هل فكر الدُعاة في مواجهة ما يتم تقديمه من أفكار في سينما هوليوود (وغيرها) وأوجدوا لها حلولاً وإجابات تتفق وعقلية هذا العصر؟ أم هل سنكتفي بتحريمها؟
نحن نعلم أن سهولة الحصول على فلم ما لايعدو كون حصول الشخص على هاتف فيه ميزة البلوتوث وصديق!
نحن لا نتحدث هنا عن الأفلام الخليعة، نتحدث عن الأفكار التي يتم ترويجها، مثلاً كمسلسل Friends الكوميدي، هل شباب اليوم متسلحون بما يكفي من القناعات ليميزوا بين الخطأ والصواب في مثل هذه السلسلة والتي تمتد إلى مايفوق 235 حلقة؟
ربما التربية قد تلعب دوراً مهماً هنا، فالعين الناضجة ستميز بين مايجوز وما لا يجوز، لكن تبقى النفس مبرمجة على تقبل هذه التصرفات الغريبة عن مجتمعنا، ورمبا ستفعلها إن وجدت الفرصة!
مسلسل How I met your mother ومسلسلات أخرى غربية كوميدية يتم بثها لنا مجاناً داخل بيوتنا، لكنها دون أن ندري تروج وتزرع ثقافات ليست لنا وذلك بتقديمها كأمر عادي في قالب قصة تجعلك أحياناً كثيرة تضحك مع ضحك المشاهدين.
هل يعي الشاب والشابة بواطن كل حبكة درامية في القصة ويفهمونها بالفعل؟ هل جهزنا أبناءنا لهذه التحديات؟
أدرجت أسمين لمسلسلين شهيرين، لكن هناك الكثير من المسلسلات الأخرى والقائمة تطول ولا تقصر، ونجد الشاب والشابة يبحثون عن مثل أعلى لهم بين الناس ولايجدون إلا ماتروج له وسائل الإعلام الغربية والعربية.
ربما وصف “مثل أعلى” كبير على شخصية تلفزيونة، لكنه بالفعل شيء يطمح له كل من تعلق بالتلفزيون وحاول التشبه بشيء يرى أنه جذاب حسب ما يتلقى عقله الغير ناضج.
عدا ما حرم الله في كتابه الكريم، نجد الدعاة يحرمون أشياء أخرى ولايعطوك سلاحاً تواجهها به، فلا نجد الشخص يقتنع بما حرمه هؤلاء الدعاة والتي أتت دون دليل من القرآن والسنة، وبالتالي يعود الأمر بشكل سلبي علينا جميعاً.
في العالم الآخر هناك قوانين وضوابط يعرف بها الأهل مايصلح ومالا يصلح لأطفالهم، بينما نحن نمضي لنشتري لعبة حاسوب فيها من العنف الخيالي مالا يجب على طفل أن يعرفه بهذا الشكل المبكر فتتم برمجة عقله على تقبلها كنوع من التسلية.
الحقيقة أفضل أن يبقى طفلي بريئاً ولا يعرف شيئاً هكذا بشكل مبرمج إلا عن طريقي انا بشرحي وأسلوبي انا، لا بأسلوب وشرح ووصف شخص لا أعرفه ولا أدري ما أسمه برمج وجهز وكتب سيناريو كما يحلو له ليقدمه لشخص غير مجهز ولا يملك سلاحاً بعد لمقاومة هذا الهجوم العقلي المسلط علينا طيلة الوقت سواء عبر التلفزيون أو عبر العاب الحاسوب.
هذه الأسئلة لاتحتاج لإجابة الآن، بل تحتاج لخطة عمل وتنفيذ. وعليها أن تبدأ اليوم.