بعد الإجازة من التدوين..

بعد إجازة من عالم التدوين لمدة شهر كامل، الذي حدث أني….

• لم أجد وقتاً للتدوين..

شباب صوت وصورة.. مونتاج الحلقة والتحضير لحلقة بخصوص اللغة العربية في مواقعنا العربية، حديث له شجون، لكن حاد النقاش في الحلقة عن المسار الذي رسمته لها، فإضطررنا لتصوير جزء ثاني للحلقة وحدث ذات الشيء مرة أخرى!

ما كنت اود قوله ولم أفلح فيه سأقوم بتدوينه في مدونتي مكتوباً، لعل الفكرة تصل بشكل أوضح، لكن ليس الآن، فلدي مسودة كتبتها قبيل التحدث عن فكرتي لبقية شباب صوت وصورة، سأكملها بعون الله وأنشرها.

• إلتهيت بالكتابة عن التصوير..

فوتوكينز موقع جديد يختص بعالم التصوير، إنضممت لعائلة كـُتـّابه بمقالة كتبتها لأول مرة على الإنترنت، وأعتقد أنها الوحيدة من نوعها في المحتوى العربي، وهي إحدى محاولاتي لإثراء المحتوى العربي في الإنترنت، فأنبذ التكرار وأحاول الكتابة عن الجديد على الدوام.

• إنشغلت بالعيد الأضحى…

عيد الأضحى كان عامراً، في عيد الأضحى الماضي لم أضحي لأسباب خاصة، لكن هذا العيد عزمت على ان أضحي لأول مرة كرجل متزوج!

الأضحية تكفل بجلبها عديلي عمر المجدوب، وقد جائت إلى باب بيتي تماماً يوم الأربعاء أي قبل العيد الرسمي في ليبيا بيوم، وحين أمسك بقرن الخروف، رحل عمر وصديقه دون أن يترك لي امجال لشكره أو حتى إعطاؤه ثمن الأضحية، فقد تكفل عمر بدفع الثمن لصديقه على أن أسدد له المبلغ لاحقاً.

وهذ شيء لا يذكر في حق عمر، إنه رجل مواقف وأعتز به كثيراً.

ولأن “كل شاه معلقة من عرقوبها” علي أن أقوم بأمر الأضحية من اوله لآخره لوحدي، فسألت مساعدة جارنا الذي تعود الذبح في بيتنا مع بقية جيران آخرين في أعياد سابقة قديمة، وأخبرني أنه سيساعدني، لكن قبل العيد بيوم واحد زرته فأعتذر قبل أن يقول حتى السلام عليكم! وهكذا قررت أن أؤجل أمر الأضحية إلى اليوم التالي، السبت.

عند السبت جاء صديقي إياد هو ومحمد الطرابلسي وقد إنتهينا من الذبح حيث كنت أساعد فقط، فمحمد وإياد رفضوا أن يتركوني أقوم بعملية السلخ، فبقيت أراقب وأمسك من هنا وهناك وأساعد في عملية النفخ والتقطيع، لكن لم أكن مشرفاً مسؤولاً، مع وعد بأن أكون كذلك في المرة القادمة!

شكراً يا إياد، لم تترك لي المجال حتى لشكرك! حقاً إن الصديق وقت الضيق، وقد وجدت صديقي إياد وقت الضيق بالفعل في العديد من المناسبات، ولازلت حتى هذه اللحظة نادماً على عدم قدرتي للذهاب إلى يوم عرسه، ففي ذاك اليوم بالذات مرضت زوجتي كثيراً مما جعلني أحملها للمستشفى وقد كانت حامل بشهاب.

اما يوم فاتحة إياد فقد جائني فيها مدير عام فروع شركتنا حول العالم خصيصاً لرؤيتي قبل أن يسافر وقد طال الإجتماع وإحتد النقاش فيه بيني وبين مديري المباشر فإضطررت لإثبات وجهة نظري بسحب تقارير إستخدام وأعطال وإعطاؤها للمدير الإقليمي وذلك لأن مديري المباشر كان يطمح لإزالتي من طريقه.

حين إنتهى الإجتماع الحاد إكتشفت ان موعد الفاتحة قد فات 🙁

شعرت بالحقد على مديري المباشر وقد كنت على شفير الإنفجار لكني عضضت بقوة على أسناني، حملت حقيبتي وعدت للبيت لأجد أن زوجتي مريضة، فحملتها للمستشفى لأخذ إبرة تغذية.

وهكذا في المرتان يا إياد لم أستطع أن أكون صديقاً وقت الضيق، بينما أنت تفعل ذلك معي في كل مرة. لا أدري كيف سأرد لك ما جعلتني أشعر به من راحة في كل مرة.

على كل حال، كان العصبان هو حدث تلك الأمسية..

وقد تحصلت على صورة لأول دفعة من العصبان قبل الطبخ…

ثم أكلت منه بنهم وشهية مفتوحة شديدين..

حتى آخر قطعة..

• أعمال بيتية…

قمت بترتيب أسلاك التلفاز في بيتي، والآن كلي أمل أن أقوم بإستبدال جهاز إستقبال القنوات الفضائية (Receiver) بواحد يمكن وضعه خلف التلفاز ذاته.

هذه الصورة قبل العمل..

وهكذا يبدو الآن..

• العمل.. آه من العمل..

حديث العمل لاينتهي، شركتنا في خضم تغييرات جذرية وقد تغادر البلاد، ومع أنهم وعدوني بمكافأة نهاية خدمة مجزية لكن هذا لايعني ان لا أبحث عن عمل في مكان آخر وقد رفضت عدة عروض عمل هزيلة بناء على وعد من مدير عام شركتي الحالية، بينما تم رفضي في عدة امكنة أخرى بطريقة مؤدبة مرفقة بالجملة “Over Qualified” ولا أدري فعلاً ماهو شعوري تجاه هذه الجملة، فقد بت أنزعج منها.

سبب هذه الجملة على ما أظن لأني أقوم بإدارة نظام شبكي متكامل في الشركة هنا بليبيا، بينما في بقية الشركات النفطية (في ليبيا) يكون نظامها الرئيس بالكامل خارج البلاد، فعلى سبيل المثال، عملية إنشاء حساب لموظف جديد تتم في الخارج وقد تأخذ العملية من ساعات إلى يوم أو أيام، بينما في حالتي الآن تتم من خلالي وفي غضون 15 دقيقة، وذلك لأن النظام الرئيس موجود في ليبيا وتحت سيطرتي الكاملة وبهذا لايوجد فرق توقيت ولا إنتظار ممل والعمل يسري بسلاسة وسهولة وسرعة.

شركتنا تعتبر من الشركات الوحيدة على حد علمي التي تستضيف كامل نظامها في ليبيا بينما الشركات الأخرى تقوم بربط نظامها في ليبيا بالخارج عن طريق عدة تقنيات إحداها الـVPN وتكون صلاحيات المدير وفريقه في قسم تقنية المعلومات مجرد كتابة الطلبات في Ticket System ثم يقبع منتظراً الإجابة من الدعم الفني، لهذا فخبرتي ومؤهلاتي العملية أعلى من معظم متطلبات السوق، لا ادري هل أنا محظوظ أم العكس؟

مايزعجني في بلدي حين أقدم على طلب وظيفة فأكتشف أن خبرتي التقنية أحياناً تفوق المدير المفترض أن أعمل لديه، لذلك يجيبني مسئول شؤون الموظفين بأني Over Qualified وهو أمر مزعج جداً :-[ فبدلاً من الإستفادة من خبرتي يقوم المدير برفضب خوفاً على منصبه كما يبدو!

مؤخراً بت أفكر جدياً في بدء مشروعي الخاص، ومع هذا فشركتي لاتزال تريدني، وهناك عرض عمل قد أقبل به وبهذا أؤجل فكرة إنشاء مشروع خاص مرة أخرى.

صدقاً لاأدري أي شيء عن المستقبل.

وبالطبع هذا لايعني أن لا أستمتع بطبق شهي من إعداد أم شهاب.. من حين لآخر.

• وفاة خالتي..

ترددت في البداية عن كتابة نبأ وفاة خالتي “فوزية علي الجمل”، لكن قررت أن أكتب، لأني أولاً أكتب في مدونتي عن حياتي، وثانياً لأن خالتي فوزية كانت جزء رئيس من تكوين شخصيتي، ففي طفولتي لم أجد رفيقاً للعب إلا أطفال خالتي فوزية وقد زاد من ترابطنا قرب سكننا (بيننا ثلاث منازل فقط) هذا ناهيك عن طريقتها في معاملتي كإبن لها..

خالتي فوزية عانت من المرض بشدة ولفترة طويلة، وبالنهاية حدث لها فشل كلوي كامل، مما جعل زيارتها لجهاز غسيل الكلى مسألة حياة أو موت.

توفت خالتي يوم الإثنين صباحاً 14-12-2009 في مستشفى السكر بطرابلس تحت جهاز الغسيل بعد عودتها من علاج طاريء في تونس، كانت حالتها جيدة لكنها إنهارت لترتاح من عذابها.. وقد جاهدت جهاداً عصر قلبي مراراً عند كل زيارة لها حتى أني رفضت الذهاب والجلوس للتفرج عليها في تلك الحالة، لأني لا أستطيع فعل شيء لها، خصوصاً حين أرى تلك النظرة في عين بنت خالتي.

زوجتي ظلت تسألني عن سبب عدم رغبتي في الذهاب لبيت خالتي في الأيام الأخيرة، ولم أصرح لها بالسبب الرئيس لأنها لن تفهم أني لا أستطيع رؤية إنسان يتألم دون أن أستطيع فعل شيء له، أحس بالضآلة، بالقهر، بالعجز أشعر فعلاً أني لا أستحق أن أعيش، ثم حدث موقف جعلني أقرر عدم الذهاب لبيت خالتي أبداً.

ولأن هذا العذاب لا طائل منه، فضلت تخيل أن خالتي تستمتع بمشاهدة التلفزيون بين بقية العائلة على أن أذهب وأراها هزيلة شاحبة اللون، لا تتعرف إلي إلا بعد الكثير من النظر، هذا الأمر يشويني حياً.

كم كانت تحب شهاب ;-(

إرتاحت خالتي من عذابها، حملناها لجامع عقبة بن نافع الجديد الموجود على طريق الشط، صلينا صلاة الظهر ثم حملناها على الأكتاف إلى المقبرة المقابلة للجامع، مقبرة الهنشير الموجودة على طريق الشط كذلك، صلينا صلاة الجنازة ثم حملناها مرة أخرى حتى وضعناها في قبرها، وإنتهت رحلتها بكتابتي إسمها وتاريخ وفاتها على قبرها قبل أن يجف الإسمنت عليه.

إحتفظت بالعود الذي كتبت به إسمها، ليذكرني بتلك اللحظة ما حييت.