إلى مذكرتي الالكترونية الغبية:
صباح هذا اليوم، وأثناء تجهيزي لقرص الفيتامين ج الفوار لأرميه في كوب الماء، حملقت لوهلة في ذاك الكوب فأمسكته قرب وجهي لأتابع عملية ذوبان وتحلل مكونات القرص مع صوت تفجر فقاعات اختلاطه مع الماء، فخطر في بالي خاطر غريب.
تذكرت تلك المليارات التي صرفت لأحصل على هذه المعجزة العلمية الصغيرة أمام وجهي، وفكرت هل يا ترى أنا أعلم حقاً ما يحتويه هذا القرص؟ وهل بالفعل ما يحتويه هو مواد مفيدة لجسمي وعقلي لأصبح أفضل وأحسن حالاً؟
تلك الساعات التي صرفت لقاء تطوير هذا القرص الصغير، هل هي فعلاً كان الغرض منها صنع شيء مفيد لي؟ أم أن هناك مواد معينة تتفاعل مع جيناتي العربية السامية فتضرب هرمونات وخلايا معينة في جسمي بشكل ضئيل كل مرة فتؤثر على كفاءتي على المدى الطويل وبالتالي قراراتي في الحياة فأصبح طيلة الوقت بمزاج واحد وتفكير واحد لا يؤدي إلى السلام والازدهار!!
نعم، أعلم تمام العلم أن هذا القرص مصنوع لمنطقتي الجغرافية، وأعلم أن كل ما لدينا من علوم الآن للتحليل والكشف عن مكوناته هي اساسات وضعها بالأساس اشخاص هم أمثال من صنع هذا القرص أصلاً، طبعاً، بعد صرفهم لمليارات أخرى تحسيناً لعملية التحليل للخروج بنتائج استهدفوها من البداية لتظهر بمظهرها البريء الايجابي!
فهل هناك مادة ما بتركيز ما داخل هذا القرص، عندما تدخل لجسمي حسب التعليمات المكتوبة على العبوة من خلط وبعد أو قبل وعدد المرات يومياً، ثم تختلط بأحماض معدتي لتتفاعل مع خلايا جسمي، هل يحدث لنا تأثير مجهول؟؟ ولا ولن نعرفه لأننا نفتقد لتلك المليارات لصرفها حول البحث، فنعرف حقيقة ما يجري عند ابتلاعنا لهذه المنتجات!
هل يعلم المسؤول والذي يوافق على المنتجات التي تدخل لبلادنا خفايا المصادر والشركات؟ هل يتم صرف حتى درهم واحد للتقصي والبحث حول بائعي المنتج؟ أم فقط ما يتم تقديمه لهم من مستندات يتم الأخذ به طوعاً هكذا؟
مع كل ما نراه من حرب على الاسلام والمسلمين وكل ما نسمعه حول المليار الذهبي وآل صهيون وتحكمهم في مقاليد الكوكب ووضعهم للحكام وتوحدهم ضد كل ما هو عربي ومسلم، أجد نفسي تميل لنظريات كنت قبل عقد من الزمن اعتبر من يعتنقها مجرد اضحوكة وعاهة عقلية.
ربما هو التقدم في العمر، فخلايا مخي لم تعد كما هي قبل 20 سنة مضت، وربما هي ذلك الشيء الذي نصفه بالحكمة؟ فقد بت أرى ما لم أكن اراه، وقل الضجيج من حولي ولم تعد الأشياء تثير عقلي كما كانت في السابق، فباتت النظرة أكثر عمقاً وتركيز، وأقول ربما لأني لا أجد معياراً اقيم به نفسي ولا أقدر إلا على مقارنة نفسي اليوم بنفسي الأمس.
لا أدري، ربما بعد عقد آخر من الزمن سأغير من مظهري قليلاً بلبس قبعة الومنيوم حتى لا تخترق رأسي موجات 5G فتشتغل الروبوتات النانوية التي تسري في دمي منذ أخذت جرعة تطعيمي الوقائية سنة 2020، فيجب مقاومة تحولي إلى زومبي آخر يفعل ما يفعله شعب الزومبي العظيم طيلة اليوم.
على كل حال، لبست حذائي ونزلت لمواجهة ما ينتظرني شاقاً لطريقي المعتاد خلال محيط ذرات الأكسجين والنيتروجين والهيدروجين وثاني اكسيد الكربون وبخار الماء وبقية الغازات الأخرى ذات اللفحات الباردة في هذا الصباح البارد والمحملة بموجات راديو الله وحده يعلمها مع ميكروبات الجو القارص التي لازال جهاز تنفسي يرفضها بسعال أعانيه منذ 3 اسابيع على الأقل.