تخطى إلى المحتوى
الرئيسة » المدونة » ميليشيات فيسبوكية

ميليشيات فيسبوكية

خبر وصورة
خبر وصورة

هي قصة تحدث كثيراً على موقع التواصل الإجتماعي (سابقاً) وموقع بث الإشاعات (حالياً) ومرتع لكل مراهق وفتى لبس ثوباً أكبر منه، فقط في هذه البيئة سترى بشكل متكرر خبراً يثير القلاقل والبلبلة في صفوف الليبيين لكن دون تحديد مكان وزمان ودون أسماء ووثائق دعمه، فتسأل عن المصدر فيرد عليك شخص سمى نفسه “ادمن مش كويس” إنه هو المصدر وشاهد العيان على الحدث، وحين تبحث عن صورة الخبر تجدها منسوخة دون إكثرات من الإنترنت، وهي في الأصل لخبر مماثل في الأسكندرية بمصر! نعم هكذا هي صفحات الأخبا… عفواً أقصد الإشاعات، في ليبيا.
نتائج البحث عن الصورة في قوقل
نتائج البحث عن الصورة في قوقل

والملفت في الأمر أنه – مدير الصفحة – مجهول الإسم والعمر والسكن وغيرها من المعلومات المجهولة التي تجعله مصدر غير صالح لأي معلومة حيث لا يمكن ملاحقته قانونياً إن كانت كذباً، فتجده كغيره ممن يمتهنون هذه المهنة، يحتمي وراء هذا الإسم والمستعار ويخبرنا أنه شاهد عيان من عين الحدث وذلك حين سألته مباشرة عن مصدر خبره، وهو صاحب صفحة سماها “المصدر” توقعت على الأقل أن يحترم أصول المهنة ويرفق أخباره بالمصادر وهو ماشدني في بداية الأمر عند قرائتي لخبر من الصفحة بالصدفة، لكنه لم يتمكن كشاهد عيان حتى من إلتقاط صورة واحدة ولو مشوشة لحبة أرز واحدة!
بعدها يلقي علينا من خلال تعليقاته قنبلة، فهو يسمي تلك القوة التي إقتحمت المزرعة بالميليشيات “من قام بالقبض هم المليشيات المسلحة في بنغازي” مما يذكرني بأسلوب قنوات القذافي في وصف الثوار، ثم ينسب نفسه لها، فيقول “يكفي انقولك اني كنت مع المليشيات يلي داهمت المزرعة” فهل رأيتم أحد من قبل ينسب نفسه بكل صراحة لميليشيا مسلحة وهو بهذا يعترف أنه خارج عن شرعية الدولة؟
كأنه يريد أن يرسل رسالة مفادها أن الميليشيات لاتزال تحكم في بنغازي، فقد ختم كلامه المرفق مع الصورة بسؤال “الحرس البلدي وين ؟؟” كنوع من البيان أنه لولا الميليشيات لمات الناس تسمما جراء هذا الرز المجهول مكان تصنيعه والذي لانعرف سبب إخفاء عنوانه؟ ربما قد نفهم سبب الإخفاء إن كانت المزرعة تنسب لشخصية سياسية مثلاً او أن كشفها قد يسبب أزمة داخلية أو خارجية.
حتى أبين وجهة نظري لمدير هذه الصفحة قمت بإختلاق خبر وكتابته في تعليق لأبين له أنه من السهل جداً تلفيق أي شي حين تغيب المصادر والأسماء، فكتبت له: “العثور على وكر للدعارة في بنغازي وفيه فتيات وشباب من جنسيات مختلفة وقد تم العثور على شخص قطري وجهاز الشرطة قام بالقبض على الجميع لكن تدخلت قوات من مليشيات مجهولة وطالبو بتحرير الشاب القطري. وين علي زيدان؟” حينها أخبرني أنه قد تعلم في القانون أن لاينشر تفاصيل أي قضية يتم البث فيها بعد ولاتزال قيد التحقيق. حينها أخبرته كرد على تعليقه أني بأمكاني كذلك التحجج بأني غير قادر على نشر الأسماء وأن أقدر على الخروج بأي شيء لأثبت أني على صواب مادام الكلام هو الدليل فإليك هذا الكلام: “حتى أني كنت مع القوات اللي خشت وكر الدعارة، وحفاظاً على شرف فتياتنا الليبييات نعتذر عن ذكر المكان والزمان وأسماء الشخصيات. هي برا هي.
سبحان الله! يعجز عن جلب دليل ولايتراجع ولا حتى يتأسف عن إثارته لبلبلة مجهولة المصدر ويتحجج بحجج واهية وبعدها حين لايجد مايعلق به يطالبني بتجاهل الأمر لأنه حدث في (السبخة) أي بنغازي وليس في العاصمة مرفقاً بجملة “أشحط روحك خويا” وكأن بنغازي ليست رقعة من ليبيا؟ ويختم الأمر بوضعه لرابط من صفحة أخرى مشهورة بالعنصرية وبث فكر الإنفصالية قامت بنشر ذات الخبر بصورة أخرى على أنها دليل على خبره!!
كان تعقيبي عليه: “خيرك قسمتها ليبيا؟ في بنغازي ولا في آخر طرف من ليبيا، كلها زي بعض عندي، وبعدين من الول عارفها في بنغازي من الكلام اللي كتبته، فعلاش الجو الرامض وجو أشحط روحك متع الصغار؟؟ وبعدين يا ميليشيا قلنا نبو صور ولا حاجة تثبت كلامك مشي طلع المصدر متاعك صفحة فيسبوك تانية! ياوالله حالة منكم اللي يجي يفتح صفحة!“.
والنهاية طبعاً كما يتوقع الجميع كانت حجبي من التعليق في الصفحة وحذف كل تعليقاتي، وربما بعد فترة ليست بالبعيدة ستسمعون خبر إختطافي وسلحي في الشوارع لأني تجرأت وكتبت تدوينة على أحد أعضاء الميليشيات المجهول الإسم والمسكن والعمر والشكل وإلخ إلخ.
لكن فعلاً طلعت ادمن مش كويس يا ادمن مش كويس ^^
إن أردت أن تكون لديك مصداقية فيما تنشره، فعليك أن تتحلى ببعض من الشجاعة وتستعمل صورتك وإسمك الحقيقيين ومن ثم تتحمل مغبة ماتنشره من أخبار وأحداث لا أن تتخفى وراء صورة وإسم مستعار وتطالبنا بتصديقك.
المشكلة انك حتى بعد وضعك لخبر بإسمك وكافة معلوماتك ستظل مصداقيتك مرتبطة بالخبر ذاته، فعليك أن تكون مهنياً في نقلك وتضع الخبر كما هو بالمصدر ورابط يقودك للخبر، فهناك الكثيرين من يلعبون على وتر تصديق القاريء لهم فيضع خبر ومذيّل بكلمة “وكالة أخبار ليبيا” أو “وكالة رويترز” معتمداً على تصديق الناس له فالقليل جداً جداً من يحاول مراجعة الأمر والبحث عنه في قوقل مما يؤدي لنشر الإشاعة حتى وإن كانت تبدو في المظهر والشكل على أنها خبر موثوق ومدعم بالصور والمصادر!
ختاماً، هذه صورة للموقف قبل أن يتم حذف تعليقاتي وتعليقات غيري ممن ساندوني دون معرفة حقيقية بهم، ومن ثم حجبنا جميعاً من التعليق في الصفحة..
أنقر على الصورة لتكبيرها
أنقر على الصورة لتكبيرها

1 أفكار بشأن “ميليشيات فيسبوكية”

  1. “يكفي انقولك اني كنت مع المليشيات يلي داهمت المزرعة”
    كأنه يريد أن يرسل رسالة مفادها أن الميليشيات لاتزال تحكم في بنغازي، فقد ختم كلامه المرفق مع الصورة بسؤال “الحرس البلدي وين ؟؟” كنوع من البيان أنه لولا الميليشيات لمات الناس تسمما جراء هذا الرز المجهول ………….
    لاأعتقد أنه فكر مثل ما أنت فسرت يا علي .. لان مثل هؤلاء الأشخاص لايعترفون بأنهم علي خطأ وانهم خارجين عن شرعية الدولة … فالإحتمال الأكثر بالنسبة لي انه لايعرف معني المليشيات ؟؟ هههههههههه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *