تخطى إلى المحتوى
الرئيسة » المدونة » خميس آخر في 2009

خميس آخر في 2009

الإفطار كان فطيرة لكن ليست بالعسل كالأمس! هذه المرة كانت بشوكولا البندق نوع Nutella اللذيذة التهمتها بكل شراهة لم تسعفني في إلتقاط صورة لها، ثم إنطلقت للعمل حيث كان رتيباً وروتينياً لدرجة لاداع لوصفها!

ما جعل الجو مختلفاً اليوم هو إتصال من بشار جميل، موظف في شركة www.uk.insight.com وقد نصحني بأي ترخيصات الأفضل لشركتنا، كانت أكثر مكالمة مفيدة بالنسبة لي منذ سنوات! وقد وعدته بصحن مقروض إن حدث وجاء إلى ليبيا، فقد عاش لسنوات هنا في ليبيا لكنه رحل عنها قبل سنوات أخرى ولازال يحن للمقروض الذي كانت تعده جدته كل يوم جمعة عند إلتقاء عائلتهم في سوق الجمعة بطرابلس!

أثناء أدائي لمهام عملي أخذت فترة راحة قصيرة لتناول قطعة كرواسون بالعسل مع حبتين برقوق (أو عوينة) وكانت كل القطع الثلاثة ترمقني بنظرة مبتسمة طريفة..

ثاباح الخيل! << ترجمة: صباح الخير!
ثاباح الخيل! << ترجمة: صباح الخير!

وأثناء تناولي لهذا الإفطار (ذي الرقم2 هاها) وبالصدفة المحضة إكتشفت أن برنامج Woopra يقوم الآن بتصنيف زوار مدونتي من ليبيا إلى مدنهم!

زائرين لمدونتي على الخريطة
زائرين إثنين لمدونتي على الخريطة

وأظن أن السبب هو عملية التطوير الجارية على أسلاك الإنترنت البحرية الليبية والتي تقوم بها شركة الإتصالات LTT، لأن بالماضي كان الزوار يظهرون في الخريطة على أنهم من ليبيا فقط دون تحديد، أما الآن فأرى طرابلس كمكان على الخريطة! جميل جداً!

بعد إتمامي لمهامي اليومية تصفحت بريدي وقد جائتني رسالة من المدون خالد الشتيوي بها تساؤلات ورقم لهاتفه، كانت مقاومة الإتصال والتعرف عليه شيء صعب جداً، وقد هاتفته وحاولت تدبير لقاء لكن ظروفه لم تسمح، فقررت أن أخطط للقاء مرة أخرى حسب الظروف.

شركة السيار، مقر دراستي لدورة CCNA
شركة السيار، مقر دراستي لدورة CCNA

لم يكن لدي وقت كاف لعمل أي شيء آخر، جائتني رسالة أخرى من مدير الشبكة في المقر الرئيس لشركتنا في أستراليا يستعلم عن بضعة أشياء وقد ساعدته خلال عدة رسائل تحولت إلى دردشة أكثر منها إلى مراسلات!! ذهبت إلى الدراسة مسرعاً لأجد سيف لوحده في غنتظاري بينما الغرفة خالية!

بعد ربع ساعة من موعد بداية الحصة قمت بالذهاب لغرفة أخرى قريبة في المبنى كنوع من التجول والبحث عن شخص لأسأله عن إختفاء مجموعتنا، فإكتشفت أن المجموعة بكاملها داخل غرفة أخرى والمدرس يشرح لهم بادئاً في الدروس العملية! كان الوضع سخيفاً فعلاً، وكأننا لاندرس في نفس الصف؟ إهمال كريه.

دخلت ملقياً جملة أردت منها إيصال فكرة: “شن هالخيانة يا باش مهندس؟”

ضحك الجميع ولم يعلق أحد.

عدنا لغرفة الدرس لمراجعة القديم من المعلومات ومن ثم البدء في طرح الأسئلة وتلقي الأجوبة حول Broadcasting Domains وCollision Domains وطرق حدوثها بين الأجهزة الشبكية خصوصاً الـSwitches والـHubs والـRouters بشكل عام وبدأ المدرس في إعطائنا الأمثلة لنحلها وقد أفلحت هذه الأمثلة في تحريك بعض الخلايا الميتة في رأسي بقوة.

كان اليوم نهاية دورة المراجعة والتي إستمرت طيلة الأسبوع وحان وقت كتابة التقييم، قمت بكتابة كل مافي خاطري في خانات الملاحظات حول توقيت الدورة الغير منتظم وإنتقدت بشدة طريقة تعامل المدرس مع الطلبة الضعفاء، حيث كان يجبر الصف كله للإستماع إلى أجاباته على أسئلة الطلبة الضعيفة جداً بينما يجدر أن يؤجلها لنهايتها وأن يستمر في إعطاء مواد الدورة أو على الأقل إن كان الصف بكامله أو أغلبيته تريد سماع الإجابة ففي هذه الحالة فقط يمكن تبرير الإجابة على الأسئلة السهلة.

ومن الأسئلة التي أثارت شفقتي هي حين كان المدرس يتحدث عن حزم البيانات وعن كيفية إرسالها وكيف أن بطاقة الشبكة ليس بالضروري أن تعرف رقم الـIP للجهاز المرسل إليه، فسأله أحد الطلبة سؤالاً قائلاً ما معناه: أنا تأتيني رسائل من أناس مجهولين لكنهم يقصدونني فكيف لهم معرفتي؟ وبعد صدمة فكرية عنيفة إكتشفت ما يعنيه!

كان الأستاذ يتحدث عن الـPackets وصاحبنا يتحدث عن رسائل الـSpam! والفرق بينها كالمسافة بيني وبين كوكب أورانوس.

أين وجد هذا الطالب الجرأة للتقدم إلى دورة CCNA، لا أدري من أين والله! فلايجوز لطالب أبتدائي أن يباشر دراسة الثانوي دون المرور بالإعدادي!

كتبت كل مافي خاطري في وريقات التقييم، أتمنى أن يستفيد منها من سيأتي بعدي لدراسة نفس الدورة، وإلا فقد ضيعت وقتي فعلاً في كتابة تقييمي وإقتراحي لحل تلك المشاكل.

عدت للبيت مرافقاً سيف من مكان الدراسة لأريه كيف يصل إلى الطريق السريع من مكان شركة السيار، لأنه لم يستطع فهم وصفي له للطريق فقرر تتبعي بسيارته لإكتشافها، وأثنائها قاربت سيارة يقودها سائق أرعن من الإصطدام به وقد رأيت الموقف في مرآة سيارتي!

إن القيادة في طرابلس خطيرة للغاية خصوصاً حين يتواجد بكثرة سائقوا سيارات لا يفقهون أن القيادة فن وذوق وأخلاق، وليست إمتحان يومي للفحولة.

حين وصلت للمنزل لم أخرج من سيارتي لأن علي إيصال زوجتي لتعزية بعض الأقارب، بعد الإنتهاء من تقديم التعزية، مررنا على “الفاخر” لشراء شطائر لنأكلها على الطريق نظراً لأن شهاب المُزعج لم يدع زوجتي تطبخ شيئاً اليوم! وقد شدّدت عليها أكثر من مرة أن لاتضغط على نفسها إن أتعبها شهاب، وأن بإمكاننا الخروج لأكل شيء.

كنت أرغب في القيام بنزهة بالسيارة مع العائلة لكن سكتت ولم أفصح لأن التعب نال مني فعلاً، لكن زوجتي تكلمت وصرحت برغبتها، وقد سكتت كذلك! لكن بعدها سألتها إلى أن نذهب فتراجعت عن الطلب مستندة إلى أني تعب جداً ومن غير اللائق أن يستمتع شخص بينما الآخر يريد النوم بشدة. كم أنا محظوظ بها.

عدنا للبيت أخيراً للراحة والنوم.

0 فكرة بشأن “خميس آخر في 2009”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *