تخطى إلى المحتوى
الرئيسة » المدونة » هل نرى… لنتّعظ؟

هل نرى… لنتّعظ؟

هم لا يعلمون… أن ما يفعلونه اليوم يُعرض أمام أعيننا لحكمة إلهية، ولسنا مجرد متفرجين على مشهد فسادهم وسرقاتهم واستهتارهم، بل نحن شهود. نعم، شهود على أفعال تُسجّل، وتُعرض علينا يومياً لا لتُنسى، بل لتبقى في الذاكرة حتى يوم يُنادى فيه كل إنسان باسمه ليُسأل: ماذا فعلت؟ وماذا كنت ترى؟

هذا الاستعراض العلني للظلم والنهب والفساد ليس ذكاءً منهم، ولا قوة، ولا دهاء. بل هو فتنة… امتحان لنا قبل أن يكون حسابًا لهم. هو تذكرة من الله، أن نشاهد، ونتأمل، ونتّعظ.

فلماذا نقرأ التاريخ؟
أليس لكي نتعلم من أخطاء السابقين؟
أليس لكي نميز بين العدل والظلم، بين الاستقامة والانحراف؟

كل مشهد نشاهده اليوم ليس عبثاً. كل قرار جائر، وكل ضحكة متعالية من مسؤول فاسد، كل استخفاف بمصير الناس، يُعرض أمامنا ليبقى محفوراً في ذاكرتنا، فلا ننساه، وحتى إذا جاء يوم الحساب نقول: قد رأينا ووعينا، وشهدنا… وها نحن نرى اليوم عين اليقين.

يحسبون أنهم أحرار، فوق القانون وفوق البشر، ولكن هيهات.
لو شاء الله أن يسترهم لفعل، لكنه شاء أن يفضحهم… لحكمة.
وأظن – ويعلم الله – أن الحكمة هي أن نرى نحن الحقيقة واضحة، أن نميّز الباطل من دون تزيين، وأن لا نُخدع بالشعارات والواجهات.

نحن نعيش في زمن تتكرر فيه مشاهد الطغيان، لكن الله لم يتركنا بلا دلائل. لقد رأينا علم اليقين، ونكاد نلمس عين اليقين، ونسأله أن يرزقنا حق اليقين حين يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، ويرى كل إنسان بعينه ما كان يُخبر به، وما شهد عليه.

اللهم اجعلنا من الذين يرون، ويتّعظون، ويعملون بما يرون.
ولا تجعلنا من الغافلين، ولا من المبررين للباطل.
اللهم ثبّتنا على الحق، وامنحنا بصيرة في زمن الفتنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *