اليوم قابلت أحد معارف الإنترنت في مصرف الآمان.. دردشنا قليلاً على بعض الأمور.. حينها إستغرب محدثي من وجود بعض المضايقين لي على الإنترنت.. هو لم يستوعب إن هناك اناس مرضى مستعدين لأذيتك فقط لأنك تفضح الخطأ وتتكلم على الصح.. هناك فئة من الناس مهمتها تشويه كل شيء يعارضها.. وإن كان لغرض المعارضة لاغير.. لمسحه وإخفاءه من على المشهد الليبي..
حين إفترقنا شعرت أنه لم يستوعب الموضوع بعد.. وأنا شبه متأكد أنه يتوقعني قد أخفيت عنه أمراً ما.. وربما يتخيل أني قمت بعمل ما في الماضي لا أود إخباره به، ولهذا تتم مضايقتي! وقد كانت هذه ردود فعل بعض الأصدقاء في السابق فلما لايفكر شخص غريب عني بالمثل؟؟
طبعاً قصتي مع مضايقات الإنترنت قديمة.. تعود لعشر سنوات إلى الخلف.. سنة 2003 وإنشائي لمنتدى طرابلس.. لكن مواقفها بدأت في الخروج من عالم الإنترنت إلى العالم الواقعي بعد أن صار لدي شريحة كبيرة من الأصدقاء والمتتبعين تحترمني.. حينها تم إستدعائي لكيان غريب رفضت الإنضمام إليه أنا وغيري من المدونين القدامى..
تم إيقاف سيارتي في سنة 2004 في تقاطع الجرابة/راس حسن ومحاولة ضربي بالأسلحة البيضاء لكن كانت رحمة الله كبيرة ثم أن عرف الزيتونة و”جهامتي” كانتا ميزة جعلتني أتفادى بعض الضربات وأعطي بعضها إلى أن هربوا دون أن أعرفهم إلى اليوم!
كنت أرفض أن اكون العوبة في يد البعض من النظام السابق غرضها هو تأكيد أكذوبة أراد النظام السابق أن يوصلها للعالم ألا وهي ان ليبيا بها حرية رأي وحوار!
بدأت الحرب الالكترونية وكانت أقواها في 2009 حين تم فتح مدونة مجهولة خاصة لسبي وشتمي وغيري من المدونين الليبيين المستقلين.. حينها كنت قد بدأت في تدوين يومياتي وهي شيء جديد في المدونات الليبية.. وبعدها برنامج شباب صوت وصورة على الإنترنت، وطرابلسي كاست وغيرها من النشاطات المميزة.. والتي للأسف نجح البعض في إفشالها والتأخير من تطورها.. لكن تطورت قضيتي مع المضايقات إلى أن أوصلتها لمحضر شرطة وبحث جنائي ومن ثم الوصول إلى الشخص المطلوب.. وكانت المفاجأة.. أنها سيدة!
هذه السيدة الآن وبعد الثورة تحاول النيل مني مرة أخرى، رفقة غيري طبعاً، فلست جبهتها الوحيدة المفتوحة.. والمؤسف أن ليبيا لم تصبح بعد دولة قانون لأتمكن من أخذ حقي بقوة القانون.. لاوجود حالياً إلا لحل سهل جداً لجأ له الكثيرين وهو حل قوة السلاح والإرهاب.. الأمر الذي أرفضه.
لازالت المحاولات مستمرة لإسكاتي وتشويهي دون جدوى، ولست وحدي بل هناك غيري.. مرة بإستدعاء من الشرطة العسكرية (وأنا مدني على فكرة!) ومرة بتهديدات على الهاتف من أرقام مجهولة وحتى رسائل نصية، ومرة بملاحقة على الطرقات من سيارات سوداء ومعتمة، ومرات كثيرة على الفيسبوك وغيره.. وقد تعددت المواقف والشخص واحد.
المشكلة أني لا أكتب في السياسة!!! فماذا لو فعلت؟؟؟؟؟
الآن ما الذي جعلني أكتب لكم هذا؟؟ هل هو طمع شخصي في تعويض معنوي =) أسوة بسجناء أبي سليم!؟ أم هل هو حب ظهور كما قدر فسره البعض مرات سابقة!؟؟ بالطبع لا! فلو أردت الشهرة فلها طرقها الخاصة.. وإن أردت التعويضات والمال فكذلك لكنت أتجهت للقنوات الخاصة بهذا الأمر لا الكتابة على الفيسبوك!
رسالتي التي أود قولها للجميع ممن يتعرضون لمثل هذه المضايقات.. أننا لم نخف من القذافي لنخف الآن من بضعة صعاليك لا لسان لهم إلا لسان النباح ولغة التهديد والوعيد.. فالوطن لن يقوم على أكتاف هؤلاء الشراذم.. بل بتكاثف من يريد للوطن الخير.. علينا أولاً أن نقيم دولة العدل ثم نتجه لحل خلافاتنا، أهم عمل ننجزه اليوم أن نبني أرضية صلبة نقف عليها جميعاً، هذا هو الأهم من كل هموم الوطن.. بعدها.. نجلس لنحل مشاكلنا.. بالقانون.. علينا أن نتشجع ونؤمن أن الوطن يتغير بعد أن نغير ما بأنفسنا.. أن ندعم من نراه يقدم شيء وننبذ الخطأ..
علينا ان نكون ما نتمنى ليبيا أن تكونه، أن نطبق القانون ان لاندعم الفوضى أن لانسمح لأحد بإخافتنا وترويعنا أن لاندع للرعاع فرصة أخذ لقمة عيش بإسم الفوضى والقوة.. أحبوا لغيركم ماتحبوه لأنفسكم!
إن كل ماترونه اليوم من سلبيات لن يتم حله مادمنا لا نقف على أرضية صلبة.. علينا بناء الأساس دون تأخير لأي سبب كان.
لا انسى أن أقول حسبي الله ونعم الوكيل في كل من كان السبب في تمزيق الوطن وبث روح التفرقة بين الليبيين.. ولابارك الله في عمل كل من أتخذ من الأنانية منهجاً.. وحسبي الله ونعم الوكيل فيه ومن والاه.
مقالة ممتازة جدا جدا. ..وحقيقية وموجعة. ..ماذا لو تكلمت في السياسة؟ سؤال إجابته سهلة حفظ الله ليبيا.