تخطى إلى المحتوى
الرئيسة » المدونة » رسالة لكل مدوّن

رسالة لكل مدوّن

إن رسالة التدوين كانت ولازالت هي مشاركة الأفكار، بل أن الفكرة التي بنيت عليها الإنترنت بكاملها كانت فكرة “المشاركة” مهما كان نوع هذه المشاركة، فكل كلمة تكتب على الإنترنت تتم أرشفتها وتخزينها إلى أن يبحث عنها شخص ما حول العالم، لهذا انصح كل من يكتب على الشبكات الإجتماعية بأن يخرج منها ويحاول إمتلاك مدونة.

لا أود أن تفهمني خطأ، التدوين على الشبكات الإجتماعية ربما يكون له تأثير، لكن تدوينك فيها يصبح تدوين غير فعّال على المدى الطويل، وقد لايفعل ماترجوه منه، وذلك يعود لعدة أسباب، منها لغة الكتابة أو أسلوبها والتي قد تتحسن مع مرور الوقت، لكن لنفرض أن ماتكتبه رائع ومضمونه مفيد، ستفتقد مع هذا لشيء مهم جداً فيجعله “تدوين غير فعّال” ولايتردد صداه في محيط الإنترنت وسيصعب البحث عنه بين هذا الكم الهائل من المحتوى الذي يتكوّن على الإنترنت كل ثانية.

التدوين الفعال

إذاً، كيف يصبح تدوينك “تدوين فعّال” ؟

بالتأكيد سيكون تدوينك فعّال فقط بإمتلاكك مدونة خارج الشبكات الإجتماعية، وبوجود محرك بحث فيها وبعض المزايا الأخرى، ستتمكن من أن تصل إلى العالم عبر محركات البحث الشهيرة خصوصاً بعد إستخدامك لميزة الوسوم لوسم تدوينتك بكلمات مفتاحية مميزة، وحين يبحث عنها أحد ما على محرك بحث مشهور كقوقل فستظهر له تدوينتك تلك من ضمن النتائج، خلافاً لوسائل التواصل الإجتماعي كالفيسبوك وتويتر، حيث تختفي تدويناتك فيها الخالية من الوسوم والتي لايتم أرشفتها بشكل صحيح في محركات البحث الشهيرة، نعم، ستختفي تدويناتك لحظياً أو بعد فترة من الزمن، هذا في أفضل الأحوال، اما أسوأها هو عدم قدرة الأشخاص البحث في هذه الشبكات عن تدوينات ومشاركات الاخرين بشكل فعال.

هل يمكنك اليوم البحث في منشورات شخص ما أو صفحة ما سواء على الفيسبوك أو تويتر، وهما الشبكتين الأشهر، بوساطة كلمات مفتاحية؟ مثلاً أعرف أني كتبت منشوراً ما حول منتج ما قبل عدة أشهر، لن اتمكن من الدخول على حسابي والبحث فيه، فمحرك البحث فيه يوفر ميزة البحث عن الأشخاص والصفحات والمجموعات وغيرها فقط، وهذا القصور ينقص من شعبيتك، فمنشوراتك لن يراها إلا من حضرها لحظة نشرها وستضيع بين الكم الهائل من المنشورات في تلك الشبكات.

هل وصلت الفكرة؟

نعم، اوافقك الرأي أن النشر على وسائل التواصل الإجتماعي سريع وسهل ويجعلك تصل لمتابعيك في كبسة زر.. لكن لا تنسى ان الأمر أشبه بصيحة عالية يختفي صداها سريعاً.. وستخسر ثباتها في فضاء الإنترنت لأنها لم تتم أرشفتها في محركات البحث على الإنترنت بشكل صحيح.

ما اتحدث عنه تقنياً هو مايعرف إختصاراً بـ SEO او Search Engines Optimization والتي تعني حرفياً “محرك البحث الأمثل” أي بمعنى تحسين محركات البحث، وعن طريقها تجعل موقعك صديقاً وفياً لها! لكنك لاتحتاج لأن تكون خبيراً تقنياً لتقوم بهذه المهمة، كل ماعليك هو إستخدام كلمات ووسوم تصف بها تدوينتك ليعثر الناس على تدوينتك حين يستخدمون إحدى أو بعض هذه الكلمات.

SEO

للمزيد من المعلومات حول هذا الأمر إليك هذا الرباط في موسوعة ويكيبيديا.

منصات تدوين مجانية

عموماً، هناك الكثير من المواقع المجانية التي تتيح لك التدوين بشكل إحترافي ووسم تدويناتك وإتاحة الفرصة لمحركات البحث لإرشفتها وتقديمها وقت الحاجة لكل من يبحث عن موضوعها.

من هذه المواقع أقدم لك إثنين:

  1. موقع بلوقر الخاص بقوقل http://www.blogger.com
  2. موقع ووردبريس الغني عن التعريف http://wordpress.com

إستعمل وسائل التواصل الإجتماعي لإيصال أفكارك والنقاش المباشر، لكن حافظ على تدوينتك مؤرشفة في الإنترنت بكتابتها في موقع خاص بالتدوين، حيث ستهتم محركات البحث بأرشفتها وتقديمها لكل من يبحث عنها بسرعة.

من فضلك حاول أن تتخلى جزئياً عن تلك الصفحة على فيسبوك وحاول إستعمالها في مشاركة ماتكتبه على موقع مدونتك، أما إن كتبت شيئاً في الفيسبوك فتذكر أنه سيكون من الصعب جداً أرشفته وتقديمه للجميع وقت الضرورة وبالتالي فإن تأثير ماتكتبه من أفكار محكوم عليه بالزوال.

الخلاصة

يمكنني إختصار ما أعتبره طريقة سليمة للتدوين الفعال على الإنترنت في خمس نقاط:

  1. أولاً، سجل أفكارك على ملف Microsoft Word في جهازك، إستخدم ميزة المصحح الإملائي فيه إن كانت لغتك العربية غير قوية.
  2. ثانياً، حوّل ماكتبته من حروف في هذا الملف بعد مراجعات عديدة إلى موقع مدونتك على الإنترنت وقم بتنسيقه ووضع صور مناسبة، وأبتعد عن كتابة فقرات ضخمة وإختصرها إلى فقرات تتخللها الصور.
  3. ثالثاً، ضع وسوماً (Tag) تختصر مضمون أفكار المقالة المكتوبة فتصبح كلمات مفتاحية لمن يبحث عنها في الإنترنت، تخيل نفسك تبحث عن مضمون تدوينتك، مالكلمات التي ستكتبها للبحث؟ هي هذه الوسوم!
  4. رابعاً، أنشر ما كتبته على وسائل التواصل الإجتماعي كالفيسبوك وتويتر وقوقل بلس وغيرها من الشبكات الأخرى ناشراً إياها مع مقتطف صغير قصير يختصر ماهية التدوينة لتجذب القاريء أكثر.
  5. خامساً، تفاعل مع المعلقين وقم بإثراء النقاش بشرح المزيد مما صعب فهمه عليهم أو أنشر شيئاً جديداً متضمناً كل التساؤلات التي طرحت عليك.

بالنهاية

ربماً قد تكون المرة الأولى التي تقرأ فيها مصطلح “تدوين فعّال” والذي كان وليد اللحظة، ولا أدري هل تم إستخدامه من قبل أم لا، فمحرك قوقل لم يجد لي شيئاً حول هذا المفهوم الذي أحاول شرحه، لكن في كل الأحوال إن كان لديك ماتضيفه حول الموضوع أتمنى كتابته في تعليق وذلك من مبدأ المشاركة على الإنترنت، ولاتنسى ان تشارك معارفك وأصدقاؤك هذه التدوينة لعلها تلمس وتراً فتغير من حياة إنسان.. وقد تستفز أحدهم ليكتب لنا فكرة اخرى تختلف عن ما طرحته في هذه التدوينة، من يدري؟

أدعوك لقراءة بعض المواضيع التي لها علاقة بمجتمع المدونين في ليبيا، لعل لديك إضافة لها تفيدنا.

2 فكرتين بشأن “رسالة لكل مدوّن”

  1. تنبيه Pingback: فضفضة: مجتمع المدونين | مدونة طرابلسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *