في هذا الصباح أدركت أني لن أقدر على الذهاب إلى العمل مجدداً، فحنجرتي تؤلمني ورأسي به صداع على وشك أن يفقدني صوابي، كانت الساعة هي السادسة صباحاً وكنت أتمنى لو ينتهي كل هذا بكبسة زر.
إستيقظت متثاقلاً ذاهباً للمطبخ، إبتلعت حبتي مُسكّن أتبعتهما بجرعة ماء وعدت للفراش من جديد، لأستيقظ عند العاشرة تقريباً على صوت طنين مزعج ذكرني بيومين أمضيتهما في العمل دون كهرباء، كان طنين بطارية الحاسوب (أو مزود الطاقة اللامنقطعة! UPS) ففهمت أن الكهرباء مقطوعة.
قمت لأطفيء البطارية وحين عدت لأباشر مهمتي (النوم) لم أستطع، خرجت للشرفة لأشاهد عملية التصليح التي كانت تجري بالخارج لصندوق الكهرباء الملتصق بسور جارنا، كانت كوابل الكهرباء عارية هناك منذ أكثر من سنتين، وحسب ما أخبرني جارنا قبل يومين أنه قد كتب عنها في جريدة الفجر الجديد وأن أحد ما قد أتى يسأل ويستفسر عن مكان هذه الكوابل وقد أخبروه عنها، لكني لم أتوقع أن تقام التصليحات اليوم.
قام موظفوا الشركة القائمون على عملية الصيانة بحفر مسار لدفن الكوابل عالية الجهد وتركيب صندوق كهرباء جديد بدل ذاك القديم الذي عاصر طفولتي منذ أكثر من عشرين سنة حسبما أذكر.
كان على زوجتي اليوم تجهيز طبق كنافة لوالدها، لكن ولأن الفرن لدينا يعمل على الكهرباء فلن تتمكن من ذلك! وبعد نصف ساعة تقريباً قررت أن الطريقة الوحيدة لتحقيق رغبة والدها هي بالذهاب إليهم وتجهيز الكنافة هناك بالإضافة إلى أن شهاب بدون قناة براعم يعني أن لاتفعل شيئاً إلا رفعه والمشي به في البيت وهو أمر مرهق لكلينا خصوصاً أنا لأنه بدأ يفضل رفقة والدته عني ;-(
وافقت على ذهابها، فوالدها لم يطلب منها خدمة من قبل كهذه ومن المؤكد أن لديه ضيوفاً ما، وهكذا كان الأمر، فذهبوا لساعة من الزمن وعادت زوجتي ومعها طبق كنافة لي 😀
لم أدرك أني أكلت كثيراً حتى تناصف الطبق! ثم جائت زوجتي فأكلت ربعه وبقي لي الربع الأخير، فصورته للذكرى..
جلست بعدها للقيام بمونتاج الحلقة الثالثة من برنامج شباب صوت وصورة لكن الأمر يحتاج لمزاج لم أجده، فقررت كتابة تدوينة اليوم بالإضافة لأكل الربع الأخير من طبق الكنافة بكل نهم.. (^)
جلسنا بعدها انا وزوجتي وشهاب امام التلفاز، وشاهدنا حلقة من رسوم “التنين الأزرق” في قناة براعم وكانت الحلقة “اليوم المقلوب”.. كانت حلقة مسلية جداً وضحكنا كثيراً.. 😀
قررت الخروج ماشياً لمحل بقالة قريب لشراء بعض الحاجيات والعودة مسرعاً، نظراً لحالة الجوع التي نعاني منها اليوم، وجب علي الخروج والمخاطرة، لكن للأسف لم أجد خبزاً، فقررت تعديل المسار وشراء بيتزا!
العامل في محل البيتزا كعادته ومع أنه يعمل فيه أكثر مني لم يتمكن من إعطائي وقتاً محدداً تجهز فيه طلبيتي، سألته كم طلبية بيتزا قبلي وكم يحوي الفرن في المرة الواحدة، فلم يستطع إعطائي إجابة محددة كذلك!
العملية سهلة، خبز البيتزا يحتاج على الأقل 10 دقائق في ذاك الفرن الكبير، وبمعرفة كم يحوي الفرن من البيتزا لأمكنه معرفة الوقت اللازم لكل طلبية، لكن لا، لما يتعب عقله؟ فليدعني أنتظر مع المنتظرين وكل شخص يأتِ يخبره أن طلبيته هي التالية وهكذا، يعتمد على طيبة شعبنا وصبرهم.
على كل حال قمت بالمراقبة لدقائق ثم قمت بعملية حسابية وعرفت أن طلبيتي ستجهز بعد 40 دقيقة على الأقل، قررت العودة للبيت للإنتظار فيه لكن في الطريق قابلت صديقاً فبقينا ندردش لمدة نصف ساعة تقريباً بعدها مررت على محل للمكسرات إشتريت ربع كيلو لوز نوع كاجو، وعرجت على محل البيتزا لأجد طلبيتي قد خرجت للتو من الفرن، كنت أود إخبار العامل هناك عن كيفية حساب الوقت، لكن نظراً للزحام فكرت أن الأمر سيكون محرجاً له، فقلت في نفسي لعلي أفعل هذا يوماً آخر.
عدت للبيت، وضعت البيتزا، زوجتي تتحدث في الهاتف، لهذا ذهبت للحاسوب وفتحت إحدى حلقات برنامج Stargate SG-1 وأكلت البيتزا بكل نهم وأنا غارق في عالم الخيال!
جلست مع زوجتي ملاعباً شهاب، أمسكته لنعطيه دواؤه، أخذه على مضض كعادته، وبعدها بقي يتوعدنا صائحاً: “داا دااا دااا تااا تااتتتتتااا ااااااااا” وإلخ من الكلمات النابية على صغر سنه!!!!!! 😛
أنهيت تدوينتي هذه وقررت أني يجب أن أشرب كمية من الماء والخلود إلى النوم إستعداداً ليوم الغد، وأنا عازم على الذهاب للعمل بعون الله تعالى.
أستودعكم الله
هههههههه ربي يحفظلك شهاب ان شاء الله لكن طريقة حساب طياب البيتسة اول مرة نعرفها الحق