السلام عليكم، كانك من جماعة نقرا سطرين ونمشي نعلّق فأرجوك سألتك بالله، حاول إنك تفضي نفسك 5 دقايق وتقرا قبل ما تعلق، لأن كل كلمة هنايا كتبتها لسبب مش لحشو الفراغات!
اللي نقرو فيه ونشوفو فيه راهو يأثر على نفسيتنا من غير مانحسو، لأن العقل الباطن اللي ماعندناش سلطة عليه، حتى هو ليه قدرة على صنع قراراتنا.
على قد مانقرو من اخبار على بلادنا، لاحظو الكم الهائل من الاخبار السلبية واللي تخلينا نشوفو الصورة من جانب واحد بس.
كم مرة شفنا خبر سيارة مخنوبة ولا حاوية فاضية ولا كيف الدولار راكب ومش بنفس الكثرة نشوفو في أخبار القبض على السارق ولا المرتشي ولا المذنب وفي مواضيع معينة مانشوفوش أبداً المذنب معاقب.
كلها الحاجات هادي مع بعضها تأثر علينا، وتجيبلك الشعور متع:
((تو غير وقفت عليا أني؟ ماهي كلها تخنب/تكذب/تقتل/الخ الخ))
وهذا هو المطلوب، هو بث السلبية والغلط بين الناس اللي حتفقد الأمل بسرعة في أنه المخطيء يتعاقب، وبالشوية تبدا الناس تحس بالموضوع طبيعي وعادي، ويولي هذا هو اسلوب الحياة عندها.
اللي مفروض يصير من وجهة نظري هو التالي:
1. معاش تصدق كل ماتقرا في الإنترنت. حط في بالك أن كل شخص يكتب في حاجة، عنده هدف من كتابتها، تو ممكن تفكر إن هالشخص طيب وكويس وهدفه نبيل ويبي بيان الحقيقة وغيره من الكلام، لكن أولاً اسأل نفسك، من هو هذا الشخص؟ شن اسمه؟ كيف شكله؟ قداش عمره؟ شن وضعه الاجتماعي؟ شن انتماءاته؟ لأن أغلب من يكتب ويتكلم يختفي وراء اسماء وصور وهمية، باش يحمي نفسه على ارض الواقع من أي عواقب للي ينشر فيه على الإنترنت، خلافاً للي يتكلم بإسمه وصورته حيكون عنده نوع من الخوف من رأي الناس، إلا لو كان بعيد عن الناس وفي عالم ثاني وفي كوكب ثاني بعيد (بلاد ثانية) وهكي مش حيختلف على اللي يتكلم من وراء صورة واسم وهمي.
2. استعمل عقلك. مش كل خبر تقراه أو كلام مكتوب عند صديق، تخليه يأثر على عاطفتك وقراراتك، الشير (والشهدرة) ولت بالبلاش وماتنسوش “الرقيب العتيد” اللي يسجل في كل حاجة تطلع مننا، لهذا ماتقولش لا أني مانندريش وماقصديش وماكنتش نعرف وفلان قال هكي، لأن ربي حيحاسب فلان، كما إنه حيحاسبك على نعمة العقل اللي تجبد عليها في السيفون عشرات المرات كل 24 ساعة، انت مسؤول على تصرفاتك، مش الدخان ولا السكر ولامديرك في العمل ولا الصغار في الحوش، انت اللي مفروض تفكر في حلول لمشاكلك وتشغل راسك وتلقالها حل يرضي الجميع ومايضر حد.
3. اشقى بروحك. بلادك ومدينتك وشارعك وعيلتك وحوشك حالياً ودائماً وابداً محتاجينلك، محتاجين إنك تكون مفيد وماتفسدش وماتساهمش في الفساد، ماتقعدش تسب في الفوضى وإنت أول واحد يوقف في جزر الدوران وعلى البراريك وكل من باني في الممنوع وتشري في خضرتك من غادي! ماتقعدش تسب في السواقة وإنت أول من يجتاز من اليمين ويطلع في الأحمر ويتزورق بين السيارات، بالعكس، أوقف عالصح وامشي صح، راهو هذا هو تغيير المنكر، البلاد معبية منكرات، ابدأ بنفسك، ماليكش علاقة بغيرك، إنت غير ابدأ بنفسك، اللي صاير إن الكل لاهي بالكل وماحد لاهي بروحه، الكل يشوف في الثاني هو الغلط، وعادة هو يكون نفسه اساس الغلط.
طبعاً هالنصائح موجهة ليا قبل كل فرد فيكم، وكتبتها مش تنحية ملامة عن نفسي أو كأني نقول إني منزّه ومخلوق من طينة تانية!
التلات نقاط اللي كتبتها، باش وصلتلها مشيت في مستنقعات هلبا، وغلطت هلبا، وقاعد نغلط لكن في كل مرة نحاول إنقصها لين تختفي، ومع بعضنا إن شاء الله نحاولو ننصحو بعضنا، وكل واحد يحاول معاش يكتب كلام سلبي ماينفعش حد، مع إن في كلام سلبي ينفع مرات، لكن العبرة بالخلاصة والنتيجة لهالكلام، هل بيجيب نتيجة؟ هل حيغير انسان للأفضل؟
عارف إن حياتنا مش عايشينها زي مامفترض إنه نعيشوها، وعارف إن الفساد كاثر، ومانبيش نغرد خارج السرب، الواقع مرير والمستقبل مجهول، بس في بداية 2011 كان عندي امل، واملي كان مبني على الناس، وأملي كبير في ربي إنه يعطينا مانستاهلو! وماننسوش أن ربي يقول للشيء كن فيكون،
ولكن..
بسم الله الرحمن الرحيم: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} [الرعد:11]
ربي عز وجل وضح في هالآية الكريمة أنه لا يغير ما بقوم من النعمة والعافية، حتى يغيروا ما بأنفسهم، والمعنى: أنه لا يسلب قوماً نعمة أنعمها عليهم، حتى يغيروا ما كانوا عليه من الطاعة والعمل الصالح.
المعنى موجود في صيغ ثانية،
بسم الله الرحمن الرحيم: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} الآية [الأنفال:53]
بسم الله الرحمن الرحيم: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى:30]
وربي بيّن في هالآية أيضاً: أنه إذا أراد قوماً بسوء فلا مرد له، وبين ذلك كذلك في مواضع ثانية،
بسم الله الرحمن الرحيم: {وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام:147]
أما تفسير قوله في هالآية الكريمة: {حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، فالتغيير ممكن يكون بس من بعضهم زي اللي صار في غزوة أحد لما الرماة غيروا ما بأنفسهم فعمت البلية الجميع!
وقد سئل صلى الله عليه وسلم: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: “نعم إذا كثر الخبث”، والله تعالى أعلم.
هداني الله واياكم