المفارقة العجيبة في الحياة هي أنك لست الشخص نفسه في عيون كل من يعرفك.
لبعضهم، أنت بعيد، غامض، من الصعب الوصول إليك، وللبعض الآخر، أنت أطيب قلب صادفوه في حياتهم.
هناك من يراك لا يُنسى، وهناك من تمرّ في خاطره كعابر سبيل.
لكن هذه الصور ليست أنت، هي مجرد انعكاسات لكيف يختار الآخرون أن يروك.
فالناس لا يرونك كما أنت، بل كما هم.
صورتك في أعينهم ما هي إلا مرآة لذواتهم، لاحتياجهم، لشعورهم، لتوقعاتهم.
ومهما فعلت، ستظل انعكاسًا لما ينقصهم أو يفيض بهم، وستُساء فهمك، أو يُساء تقديرك، رغم كل محاولاتك لأن تكون كما يريدونك أن تكون.
وإن قضيت عمرك تحاول السيطرة على نظرتهم لك، ستخسر نفسك شيئًا فشيئًا.
ربما السلام الحقيقي لا يأتي من أن يفهمك الجميع، بل من أن تكفّ عن الحاجة لأن يفعلوا.
لأن النسخة الوحيدة منك التي تستحق أن تهتم بها، هي تلك التي تعيش معها حين لا يراك أحد.
