاصمة ومنهم من انطلق ومنهم من مازال مجهول مصيره من سنوات والناس واقفين جنبي يقولك لا ماهو فلان مفروض ما دارش، ومفروض ما كتبش ومفروض ما تكلمش ومفروض ما مفروضش واصلا دافعينله فلوس، وراهو تبع فلان هداكا يستاهل مايجيه!!

قداش ما صغرت بيا الدنيا وعرفت قداش أني هرواك وحاسب أني واقف وسط الشجعان ونخبة المجتمع وقتها بعد ما شفت ميزانهم، وعرفت أن في يوم من الأيام حيجي عليا الدور وحنطلع مدفوعلي ومفروض ما كتبتش ومفروض ما درتش ونستاهل ما يجيني وماندير شير مايجيني شي!

يعني برا خود تصريح واطلع يا مواطن اوقف زي الصدّارة وبعدها روّح حوشك واستمر في حياتك، آهو إنت طلعت وخليناك تطلع وروحت بآمان، وحني مستمرين في اللي نديرو فيه! ديمقراطية ولا مش ديمقراطية يا متعلمين يا بتوع دول العالم الأول؟

اضافة أخيرة

أن لو كان هالمواطن مش هاماته الناس اساساً ويدير في الشيء لنصرة كلمة الحق ولأن جزاءه الحقيقي حياخده يوم الحساب، فأي شيء ممكن نشوفوه في الدنيا يصير لأي مواطن يحارب في الفساد هو شيء زائل، هذا اختبار من الله ليه ليثبت مصداقيته.

أما الهرمونات اللي اكتسبتها الناس من قراءة مغامرات فلان وحبس علان وخطف فلتان، وفوز فئة في بونتو معين وتطليعهم للفئة الثانية أنها خاسرة وأنها ضعيفة، وتريبونات الكورة ووطن ما وطن، فراهي كلها حيكون مصيرها الزوال… والبقاء لله وحده، نسأله تعالى أن يتغمدنا جميعاً برحمته.