تخطى إلى المحتوى
الرئيسة » المدونة » مستقبل البشرية.. يقلقني!

مستقبل البشرية.. يقلقني!

مقدمة

انا قلق جداً بخصوص أتجاه البشرية في هذه الدنيا، وهناك عدة أشياء شائعة عالمياً اليوم لو اجتمعت معاً سترسم لنا مستقبلاً مرعباً للبشرية، بتنا نراه يتشكل امامنا في الوقت الحقيقي، حيث إن ما ستقرأه في هذه المقالة ليس مستقبلاً تخيلياً بعيداً جداً، بل هو المستقبل القريب جداً.

بدأت بكتابة هذه المقالة قبل شهرين محاولا تجميعها وتفصيلها لنقاط محددة وقد تمكنت من تقسيمها لخمس نقاط، وهي نقاط سبق وأن تحدث عنها منفصلة في أوقات مختلفة، مستعداً لكتابة خاتمة لها ونشرها، ولكن اليوم تفاجأت بالمدون آرون صاحب قناة يوتيوب Mr. who is the boss يقوم بتنزيل فيديو شعرت للوهلة الأولى أنه محتوى مقالتي تماماً، ولكن مرتبة زمنياً بشكل أكثر دقة، مما جعلني أعيد ترتيب النقاط بشكل طفيف واقرر زيادة بعض الأفكار التي ترددت في كتابتها قبل مشاهدتي للفيديو لأنها قد تكون مبالغة مني، ولكن قررت كتابتها حالما رأيت أن هناك من يشاركني القلق حولها.

من يتابعني على فيسبوك وتويتر قد يعرف مدى اهتمامي بالكثير من هذه النقاط والمخاوف التي سأسردها، وكما قلت، قد تحدثت عنها في السابق باقتضاب واختصار على موقع فيسبوك حيث إنه من المعروف أنكم لا تحبون قراءة المقالات الطويلة، ولكن، لا بد مما لا بد منه حيث إن الأمر ليس بالمزحة أو محاولة لتجميع المتابعين، بل هو لنشر الحقيقة التي أرى أنك يجب أن تعيها، لمستقبلك ومستقبل اطفالك، وحتى الفيديو الذي قام آرون بنشره يقارب من النصف ساعة من الحديث المتواصل وهو أكثر بكثير مما ستقرأه هنا من أفكار مختصرة.

سبعة أشياء شائعة عالمياً اليوم لو اجتمعت معاً سترسم لنا مستقبلاً مرعباً للبشرية، وهي بالترتيب:

1. الشبكات الاجتماعية

الحياة عند الأخرين هي أجمل وأفضل من حياتنا، بدلا من أن نقارن حياتنا بجيران، بدأنا نقارنها بالعالم، وهي معركة لن نفوز فيها لأننا دائماً سنجد من هو أفضل مننا مالياً ومهنياً على شبكات التواصل.

لأن 99% مما نراه من حياة الناس هي ليست كل شيء، بل فقط الأفضل والأحسن، حيث إن الأحداث السيئة في حياتنا يميل البشر لعدم نشرها، بل أن الأغلبية سيقومون بتلوين الأحداث الجيدة لتبدو الأفضل والأحسن والأجمل، فهذه المنصات تعطيك الأدوات اللازمة لتعديل الفيديو والصورة لتصبح كما تحلم ان تكون.

2. غرف الصدى

فقاعات التصفية Filter Bubbles أو ظاهرة غرف الصدى Echo Chambers والتي تؤثر على الكل، حيث ان الهدف الأول لكل تلك التطبيقات والشبكات هي كيف تجعلك تبقى لأطول فترة ممكنة على منصاتها، حيث إنها تجلب لك ما تريد وما تهتم له، وبينما الكثيرين يقولون وما المشكلة في ذلك؟ نجد أن هذه التطبيقات تفيد جداً في جلب ما تريده، ولكنها تغير من طبعك على المدى الطويل بشكل متطرف وتعطيك ثقة غير مبررة في قرارك هذا.

فمثلاً، لنفترض أن صديقاً لك أرسل فيديو يحكي أن حذاء نايكي أفضل من حذاء مماثل لشركة أديداس، وتجد أنك اقتنعت وأعجبت بهذا الفيديو الدعائي وما جاء فيه من معلومات، دون أن تراجعها بشكل علمي وموضوعي بالطبع، لكن فجأة بعد تسجيل اعجابك بهذا الفيديو، تجد أن منصة يوتيوب تبدأ في جلب فيديوهات أخرى لشركة نايكي على الصفحة الأولى، وربما مع الوقت ستقوم بمتابعة حساب نايكي على تويتر وإنستغرامـ وستقوم بمشاركة بعض المنشورات التي أعجبتك منها، وستجد الكثيرين غيرك من حولك يقومون بفعل المثل.

مع الوقت أمازون سيظهر لك منتجات أكثر لنايكي، وستجد نفسك مع الوقت تضحك على أي شخص يقول ان أديداس أفضل من نايكي، فقط لأنك متشبع بشكل تام بما اعطتك اياه هذه التطبيقات والخدمات، ومع الوقت كذلك سيبدأ فيسبوك باقتراح صفحات وأصدقاء لديهم نفس الميول، بغض النظر لو أن المنتج مناسب لك بالفعل، أو هل هو ذي جودة عالية بالفعل، أو هل هو الأفضل بالفعل، سيتم جلبه لك وسيتم تجميعك في غرفة يتردد داخلها صدى نوعه واحد، وهو ما تحبه وتريده.

شاهد هذا الحديث حول “فقاعات التصفية” والذي نشر في 2011 في حدث تيد.

الإنترنت تقوم بفلترة ما لا تحبه وتعطيك ما تحبه، وبهذا فهي لا تصحح لك المعلومات الخاطئة التي تعتنقها حتى لا تخرج من منصاتها، والموضوع مهم جداً لأنه لا يتعلق بحذاء رياضي، بل يمتد للآراء السياسية والصحية والعلمية.

3. السلبية

نحن نهتم للمعلومات السلبية أكثر من الإيجابية ربما لأننا مبرمجين منذ الأزل بمعرفة الخطر والاهتمام له والتركيز عليه لمقاومته بدلاً من الإيجابية التي نرتاح لها عند وجودها فقط لكن لا نهتم بالبحث عنها أو أنها لا تثير اهتمامنا عندما نراها، لهذا لو تم نشر خبرين مثلاً بعنوانين مختلفين “سقوط شركة سامسونج” وخبر “سامسونج تصنع أفضل الهواتف” فسنجد أن الخبر الأول ذي المعنى السلبي سيحصل على ضعف النقرات والمشاهدات مقارنة بالخبر الثاني.

هذا الأمر بالذات قمت بتجربته على مدى سنوات وفي أوقات مختلفة، أجد أن الأخبار الجدلية ذات العنوان السلبي تجد صدى عند الناس أكثر بأضعاف من خبر إيجابي أو يقدم معلومة حياتية مفيدة.

لهذا نجد أن أكثر الأخبار التي نقرأها سلبية بسبب التفاعل الذي تجده من الناس، بالإضافة لتصميم تلك المنصات على تضخيم وتكبير ال Trend وجعله يظهر على الصفحات الأولى بغض النظر لو كان مفيداً او إيجابياً أو يقدم فائدة أو يخدمك بأي شكل من الأشكال في حياتك، ولكن فقط لأنه Trend وشائع داخل الغرفة التي تم وضعك فيها كشريحة من المجتمع سواء على مستوى المدينة، البلد أو القارة داخل الذكاء الاصطناعي ولوغاريتمات التصنيف والاختيار لهذه المنصات.

4. الثقة

الإنترنت تعطينا الثقة بشكل مطلق دون أن تستند على قاعدة حقيقية علمية، فحسب ظاهرة اسمها Dunning Kruger Effect حيث نجدها تتحدث حول اعتقاد الكثير من الناس أنهم يفهمون شيئاً معينا بشكل عميق بينما هم لا يفهمونه على الإطلاق.

تلعب الإنترنت هنا دوراً كبيراً في تضخيم هذه الظاهرة، بمساعدة ظاهرة ال Echo Chambers والتي تؤثر على الكل، نجد أن الإنترنت لن تظهر لك منشورات تتعارض مع ما تعرفه، بل فقط ما تعرفه، كما أن الإنترنت تسمح لك بإخفاء ما لا يعجبك، الشيء الذي لا يمكنك أن تفعله في الواقع عندما يخبرك صديقك أنك أحمق وغبي بسبب فعل أحمق قمت به أو قول غبي قلته.

فحتى الأصدقاء والمعارف وزملاء العمل اليوم نجدهم يتفادون تلك الصراحة خوفاً من محاولة الغائهم خلال العمل أو العائلة عن طريق منشورات المتطرفين والواثقون من أنفسهم.

حيث يميل هؤلاء لعدم الاعتراف بأنهم جاهلون، لأنهم ببساطة سينقلون مشاكلهم بمنشورات تتحدث عن خطأ هذا الصديق أو الزميل، والتي ستجلب لك افراداً يتوافقون معك فكرياً وتعطيك القدرة على الغاء من يتعارض معك فكرياً، وهكذا أنتم معاً قد تشكلون قوة مجتمعة ذات رأي ما، لا يهم أن يكون هذا الرأي صحيح أم خطأ، فتلك المنصات لا يمكنها التفريق، لكنها ستضعك مع من هم مثل تفكيرك.

هذا الشيء يجعلك تقع على أحد طرفي المعادلة، وستعارض الطرف الآخر بكل ثقة لأن هناك من هم مثلك حول العالم، ولن تقدر على تمييز الصحيح من الخطأ بسبب هذه الممارسات.

5. الانعزال

صرنا نختار الانعزال بمطلق حريتنا، فنحن لا نحتاج لجدتنا لتخبرنا عن طريقة خبز الحلوى، فمحرك قوقل موجود، ولا حاجة للسؤال عن الطريق الصحيحة للوصول إلى ذلك السوق أو البيت، فخرائط قوقل موجودة بل هي أكثر موثوقية من صديق نسأله، والذكاء الاصطناعي صار يأخذ كل يوم وظيفة كانت في السابق تحتاج للبشر لإنهائها، واعتمادنا عليه صار ميزة نتبجح بها أمام الأصدقاء ممن لا يملكونها، فالآلة حين تتقن عمل ما، فلن تحتاج لتدريب آلة أخرى لسنوات طويلة حتى تصل لنفس مستوى اتقان العمل، بل يمكنك نقل المعرفة خلال دقائق لآلة أخرى لتبدأ العمل في الحال.

يوما بعد يوم صرنا نندمج مع هذه التقنيات الجديدة، وكل جيل جديد يولد يتكيف مع مستقبل لم نكن نعي وجوده، فمثلاً التفاعل مع البشر عبر الوسائل التقنية صار سهلاً وأسرع وأفضل، مما يجعلك لا تحبذ التفاعل معهم على ارض الواقع، فهم بطيؤون في الرد والكلام أو أن التفاعل معهم على الحقيقة يجعلك تتكبد وقتاً ومالاً للوصول لذلك المقهى بدلاً من بدء المحادثة على الفور والمضي في مشاهدة ذلك الفيديو أو سماع تلك الأغنية منتظراً التنبيه بأن هناك رد، فلا تشعر بالضجر، فتجد أن الانعزال أحياناً مريحا أكثر.

الشراء على الإنترنت كذلك صار اختيار الأجيال الجديدة الطبيعي بدلاً من الذهاب للمتجر، فلماذا يضيعون الوقت على الذهاب للمتجر والبحث بينما يمكنهم البحث والشراء خلال دقائق ومن مكانهم، بل أن هناك أجيال لم تولد بعد لا أتخيل أنها حتى ستفكر في احتمالية الذهاب للمتجر وستعتبره أمر متخلف كما نفكر نحن اليوم في الإنسان القديم حينما كان يذهب للبرية ليصطاد.

كذلك هناك صداقات بدأت وعاشت وسط لعبة الكترونية، لا تجد نفس التفاعل والراحة خارج هذه اللعبة، حيث إن أحلى الذكريات كانت خلال تنفيذ مهام تلك اللعبة والنجاح فيها، بل أن أعظم الحوارات التي سيتذكرونها هي تلك التي حدثت خلال ذلك العالم الافتراضي داخل اللعبة والمرح الذي صاحبها.

الإحصائيات ترينا أن الوقت المستهلك على الإنترنت يرتفع كل يوم بينما ينخفض التفاعل وجها لوجه كل يوم، على مستوى المجتمع، فحتى الشركات صارت تفضل تسجيل مؤتمراتها وتقديمها على الإنترنت بشكل مثالي بدلاً من المخاطرة بالتفاعل امام جمهور وظهور أخطاء اثناء التقديم أو تشغل تطبيق أو منتج ما للعلن، فالأمر لا يتعلق بجائحة 2020، بل صار قرارا يتفق على الجميع، فالكل يراه الاتجاه الأفضل والأنسب ولا يرى أحد أن من مصلحته العودة للحياة التفاعلية القديمة خارج الإنترنت.

6. الفوضى

لو قمت بجمع الأشياء السابقة كلها معاً، الشبكات الاجتماعية، غرف الصدى، السلبية، الثقة والانعزال، نجد أننا امام خطر أضخم ونتيجته حتمية، وهو الفوضى، على سبيل المثال، ظاهرة Cancel Culture، والتي يقوم فيها العديد من الناس بالاجتماع معا لتدمير حياة شخص ما على شبكات التواصل الاجتماعي، وعادة يكون هذا الشخص معروف على انه ناجح أو مشهور، فكل يوم نجد موضوع شائع على تويتر ينادي بتدمير ومحاربة طرف من أطراف المجتمع، ولا أحد منهم يفوز بسبب النقاط التي تم ذكرها في السابق وتستمر عملية التفرقة وتتضاعف ويتم تقويتها ويتم تضخيم كل الأطراف دون تمييز إن كان هذا صحيح أم خطأ.

فمن الصعب العثور على الحقيقة وسط الإنترنت بسبب ظاهرة التزييف العميق Deepfake على مستوى الصورة والصوت وحتى الكتابة، فلا يمكنك معرفة ما هو الحقيقي من المزيف اليوم، وبشكل واقعي ليس كأفلام الخيال العلمي، والأمر خرج عن سيطرة هوليوود وأفلامها، حيث إن الواقع صار أغرب من الخيال، ونجد حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي لا يقف وراؤها اشخاص حقيقيين، بل ذكاء اصطناعي، وجرائم عديدة تم ارتكابها بسبب انتحال وتزييف لا يمكن إلا لفريق من الخبراء تمييزه عن الحقيقة.

كما أن الشبكات الاجتماعية لا تهتم بما هو حقيقي أو مزيف فهي تهتم بجلب ما تهتم له فقط، وليست لديها القدرة على التمييز بين الحقيقي والمزيف لأن الأمر يحتاج لفريق من الخبراء، والفرق بين الحقيقي والمزيف صار خيطاً رفيعاً يقل كل يوم، حتى نصل يوماً لا يمكن فيه التفريق بين الحقيق والمزيف على الإنترنت.

لدينا أذكى التقنيات وأكثرها تقدماً اليوم ومع هذا فسعادتنا كبشر تستمر في الهبوط، لدينا أكبر نسبة ثراء اليوم مقارنة بتاريخنا كبشر، فال حتى قارون حلم يوماً ما بما يملكه ابني ذي الإحدى عشر سنة من سبل للراحة والخدمات، ولكن مع هذا نجد العالم اليوم يغرق في المظاهرات والحروب والاختلاف حول كل شيء تقريباً أكثر من أي وقت مضى في تاريخنا.

والناس في هذا العالم يحاولون اثبات الأخر على خطأ بدلاً من جلد الذات والبحث عن الحقيقة، فأول رد فعل هو العنف والمحاربة والغاء الآخرين، بدلاً من البحث عن الحقيقة ونقاط التوافق والتواصل بحكمة عبر هذه التقنيات التي لم تتوفر للبشر عبر تاريخها المدون والغير مدون، نجد أن المستقبل يتحول شيئاً فشئياً الى عالم فيه شعوب غير مستقرة مليئة بالخلافات والحروب والسلبية والغاء الآخر للآخر.

7. المراقبة

حياتنا صارت كلها على الإنترنت، ذلك الهاتف الذكي يتتبع كل خطوة ويعرف متى ننهض من النوم ومتى نذهب للعمل، ومتى نمشي على الاقدام ومتى نستقل السيارة، وما نفضله من تطبيقات وموسيقى والعاب وافلام ومنتجات، بل أنه يتنصت على محادثاتنا، ويحلل كلمات مفتاحية نقولها ويجلب لنا منتجات ودعايات لمنتجات تماثل ما سمعه من أصوات حولنا سواء صوت مثقاب كهربائي، عصفور أو حتى دعاية على التلفزيون في الغرفة الأخرى من المنزل.

العالم كله يتجه لضبط وتقنين المراقبة على محتوياتنا التي ننشرها، فصارت أسلوب حياة، ونجد من هو معجب بها عن جهل ويعتبرها خدمة مفيدة ويستغرب حتى من فكرة معارضتها والشكوى عنها، لكن ماذا لو أن الحكومة تراقب ما تبحث عنه على الإنترنت؟ ماذا لو أن الحكومات صارت تفرض على الشركات الإفصاح عن معلومات عملائها وإلا ستنزل بها العقوبات الاقتصادية التي تصل حتى المنع من دخول سوق يدر على تلك الشركات المليارات الهائلة من الدولارات؟

لماذا نتخيل، ففي الصين اليوم هناك نظام يقوم بترقيم وتقييم مستواك كمواطن صالح عبر مراقبتك على الشارع وفي أماكن العمل، ويرى كيف تقطع الطريق مترجلاً، وكيفية قيادتك للسيارة، أو حتى مستوى صوت الموسيقى داخل منزلك، ويتم احتساب تقييماً على “صلاحيتك” كمواطن تستحق الخدمات التي يتم تقديمها لك، وعند تقصيرك، ستقوم بمعاقبتك بعدم الحصول على خدمة معينة كسيارة اجرة Lyft مثلاً وذلك أنك لم تقطع الطريق بشكل صحيح آخر 3 مرات، وهكذا تجد أن الحكومة لديها ملايين الأعين مسلطة ولا يوجد منها مفر، ومتى تواجد سلطة تحت مجموعة قليلة من الأفراد، تواجد الفساد.

نحن نتجه لمستقبل يتحرك بالتطبيقات المتصلة بالإنترنت دون انقطاع، وهذه التطبيقات تتحول يوماً بعد يوم من الشيفرة المصدرية المفتوحة إلى تلك الشيفرة المغلقة والتي لا يستطع أحد معرفة ماذا يحدث فيها، وما عليه إلا تصديق ما يخبره عنها أصحابها فقط دون قدرة على تكذيبها لأنه لا يملك المعلومة لدحضها ولا حتى الحكومات ستكون قادرة على معرفة ما يحدث من تبادل للبيانات داخلها إلا بعد تسريب من داخل تلك الشركات وحينها يمكن بسهولة حذف ما يدينها وانزال تحديث يقضي على أي دليل ولنا في ذلك قصة فيسبوك الأخيرة ولجوؤه لحذف نطاقه بالكامل حتى يقضى على أي دليل لبعض من خوادمه المسجلة على بعض الأنظمة وهو امر قد ينفيه البعض أو يصدقه، لكن الواقع أنه لا دليل يدين أو ينفي الاتهام.

بالنهاية سيأتي يوم على البشر يقبل فيه دون تردد بما لديه من أجهزة وتطبيقات وخدمات دون أن يسأل عن كيفية عمل هذه الأجهزة وتطبيقاتها وما يحدث داخل الكود البرمجي له، وعاجلاً ام آجلا ستجد البشرية نفسها مجبرة على الاختيار بمن تثق، لا بما هو الأفضل والأنسب لها لتزدهر.

بالنهاية

من الأفضل أن نأخذ خطوة للوراء والتفكير بما يحدث امامنا وعدم الانغماس داخل هذا العالم بشكل أعمى، وعلينا أن نحمد الله على ما لدينا لنعود أنفسنا على عدم الارتباط بملذات الدنيا والاعتماد عليها، كما أتمنى أن يأتي يوم ونجد قيادة حكيمة في بلادنا تعي لكل ما يخبئه المستقبل لنا وتتصرف لحماية أطفالنا وأحفادنا من الشر القادم لنا ممن يتحكمون بمصيرنا اليوم.

كما أتمنى أن لوغاريتمات الشبكات الاجتماعية لن تقوم بإخفاء مقالات كهذه المقالة فتدفنها داخل اعماقها المظلمة بسبب أنك توجد في غرفة صداها لا يحبذ الحقيقة، وسأستمر في النشر على امل أن يحدث شرخ تفلت منه كلمة قد تفتح ابواباً في عقلك لم تكن تدرك أنها موجودة من قبل.

ملاحظة: الصورة تم توليدها بواسطة الذكاء الاصطناعي حسب عنوان المقالة.

مقالة ذات صلة

6 أفكار بشأن “مستقبل البشرية.. يقلقني!”

  1. مقال جدا عميق و واقعي ,,, علينا فقط ادراك وحصر كل هده المخاطر والاستعداد لها ولنتائجها لانها شغالة في حياتنا بكل اسف ..

  2. المقالة اشتملت علي كل ما يحيط عالم شبكة الإنترنت والتواصل الاجتماعي بالخصوص وهناك موضوع اخر، يجب على الجهات المعنية توعية المجتمع به وهو الاختراق الاعلامي، اي تصديق الاخبار والتفاعل معها واتخاذ المواقف المبنية على محتواها دون التأكد من المصدر وأحيانا المصدر الموثوق لدينا يكون هو من وقع عمدا في الاختراق الاعلامي لغاية تخدم مصلحة معينة قد تكون سياسية او اجتماعية او اقتصادية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *