في تدوينة سابقة تحدث فيها عن مفهوم العمل بدلاً عن الهاشتاق، أعود مرة أخرى للحدث حول مدمني منشورات السلام على مواقع التواصل الإجتماعي.
جماعة #ليبيا_إلى_السلام وهيا لنجعلها سنة صلح وسلام وغيرها، ماتفعلونه كمن يحرث في البحر، مادام أساس المشكلة لم تتم معالجته فحالكم كحال من يقف تحت الميزاب ويقول يارب.
السلام لم ولن يأتي عن طريق منشور أو هاشتق تضعه على مواقع التواصل الإجتماعي، او ربط خرقة قماش بيضاء في هوائي سيارتك، دون عمل حقيقي على أرض الواقع، فدون عمل حقيقي الأمر مجرد حبة مُسَكّن.
لا ينفي أحد أن أغلب الناس بطبيعتها تميل إلى السلام والحب والوئام، لكن المفسدين ووجودهم في حياتنا هو سنة من سنن الحياة، ومحاربتنا لهم كذلك هي سنة من سنن الحياة، لكن السؤال هو كيف نحاربهم؟؟
- أولاً علينا أن نعرف لماذا يفعل هؤلاء ما يفعلونه، ثم نحصره في قوائم وعن طريقها نعرف لمن نتوجه وبمن نبدأ وأي شريحة هي الأهم.
- ثانياً علينا أن نتوقف عن توليد وصناعة ذخيرة لهؤلاء، وما أقصده بالذخيرة ليست الحربية، بل المعنوية، علينا أن توقف عن خلق المزيد من الأعداء، وذلك بالتوقف عن أيذاء الآخرين مهما كان نوعهم وشكلهم وتوجههم.
- ثالثاً ربما حان الوقت للتوقف عن العمل بناء على آراء وأفكار الغير وأن نبدأ في استعمال التكنولوجيا لنتعلم ونوسع من مداركنا وأفكارنا دون أي وصايا ممن يصفون أنفسهم بالعلماء، ولدينا قرآن نزل للبشر أجمعين لا لزمرة كهنوت.
- رابعاً بعدنا عن الكتب والمدارس والتهائنا بهموم الدنيا وكثرة النميمة والغيبة والتكبر والإستعلاء عن باقي البشر هي سرطان يستشري في جسد البلاد وسيهلكنا لامحالة.
- خامساً إبدأ بنفسك، كف شرك عن الآخرين، ولو كان صوت مذياع في آخر الليل، أو خروج في أشارة مرور حمراء، إن لم تبدأ بنفسك وتغيرها، فلن يغيرها أحد، حتى الله عز وجل لن يغير النفس مادامت لم تنوى تغيير نفسها، والنية إن لم تربطها بفعل فهي مجرد خاطرة عابرة لا معنى لها.
إبدأ بنفسك اليوم، ولا تجعل التغيير مجرد صورة حساب على فيسبوك أو هاشتاق وليد اللحظة ينتهي معناه بخروجك وإلتهائك بهموم دنياك.
عندها ربما سيكون #في_ليبيا_سلام