سيكبر ابني وانا بعيد عنه، طفلي شهاب سيكمل عشر سنوات من عمره وهو لايزال غير ناضج عاطفياً كأقرانه، نظراً لأنه يعاني من تأخر في النطق منذ سنواته الاولى، تعطلت لديه بعض المفاهيم وتأخر فهمه لها، وقد استيقظت للتو من كابوس تخيلت فيه اني رحلت عن هذه الدنيا وشهاب في سنوات متقدمة من عمره لايجد احداً يفهمه ويجلس لوحده يبكي.
لم اشعر بالخوف من الموت حتى هذه اللحظة، ولا اعتبر نفسي شخصاً عاصياً بل متنوراً وكل ما اخشاه هو ان يأتي يوم يحتاجني فيه شهاب ولا يجدني، كل ما اتخيله هو ان الكل سيكون مشغولاً عنه وهو يمضى في هذه الدنيا دون ان يوقظه احد وينهره او يحضنه ويقول له انه يحبه وان كل شيء سيكون على مايرام.
اتمنى من كل قلبي ان اعيش حتى لحظة استقلاله لأطمئن انه يمتلك القدرة على المضي في هذه الدنيا دون مساعدتي، مع اني حتى هذه اللحظة احن لوجود ابي في حياتي وعزائي الوحيد هو إيماني ان ابي سيكون فخوراً بما انا عليه اليوم واعلم انه في مكان ما ينظر لي ويبتسم.
شهاب، اتمنى من كل قلبي ان يأتي يوم وتتمكن من قراءة اللغة العربية بكل سهولة وتعي مقدار حبي لك الذي لايمكن ان يحده زمان ولا مكان.