تخطى إلى المحتوى
الرئيسة » المدونة » كلمات لابد من قولها

كلمات لابد من قولها

يعرف معظم خبراء الإنترنت الفرق الكبير بين المدونات والمنتديات.. فالمدونة تقوم على كتابة أشخاص معينين وإن كان الغالب حتى الآن هو المدونات ذات الفرد الواحد. أما المنتديات فتفتح باب المشاركة للجميع وتعتبر مكان عام يجمع كل المشتركين بها ويحتويهم.

إنها البداية.. وأردتها أن تكون عادية جداً.. بل أكثر من عادية لدرجة أني أستغرب فكرة حدوث المحال وظهور قراء كُثُر لحروفي.. قد تكون قلة ثقة بالنفس.. وقد تكون واقعية.. وقد تكون إحدى أساليبي في الحفاظ على نفسي بعيداً عن خيبات الأمل فأتوقع دائماً الأسوأ وأضعه في الحسبان في بداية القائمة.. ولا أبالي بما تحته.

لا أدري حقاً ما الذي دفعني لأنشئ هذه الصفحة.. أو سمها (مدونة).. هل هي رغبة في التنفيس؟ لطالما عُرفت في الماضي بالكبت والغموض (على الأقل في محيط الأسرة).. وكان هذا أحد أسباب مشاكل عديدة.. قد يكون سبب رئيس في عدم فهم الآخرين لذاتي حقاً.. لأني لا أريهم اياها أصلاً.. أحببت الهدوء والظل منذ الطفولة.. منذ صداماتي الصغيرة مع أبناء جيلي، فحكم الآخرين قاس في أغلب الأحيان.. نحن نفكر في الآخرين بقانون ذاتنا.. ونطبقه عن الآخر بكل عبط وكأن هذه الدنيا لايعيش فيها أحد إلا ومر بنفس تجاربنا التي عشناها وشكلت شخصياتنا.. كأن الناس كلهم حين يضحكون فهم يضحكون فرحاً..؟ أو حين يصمتون فهم لايملكون ما يقولون؟ أو لأن بهم تبلداً؟

أرفض التفاسير المختصرة ضيقة الرؤية.. فأشطح بعيداً هناك حيث يخاف المرء أن يكون.. حتى مع ذاته.. تلك المنطقة من التفكير حيث لايوجد أحد غيرك.. كمكاني الآن خلال كتابتي لهذه السطور.. لاأدري فيما أفكر وإلى أين ستنتهي بي هذه الصفحة.. لكن أحياناً أود أن يكون هناك شئ أرمي له بحروفي كما هي دون تعديل ولا أخاف حكمها عني.. لأني أعرف إنها صفحة صماء تستقبل ذاتي كما هي.

الذات البشرية غريبة.. وأنا على الدوام أعتبر نفسي كغيري من البشر، من إحدى غرائبها.. وأعترف حقاً أن هناك عدم توازن في أفكاري.. وعزائي الوحيد أن سبب هذا هو عملي اليومي الذي يستغرق ساعات كثيرة كل يوم بادئاً من الساعة الثامنة صباحاً.. والذي يستهلك عقلي فقط، نعم هو عمل مريح جسدياً حسب المعايير العادية.. بل هو مريح جداً وكله جلوس على مكتب خشبي مجهز بهاتف كثير الأزرار والنغمات.. وبجهاز حاسوب متفوق مجهز بأحدث برامج تقنية المعلومات..! وشاشة مسطحة بها عشرون من الإنشات..! لكن هذه الشاشة اللعينة هي السبب في إحتياجي لنظارات طبية كنت أكره فكرة إني سأحتاج إليها يوماً.. حتى ضاعت مني ولست راغباً في إقتناء واحدة بعد، سأحتمل غيابها حتى آخر لحظة.

نعم هو عمل مضني ذهنياً.. يتطلب تركيزاً متواصلاً حتى أني أحس طاقتي قد تبخرت بمجرد إقتراب موعد إنتهاء الدوام فأتهيأ للهروب لبيتي حيث تستقبلني أحياناً الطلبات الصغيرة.. والثقيلة بالنسبة لحالتي.. لكني أقضيها بكل حبور.

أود الحديث عن العديد من الأمور.. لكن بحق لا أجد الوقت لأكتب.. وبالأساس كتاباتي هذه الفترة ونظراً لحالتي الذهنية تأتي بشكل مفكك غير مترابط.. وفي كل مرة أتذكر شئ آخر.. وإن إستمر الحال هكذا وظلت أناملي تطبع الحروف.. فسأتنقل بكم بين المواضيع حتى تتأكدون من أني انسان مضطرب 100%..!

كم أتمنى أن تعود تلك الفترة الهادئة.. حتى تستطيع الكلمات الخروج بسلام دون تلك الإنقطاعات المملة من أصوات في رأسي وأفكار عدة.. أريد إجازة طويلة الأمد، او على الأقل أريد وظيفة في مكان أرى مستقبلي فيه.

طرابلسي.. هذه مدونتي.. وطرابلس مدينة كونت ذاتي وإنتمائي، لن أكتب وأراجع ما أكتب فأتلافى أخطاء البوح.. وأتراجع عن بضعة أفكار أو أمحي بضعة سطور من هذا الوجود.. لا لن ألبس أي نوع من الأقنعة او اتستر وراء أي نوع من الأغطية.. حتى سيرتي الذاتية كتبتها بتفصيل كثير، بدلاً من لفها بالغموض، لأني أريد لمن يدخل هنا أن يجد إنسان بكامل أخطاءه.. أود لهذه الصفحة أن تكون مكتوبة في نفس واحد دون إستعمال لأي زر يرجعني للخلف.. إن عدت لبعض السطور.. فأني سأضيف عليها بدلاً من إنقاصها..

نعم سأدع مؤشر الكتابة يمضي فقط إلى الأمام… أعني إلى اليسار!

الوسوم:

1 أفكار بشأن “كلمات لابد من قولها”

  1. مساء الخير اخ على من مراجعة نصوصك ما شاء الله عليك ممكن يكون عندك انفتاح ادبى مثمر يمشى ببساطة فى الذهن فراسخ لكل حقبة زومنية زوابعها التى تتطلب تجديد افكارها..لكننى لم افهم معناك هل انت هاضم اصيل راديكالى عندك نموذجك السلفى ام انك تكتب وتدون جهد الطاقة هكى وخلاص ينبغى ان يكون عند المثقف فى حدود كل قرن افاق قرنية اوسع..واحلامك المتواضعة لاتمحو عنك مشاعر الاصالةومرادفات الذوق السليم فى القلب والعاطفة وارجوا ان يفتح الله عليك فتوح العارفين برونق العقل..وارجوا الايكون فى كلامى شى مزعج واذا كان فيه ارجوا ان تحمله على قواعد المشورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *