تخطى إلى المحتوى
الرئيسة » المدونة » كيف تؤثر حملات المقاطعة؟

كيف تؤثر حملات المقاطعة؟

هو سؤال عشوائي كُتب في تعليق على منشور ما عشوائي، لكنه يتكرر أمامي عدة مرات فقررت أن أكتب شيئاً لعله يكون مرجعاً يشرح لكل من يسأل هذا السؤال بعفوية باحثاً عن الحقيقة: “كيف فلوسي تجيب في سلاح نبي نفهم كان ممكن؟”

سأشرح لك يا صديقي القصة لتفهمها حق الفهم بإذن الله.

الواقع

الشركات لا تُديرها روبوتات بالذكاء الاصطناعي، فنحن لا نعيش في عالم خيالي تتحكم فيه آلات لها أهداف خيالية، فعليك أن تفهم أولاً دورة حياة هذه الشركات.

شركاتنا ومؤسساتنا لاتزال تعمل حسب قرارات وتوجهات مجالس إدارة ومساهمين ومستثمرين من بني البشر، ويتوقعون بالطبع – كأي بشري – أن تأتي الأرباح المالية نتيجة قراراتهم وخططهم التسويقية لمنتجات شركتهم، حتى ينفقوها كما يحلو لهم لتلبية غرائزهم واهتماماتهم وأحلامهم وكل ما يهتمون له.

البشر حالياً يحركهم المكسب المالي “المادي” وعن طريقه يغيرون ويؤثرون ويصنعون أشياء أخرى.

هكذا يسير العالم الرأسمالي حالياً للأسف، فالبشر تحركهم المادة والمال والجشع بعيداً عن الأهداف السامية، وأغلبهم وأكثرهم كذلك، وهو ليس تشاؤماً من طرفي، بل استند على أقوى الأدلة والبراهين، وهو القرآن الكريم، ولمعرفة عما قاله الله تعالى في الناس، أنصحك بمقالة: إن أكثر الناس ..؟ لأن الحديث يطول في هذا، وهو ليس لب موضوعنا.

الأرباح

من هؤلاء البشر مِمَن يستثمر هذه الأرباح المالية في شركته ذاتها أو في مجالات أخرى، ليعود عليه ربح أكثر حتى يصل لهدف معين، وكذلك منهم من يعطي جزء منها لخدمة قضية يؤمن بها.

فبشكل عام كل مساهم ومستثمر وصانع قرار يعود منتج ما عليه بالربح، ينفقه فيما يحلو له، ونحن لا نملك القدرة لمعرفة نواياً هؤلاء الأشخاص لهذا لا قدرة لنا على معرفة أين تذهب أموالنا التي نصرفها لشراء منتج معين من شركة ما.

لكنك بالتأكيد لن تشتري سيارة تعرف أن صانعها سيأخذ جزء من ثمنها الذي دفعته ليصرفه على شيء حرمه الله ثم رسوله، أو أنه سيضر آخرين، أليس كذلك؟

أعتقد أن مالك أحق به من يستحقه والذي عمل جاهداً وتكبد المصاعب ليقدم لك منتج صالح للاستهلاك دون الضرر بأحد أو ارتكاب أي من المحرمات.

دورك أنت

على هذا الأساس، عندما تبدأ توجهات مُلّاك شركات معينة في الظهور للعلن، فيذهب جزء من أرباحهم إلى الجمعيات والمنظمات والمؤسسات التي تعتني بقضايا معينة، فإنك بطريقة غير مباشرة، عندما تشتري منتجهم، فإنك تتبرع بأموالك لهذه الجمعيات والمنظمات. والمؤسسات والتي تخدم قضايا قد تكون سبباً في ضرر أو ارتكاب ما حرمه الله من معاصي.

بكل أسف، حاليًا ما يقرب من 99% من المنتجات الاستهلاكية العالمية التي نستهلكها يوميًا يدعم أصحابها القضايا المناهضة لمعتقداتنا كمسلمين، لهذا فليس من المنطقي أن تقول لا إله إلا الله ثم تنفق أموالك على أشياء ليست ضرورية لحياتك، بل أن نتيجتها زيادة أرباح مستثمر ليدفع جزء كبير منها للكيان الرجيم الذي يفتخر ويعلن الداعمون له والمتحدثون باسمه في أكثر من مناسبة أن “العربي الطيب هو العربي المدفون تحت الأرض”.

باختصار

باختصار، فإن هؤلاء الناس من تحركهم المادة ويعيشون ويموتون على المال، وحتى حين يتبرعون لقضايا ما فهدفهم هو جذب أموال من يؤمن بهذه القضايا ليصب في جيوبهم، وبطريقة مباشرة نحن كزبائن لدينا القدرة على زيادة ارباحهم أو زيادة خسائرهم والحل هو فقط بأن نتكبد عناء عدم شرب قهوة نستله واستبدالها بقهوة أخرى تستحق ما تكبدنا العناء لجمعه طيلة أيام الشهر.

فإذا كانت A=C و B=C، فإن A=B أليس كذلك؟

الخلاصة

إن جهلك بدورة النقد وأين تذهب الأموال التي تدفعها لقاء خدمة ما، هو عيب فيك يجب أن تصححه في نفسك وأبنائك وعائلتك وكل من تهتم لأمره، ولأني أهتم لأمرك، قررت كتابة هذه المقالة القصيرة، ويمكنك أن تبدأ بنفسك عند المحاسبة داخل المتجر وفي كل لحظة تقرر فيها دفع ثمن شيء ما، أن تبحث عن مصدر هذا المنتج وتهتم وتقوّم نفسك عند الخطأ وحاول استبدال الأشياء بأشياء أخرى لا تضر أحد ولا تحاسب عليها يوم الحساب، فمن ترك شيئاً لله…………؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *