إستيقظت بتثاقل، كنت أود لو أن اليوم هو الجمعة، كنت متبلد الإحساس كقطعة آجُر، شعرت بثقل في معدتي، والسبب هو صحن سلطة قمت بإعداده البارحة قبل النوم، طعم زيت الزيتون لازلت أتذوقه مع أني قد نظفت أسناني جيداً وكذلك فركت لساني، ياله من شعور مزعج، وبداية مزعجة لهذا اليوم.
فوجئت بالنوافذ مفتوحة في البيت وهي أول مرة منذ أشهر طويلة، فعن نفسي دائماً أشعر بالحرارة ودائماً أريد التكييف، عكس زوجتي حتى أني أنام بدون غطاء عدة ليال بدون أدنى إنزعاج أو برد! وعلى كل حال فالجو اليوم كان معتدلاً.
اليوم موعدي مع المصرف، فقد كان من المفترض أن موعدي هو الأحد الماضي كما ذكرت في تدوينتني الماضية يوم الأحد، فقمت وإغتسلت ونزلت للسيارة وحينما هممت بفتح باب المرآب فوجئت بفشلي! أنه لايُفتح! وكأنه مسدود بشيء من الخارج فدفعته بقوة كبيرة وعصبية ليُفتح شق يكفي لخروجي لأكتشف أن قطعتي الطوب اللوات وضعتهم أمام باب المرآب البارحة لمنع السيارت من سده على سيارتي، قام أحدهم بأزاحتهما ورماهما أمام الباب ليسده من الخارج، وكأنه يعاقبني لحفظ مدخل بيتي من المتطفلين!! لا أدري ما أقول لهذا الشخص لكن إن كنت في أزمة وتريد ركن سيارتك أمام بيتي مسموح لك إزاحة الحاجز الحجري لكن أعده حينما ترحل!
يبدو أن الطرق الحضارية لاتنفع مع هؤلاء لأنها ليس أول مرة، فهكذا هي الحال كل سنة وكل رمضان والجميع يقول لي يا علي أصبر وتحمل فهي كلها بضعة أيام وينتهي كل هذا، لكني لا أستطيع. لا… أسـ…ـتـ…. ـطيييييييع!
في المرة القادمة التي أرى فيها سيارة مركونة أمام باب مرآبي سأثقب عجلاتها! هكذا كانت اول فكرة تخطر في بالي عند كل مرة أفقد فيها صوابي من هذه التصرفات الأنانية! أحاول إقناع نفسي أن هذه هي الطريقة الوحيدة لإفهامه، فأخاطبه بلغة يفهمها ويعقلها، لأن لغة المتحضرين لايفهمها، وكما قال أحد الحكماء (خاطب الناس على قدر عقولها)
لقد جربت وضع الرسائل على زجاج سياراتهم ولغتها تدرجت من: “عيب عليك يا أخي لقد أقفلت علي باب مرآبي” مروراً بـ: “بارك الله فيك على إضاعة يومي وحرماني من إستخدام سيارتي” إنتهاءً بـ: “إن لم تستح فافعل ماشئت”..! وقد وضعت الأقماع الحمراء والحواجز الصخرية لكن كل المحاولات بائت بالفشل وتم تجاهلها بل أن الأقماع تمت سرقتها! وها أنا اليوم أجد الحاجز الحجري وقد أزيل مرة أخرى!!
طريقة التفكير هذه لم أفهمها بعد، طريقة اللامبالاة والأنانية، يا أخي على سبيل المثال ألا تخاف علي سيارتك من مجنون مثلي؟؟ إن فينا مخابيل كُثر، وياليته يقوم (او تقوم) بفعلته بسبب حادث طاريء، لو كنت أسكن أمام مستشفى لما تذمرت هكذا فالله اعلم بالظرف والحال، لكن ان تفعلها لكي تتسوق؟! تغلق علي باب منزلي وتفسد علي يومي حتى تنزل لتتسوق؟! والله إن فكرة ثقب العجلات تبدو الآن فكرة تربوية رائعة، ومشكلتها أنني كل يوم سأواجه تلميذ غيره وغيره وغيره وسأجد نفسي بالنهاية مجبراً لوضع السيارة أمام باب المرآب بدلاً من داخله وتعريضها للخذوش التي قد تحدث ومن عبث الأطفال في الشارع.
البارحة كان هناك سائق أعتقد أنه في الغابة وأنه يصعد كثباناً وهضاباً بسيارته فركن سيارته بطريقة والله نحن أصحاب البيت لم نفعلها من قبل! من الواضح من المنحدر الإسمنتي أن هذا الباب مجهز لدخول وخروج السيارات وليس باب محل مثلاً، بل هو مرآب سيارات، من الواضح جداً، إن ميول السيارة سينبئك أنك قد تسلقت منحدراً لا رصيفاً للمشاة ومع هذا تسلق هذا الأرعن المنحدر من منتصفه فأغلق علينا مدخلين إثنين يحوي سيارتين إثنين ونزل بكل برود ولم يعد حتى بعد الساعة الثالثة والنصف ليلاً على حد قول أخي، فركن سيارته بعيداً عن البيت ولأنه غير قادر على السهر تركها وتجهز للنوم!
بالله عليكم ألا يستحق هذا الفعل رد فعل؟؟ أم سنظل نجابهه بالصمت والإستعاذة من الشيطان الرجيم في كل مرة؟ إن قام كل مالك لبيت يعاني مثلي بثقب عجلات هؤلاء ألن يأت يوم ويتعلموا أصول وأدب حرمات المنازل؟؟
أتدرون ماذا سأفعل؟ سأضع اليوم الحاجز الصخري مرة أخرى وسأرى ماذا يحدث، إن تمت إزالته وإنتهكت حرمته، فقد جنت على نفسها براقش!
أعود لموضوع المصرف، فاليوم سيُفتح بعد التاسعة والنصف متأخراً كالعادة، لهذا قررت ركن سيارتي في موقف السيارات المقابل للمصرف وأقضي الوقت للتفرج على الدنيا والناس خلال تلك الدقائق الباقية حتى يفتح المصرف أبوابه.
أثناء جلوسي شاهدت عامل نظافة عربي الجنسية يقطع الطريق بتجاهي ومعه عربة ومكنسة، ومن الواضح أنه يشعر بالملل وعدم الرغبة في العمل بتاتاً، نظرته لا اعرف كيف أصفها، لسان حاله يقول أعمل هكذا لأني لأجد عملاً آخراً أفضل.
تأثرت بشدة من نظرته وطريقة مشيته ودفعه لعربته لنهاية الشارع ومن ثم كيف حمل مكنسته فوق كتفه وعاد لبدايته ونظراته يميناً ويساراً وكأنه ينتظر من ينقذه.
لكن للأسف نحن في عالم قاسٍ، بدأ يكنس في خط الرصيف حتى وصل عربته وأكمل طريقه، وقد لاحظت أمانته ودقته، مع أنه عمل مزعج ومن الواضح أنه لايحبه، لكنه أداه بكل امانه، لقد تفاجأت بطريقته في النظر لمكان الكنس ومعاودته كنس المكان بينما زميله في الضفة الأخرى من الشارع مر مرور الكرام وقد كنت أظنه يمشي فقط، لكنه أكمل طريقه مما بين لي أنه كان يكنس لكنه لم يكن أميناً!
أغلب الظن أن الأخير سيأخذ قسطه من الراحة مبكراً هذا اليوم (لأنه لم يعمل بجد أساساً) وقد تكون إدارته راضية عن سرعة تنفيذه للعمل، بينما الآخر قد يُتهم بالتكاسل ولن يرتاح جسمه كزميله، لأنه عمل بجد وامانة، فذاك سيجني حصاده في دنيته والأخير في آخرته.
آآآآآآآآه! ليتني أعيش في بلد أومدينة أوحتى منطقة لانضطر فيها لتوظيف عامل نظافة فيها.
دخلت المصرف وأتممت إجرائاتي بسرعة بفضل موظفة في المصرف بارك الله فيها وسحبت مبلغ المال إستعداداً لإيداعه في حسابي الجاري في مصرف آخر، ثم عدت للعمل مجدداً، حينها تذكر زميلي عبدالمنعم موعده بالأمس مع المصرف لسحب راتبه فسألني إن كنت أود الذهاب، وقد كنت أخطط للذهاب بالفعل، فذهبنا مشياً مستمتعين بنسيم الصباح ودردشة الطريق، حتى حين وصلنا وأكملنا إجراءات السحب وبدأت في إجراء الإيداع تذكرت مشكلتي مع المصرف، فهناك شخص آخر لديه نفس إسمي الرباعي والفرق بيننا هو مكان إنشاء الحساب (كلٌ في فرع مختلف) وقد وسوس لي الشيطان لعنة الله عليه أن رقم حسابي ليس صحيحاً وأن هناك إختلاطاً قد يحدث أو حدث!
إختلاط الأسماء أمر جعلني أحلم بـ”ـكوابيس يقظة” لوهلة! فهل جهدي وعرق جبيني سيتم إيداعه في حساب شخص آخر؟ فدخلت لمكتب موظفة لأتأكد من حسابي (بينما عبدالمنعم ينتظر بالخارج) وفي يدي بطاقة الإئتمان حتى يربطو رقمها بحسابي لديهم وقد تأكدت والحمدلله بنسبة 99% أن رقم حسابي صحيح، لكن مازالت الـ1% والتي سيقضي عليها صديقي مروان السايح إن شاء الله يوم السبت بعدما أذهب للفرع الرئيس بمعرفته لأقابل مدير الفرع لدرء أي شبهات حول القضية.
عودة للعمل مترجلين أنا وعبدالمنعم ندردش وقد بدا عبدالمنعم غير راضٍ بدردشتي قبيل وصولنا لأنها (قرمة) في مدرائنا السابقون، وقد تداركت الأمر وغيرت الموضوع، وعند وصولي لمكتبي بدأت مهامي اليومية المعتادة وقد إنتهت بسرعة ثم بدأت في مراجعة مدونات ومواقع عدة ومن ثم كتابة ملخص لما حدث هذا الصباح في تدوينة كمسودة.
عند خروجي لموقف السيارات فوجئت بآثار هطول الأمطار والتي يبدو أنها حدثت في وقت ما هذه الظهيرة، وفي طريق عودتي للبيت أشتريت علبة فيتامينات لأن التي لدينا في البيت على وشك الإنتهاء، كذلك علبتي مُسكن نوع Panadol والتي تنفع في تخفيض الحرارة كذلك وهي على الأكثر لمعالجة ألم رأسي.
الطرقات تعج بسيارات الأجرة (الخاصة والكبيرة المعروفة بإسم IVECO) وسائقوا التاكسي هنا بعكس السائقين في بلدان أخرى لايحترمون القانون ولايفقهون في فن القيادة قيد أنملة! والزحام بدا شديداً جداً اليوم زيادة عن الأمس وأتوقعه أكثر بالغد، فسايرت وكظمت غيظي بصعوبة وأنا أرى كائنات تقود السيارات كالدواب أكرمكم الله.
كوبري فندق الودان لم يكن مغلقاً اليوم لكن أخطأت بإختياره! لقد إستغرقت تقريباً أكثر من ربع ساعة فقط لأقطع المسافة من كوبري الودان وحتى لأصل إلى جزيرة دوران مكتبة النافورة وربع ساعة أخرى تماماً لأصل إلى بداية شارع الأول من سبتمبر فالإشارات الضوئيةعلى طول الطريق كانت متوقفة والزحام شديد جداً، وبعد ذلك مع بداية طريق السيدي كان الزحام عاديا نوعاً ما بإستثناء تواجد الصواريخ الأرض-أرضية طبعاً في كل مكان وزمان.
حينما وصلت للبيت كان كل شيء على مايرام، جاء دوري في الإهتمام بشهاب، اليوم يبدو متضايقاً جداً ولا أدري مالسبب تحديداً لكن أعتقد أن أسنانه تسبب له الصداع، بقيت معه تقريباً أكثر من ساعة حتى جاء وقت لم أتمكن من السيطرة عليه، فأوكلته إلى أم شهاب حيث نام وجئت أنا لحاسوبي للقراءة والبحث.
راجعت بضعة ملفات قديمة مؤرشفة في قرص صلب قديم لي، رسائل من هنا وهناك، ملفات لأشخاص بها معلومات إستقيتها عنهم (صور، مراسلات، مواضيع بأقلامهم، دردشات، صفحات تحدثت عنهم.. إلخ) وبقيت أراجع وألاحظ كيف كنا وكيف أصبحنا، فسبحان مغير الأحوال!
فكرت في كتابة تدوينة عن كيفية متابعة المواقع بإستخدام Google Reader، ومع أن الموضوع موجود في الإنترنت بكثرة، لكن فضلت أن أستقل بتدوينة خاصة بي تبقى في مدونتي كرابط قد أضعه في يسار صفحات المدونة، وقد قمت بتكوين الصور وكتابة الخطوات ونشرتها قبل دقائق.
الساعة الآن الثانية عشرة بعد منتصف الليل، ومع أن الغد هو الجمعة لكن أود النوم مبكراً، فتصبحون على خير، وإلى الغد إن شاء الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
مند ما يقارب الاربعة ايام وانا استمتع بقراءة يومياتك اخ على انك تمتلك لغة جميلة قريبة للقارئ هناك فقرات عندما اقراءها اقدر غضبك فعلا كمسألة وقوف السيارات امام بيتك والقيادة فى الطرق المزدحمة ولكن هدا هو الحال فما عليك الا بالصبر -اسعد كثيرا بالفقرات التى يأتى فيها دكر ابنك شهاب حفظه الله ورعاه ارجو ان تنقل تحياتى اليه ويتربى فى عزك ان شاء الله -يعجبنى حرصك على عملك وتفانيك فى ادائه فأنت نمودج قل وجوده فى وقتنا الحالى – وارجو ان لا تقطع علينا سيل هده اليوميات لقد اعتدنا عليها
وشكرا
يسعدني أنك مستمتع بقراءة يومياتي، هل تصدق أن الوقت لايسعفني لكتابة كل الأحداث؟ ربما مع الوقت سيصير الأمر أسهل والتذكر أدق.
آآآآآآه لقد ذكرت تلك الجملة التي لا أود سماعها (ماعلي إلا الصبر) أخخخخ لو كنت أعرف مكان منزلك لركنت سيارتي امام بابه ولنرى مدى صبرك عندها! هههههه 😀
شهاب بدأ يقف متسلقاً حاجز سريره وهو الآن في حضني أثناء كتابتي لتعليقي ويحاول الوصول للوحة المفاتيح ويشاركني الكتابة 🙂
هل لديك أطفال أخي هشام؟
حرصي على عملي يعطيني راحة نفسية في آخر الشهر حينما أستلم الراتب، دائماً أشعر أني أستحقه!
الحمدلله فالقناعة كنز أتمنى الحصول عليه بالكامل.
اليوميات بعون الله ستستمر اليوم أكملنا عشرة أيام وبعون الله نليها بعشرة أخريات وهكذا دواليك.
لاتحرمني تعليقاتك أخي هشام وأهلاً بك في كل وقت.