الأمس كان يوماً كريهاً بنسبة 75% وما جعله أفضل هو حضور منير للدردشة بعد صلاة الجمعة، لكن منذ الصباح ولمدة ست ساعات كنت تحت عملية غسيل مخ مُركزة، بدون إنترنت إلا من الهاتف! أما بقية الأجهزة المسؤولة عن إطفاء الحريق وتشغيل خوادم الشبكة بمقر عملي فقد كانت تحتج كل 5 ثوان بصوت يذكرني بذلك الإنذار المزعج في مسلسل Lost..!
تخيل معي أنك تستمع لهذا الصوت طيلة الصباح بل لست ساعات متواصلة!
والسبب إن إدارة فندق كورنثيا (ومقر عمل شركتنا) قررت إجراء صيانة على مولدات الكهرباء التي تدعم كافة القطاع التجاري في الفندق، ولهذا يجب على أحد ما أن يتواجد بالشركة لإغلاق خوادم الشبكة والتأكد من أن كل شيء على مايرام، فمن هو مدير ومسؤول كامل متعلقات شبكة شركة Woodside الإسترالية؟ إنه الفقير لله: علي الطويل.
ولسرعة خروجي من البيت اليوم نسيت غذائي ونسيت حاسوبي المحمول، فكان اليوم بلا إنترنت ولاطعام ولاحاسوب لكن هاتفي العتيد iPhone كان أفضل وسيلة تسلية لي في ذلك الوقت، فقمت بكتابة بعض الملاحظات والأفكار ومن ثم قرأت بعض آيات من الذكر الحكيم، منتهياً بلعب لعبة iShoot.
حين إنتهت شحنة البطاريات وعودة الكهرباء من جديد لم يقم مزود الكهرباء في غرفة الخوادم بالعمل لوحده فقد كان الحمل كبير عليه حين يحاول التحويل والعودة إلى ماكان عليه.
قمت بإغلاق كافة الطرفيات التي من الممكن ان تسبب حملاً على الطاقة وحاولت تشغيله لكنه لم يعمل، جاء مهندس كهرباء مالطي الجنسية من إدارة فندق كورنثيا لكنه لم يعرف ماذا يفعل، حتى أنه قام مشكوراً بإفساد أحد المولدين الإثنين غباءً وقد كنت اتوقعه يعرف ما يفعله.
بعد مكالمة طويلة مع المهندس الليبي حاتم (نسيت لقبه!) قام فيها بتوجيهي لكيفية إصلاح البطارية الأولى والتي لاتزال تعمل قمنا بإعادة تشغيلها لتبدأ الشحن من جديد لكن علي الإنتظار ساعتين على الأقل لأبدأ تشغيل خوادم الشركة وبقية الطرفيات!
بعد إنتظار قمت بالتشغيل واحد بعد واحد وبترتيب معين وسار كل شيء على مايرام ثم قمت بالتأكد من خلوها من المشاكل وهذا مايأخد وقت، لكن رجع كل شيء إلى ما كان عليه والحمدلله..
أعتذر لتصوير الغرفة والضوء مطفأ نظراً لحساسية محتوياتها!
سار الأمر بهدوء ولم أشعر بالوقت لأن منير بارك الله فيه جلب العصير والبسكويت وقد مضى الوقت سريعاً لكنه كان في نهايته غزير بمعلومات منيرية تنويرية ثمينة جداً!
عدت للبيت بعد صلاة المغرب لأخرج أنا وزوجتي وشهاب لمجموعة محلات في قرقارش وبن عاشور إجمالاً وقد كان إزدحام المدينة عادياً نوعاً ما، شهاب كان متضايقاً من الجلسة في كرسيه قبل أن نخرج..
لكننا وكأي أب وأم عاديين، تركناه يتعود عليه! في طريقنا إلى قرقارش عبر سوق الثلاثاء كانت الطريق مغلقة بالكامل، لكننا تابعنا عبر الطريق السريع وأكملنا المشاوير ثم أخذنا شاورما على الطريق..
وعند صلاة العشاء عدنا للبيت ولم أتمالك نفسي حتى أخذت شهاب في حضني لألعب معه ومن ثم أجلسته لنأخذ صورة تذكارية عفوية..
جلسنا ندردش معاً ونتفرج على التلفزيون حتى جائت زوجة أخي لتعطينا قطعتين من كعكة فواكه لذيذة.. اليوم كانت ذكرى ميلاد أخي سمير.
بقيت بعدها ألعب مع شهاب حتى إنهرت ولم أعد أقوى إلا على النوم.
تنبيه Pingback: إنشغال عن تدوين اليوميات