تخطى إلى المحتوى
الرئيسة » ساهلة ولا ؟

ساهلة ولا ؟

” إذا رأينا ورقة نقدية أمامنا في الشارع هل يمكن ألا نلتقطها؟ “

تساؤل طرحه ثلاثة طلاب من الجامعة الأمريكية في بيروت على أنفسهم، ليجعلوا من هذا السؤال البسيط فكرة حملة بيئية ذاع صيتها في مختلف المناطق اللبنانية.

تم نشر هذا المقال على موقع دار الحياة وبذلك قاموا بتوظيف هذه الفكرة لتوعية الناس بالنظافة العامة.
نحن، أكرم السعداوي وعلي الطويل، كمتابعين للحدث من ليبيا كانت الفكرة مصدر الهام لنا فقررنا تبنّيها وتنفيذها بطريقة وجملة أخرى ليبية حيث تكون أقرب لفهم المواطن الليبي حيث طبعنا ورقة نقدية مطبوع في خلفيتها الجملة (زي ما قمتها، تقدر تقيم غيرها من وسخ الطريق) حيث تلمّح الجملة إلى (وسخ الدنيا) أي المال وتقوم بمقارنته بـ (وسخ الطريق) أي النفايات المرمية فيه. وبهذا ولدت حملة “ساهلة ولّا؟” حيث يسهل على الإنسان لملمة مايجده على الأرض حين يمثل له قيمة ثمينة.

لو القينا النظر على نفايات الطريق لوجدناها على الأغلب نفايات إستهلاكية مثل: كوب ورقي، قنينة ماء بلاستيكية، علب عصير، بقايا سجائر، علب مشروبات غازية، أكياس بلاستيكية، وغيرها، مما يبين لنا سبب المشكلة الأساس، وهو أن الناس يرمون هذه البقايا على قارعة الطريق بدلاً من حملها لأقرب سلة مهملات أو حفظها في الكيس الذي اشتريتها فيه حتى العودة للمنزل ورميها في سلة مهملات المنزل.

إذاً بدلاً من لوم الحكومة، علينا البدء في لوم أنفسنا.

نعم قد تكون الدولة لها دور في وجود القمامة على قارعة الطريق فهي لم توفر وسائل تنظيف كما لم توفر سلال مهملات بشكل كافٍ، لكن أسأل نفسك هذا السؤال: هل سترمي بقايا السجائر على سجاد المنزل بحجة عدم وجود مكان آخر؟ أم أنك ستنهض وترميها في مطفأة السجائر؟

نعم قد تكون هناك حدود تجعل من الصعب الحفاظ على بيئتنا نظيفة، لكن هذه الحدود كلها دورها ثانوي لا أساسي، والواقع أن عقلك يضعها امامك فقط ليجعلك تشعر بالراحة والرضا وعدم تأنيب الضمير من فعلك للخطأ!

لكن تأكد من شيء واحد فقط، أنك قد خُلقت لوحدك، وستحاسب لوحدك، وماتفعله في حياتك أنت مسؤول عنه وحدك، وعليك التوقف عن لوم الآخرين، والبدء في لوم نفسك والبحث عن نقاط تقصيرك وتصحيحها وتقوية ضعفك فتنهض بنفسك نحو الأفضل.

زاوية من زوايا طريق في مدينة طرابلس
زاوية من زوايا طريق في مدينة طرابلس

في يوم 22 فبراير 2012، بدأنا حملة “ساهلة ولا؟” في التفكير بنوع الورقة التي سيتم استخدامها حيث فكرنا في بادئ الأمر أن فئة الخمسون دينار ستكون مناسبة، لكن بعد أن تم الغاء التعامل بهذه الفئة، اتجهنا لورقة العشرين دينار.

في البداية واجهتنا صعوبات من ناحية ايجاد جملة مناسبة تتلائم مع الحملة، وكذلك الوقت لم يكن لصالحنا حيث كان لكل منا مشاغله ووظيفته، فتعذّر وجود وقت كاف للتفكير والتنفيذ بسرعة، مما أطال عملية التنفيذ بشكل عام، خصوصاً وأن القائمين على المشروع هذا هما شخصين فقط لاغير.

تم عمل مسح ضوئي للورقة من فئة العشرين دينار وتحويلها إلى صورة تمهيداً لطباعتها، ومن تم معالجتها بحيث نلغي الآية القرآنية وإضافة بعض اللمسات الأخرى لتغيير معالم الفئة النقدية حتى لا تتم إساءة إستعمالها، أيضاً كان لأصدقائنا مساهمة في الحملة باعطاء آرائهم حولها وإقتراح إجراء أي تعديلات، والكل كان مُشجّعاً لتنفيذ هذه الفكرة وتطبيقها في أقرب وقت.

ملف المشروع!
ملف المشروع

بعد الانتهاء من كل التفاصيل ومن ضمنها اختيار صياغة مناسبة للجملة رأينا أن من المناسب جداً تكوين صفحة خاصة بالحملة على الإنترنت لنجمع الناس في مكان واحد، وليسهل مشاركتها بين الأصدقاء، وكتابة عنوان هذه الصفحة على الورقة النقدية من الخلف، حتى يستطيع من التقط هذه الورقة أن يعرف أكثر عن الحملة، كما لا نخفي عنكم أن اختيار الأماكن التي سنرمي فيها هذه الأوراق النقدية كان محض تفكير وتخوف من أن تكون هذه الأوراق هي اضافة أخرى لحالة الشوارع في طرابلس وليبيا.

قبل عملية القص
قبل عملية القص

فكرنا في تصوير ملتقطي الورقة النقدية بالفيديو، لكن إختلفنا حول أن الموقف قد يكون محرجاً ومن غير الملائم تصوير الشخص دون إذنه، ونظراً لأننا لن نتمكن من ملاحقة الجميع وقراءة إنطباعاتهم حين إكتشافهم أن الورقة النقدية مزيفة، لذلك نتيح لكم التعليق هنا حتى بأسماء مستعارة، فكل ما نتمناه أن تتقدم وتبدي رأيك وإنطباعك حين إكتشفت أن هذه الورقة غير حقيقية.

لما لا نؤسس معاً هنا جواً واقعياً وإنطباع للناس حول تأثير هذه المبادرة؟ ولما لا تكون هذه المبادرة نقطة إنطلاق لأفكار أخرى غيرها تؤدي لنشر الوعي البيئي أو حتى كنوع من التربيت الهاديء على الكتف وتنبيه الآخر بأن الشوارع لا تحتاج للتنظيف بقدر ماهي بحاجة لأناس نظيفين ولايرمون الأكواب والأوراق والسجائر وعلب المشروبات وغيرها على قارعة الطريق منتظرين غيرهم ليلتقطوها ملقين اللوم بكامله على الدولة؟

التجهيز لمرحلة القص
التجهيز لمرحلة القص

ساهلة ولا؟
هذه الحملة لا نوجهها ونخص بها طرابلس فقط، لكنها بدأت من طرابلس ببساطة لأننا نسكنها، ومن هنا نشجع كل من يريد تطبيقها في مدن أخرى داخل ليبيا، بل أننا مستعدون لتقديم كل العون لكم والتنسيق معاً.

الفئة النقدية بعد القص والثني
الفئة النقدية بعد القص والثني

سيتم إنتاج فيديو قصير للتعريف بالحملة وأيضاً محاولة اصطياد أحد المارة والتقاطه للورقة النقدية ومعرفة انطباعه.
ختاماً.. نتمنى ان تؤدي هذه الحملة اُكلها وتنشر الوعي بين الناس وتبين أن الورقة المرمية على الطريق بالفعل هي سهلة الالتقاط حين يمثل التقاطها لنا شيء ومعنى، نحن لاندعوك لإلتقاط كل مخلفات الغير، لكن يمكنك القيام بدورك، وتذكر أن وجودها على الأرض يسبب الأذية لغيرك، وبالأساس فإن هذه المخلفات لم تنزل من الفضاء الخارجي، بل هي مخلفاتنا نحن، ونحن من يجب علينا أن نبقي شوارعنا نظيفة منها، على الدوام.

لا نريد أن يكون لدينا يوم واحد للنظافة، ولكن نتمنى في بلادنا ان تكون كل السنة هي يوم للنظافة.

كيف تساعد في هذه الحملة؟

  • ببساطة إعتبر شوارع بلادك كغرف منزلك!
  • إن كنت موجوداً على تويتر فساهم في الحديث حول هذه الحملة بإستخدام الهاشتاق #CleanUpLibya
  • إن كنت موجوداً على فيسبوك، فأبدأ بمشاركة أصدقاؤك هذه الصفحة حتى تنشر الوعي البيئي بينهم ولتبين لهم كيف أنها “ساهلة” ويمكن لأي أحد فينا إلتقاط ورقة من على الأرض.
  • إستخدم وسيلة المشاركة الموجودة في أسفل هذه الصفحة لتنشر البادرة “ساهلة ولا؟” في عدة شبكات إجتماعية مثل قوقل بلس ولينكدإن وستمبل بل وحتى عن طريق مراسلة البريد، فلعل غيرنا يجدها تستحق النشر ومنها تنتج موجة أكبر لتنظيف البلاد، من يدري، فبداية طريق الألف ميل، هي خطوة واحدة.
  • يمكنك مراسلتنا لطلب نسخة الكترونية من تصميم العملة النقدية وبالتالي تقوم بطباعة مثلها ثم قصها وتجهيزها وتوزيعها في مدينتك ونحن بدورنا سنحاول دعمك بالنصيحة وما امكن مادمت لم تغير أو تضيف أي شيء على التصميم كرابط هذه الصفحة مثلاً (alitweel.ly/clean) وعلى كل حال هذا رابط لفيديو يوضح طريقة ثنيها بشكل يزيد من إحتمالية إلتقاطها (http://youtu.be/H2KD5XIHuTQ).
  • إن قمت بطباعتها، يمكنك تقديمها لأي شخص تراه يرمي أوساخاً على الطريق، مع إبتسامة قائلاً: شكراً

تي مش ساهلة ولا؟

أخوتكم في الله، أكرم السعداوي وعلي الطويل.

تصوير عبدالرؤوف مادي https://twitter.com/3bdaurrauf
تصوير عبدالرؤوف مادي https://twitter.com/3bdaurrauf

ماتحتاجه لتجهيز هذه العملة النقدية

  • مراسلتنا وتزويدنا بعنوان بريدك للحصول على ملف PDF يحتوي على تصميم العملة النقدية.
  • طابعة ليزرية ملونة لتبدو العملة أقرب للحقيقية، وطباعة التصميم دون أي تعديل أو إضافة.
  • يفضل أن تكون الطابعة ليزرية ملونة وقادرة على طباعة جهتي الورقة لتسهيل عملية التطابق بين وجهي العملة.
  • لوح خاص للقص بحجم A4 والمتوفر في المكتبات، أو حتى مسطرة معدنية مع سكين سجادات.
  • مشاهدة الفيديو الخاص بالطريقة الناجعة لثني العملة لتضمن ظهور العملة المرمية على الأرض بشكل حقيقي.
  • رمي العملات النقدية في مناطق مختلفة حيث تتواجد أوراق وعلب ومخلفات ويمر الناس قربها ويفضل في فترة الصباح لزيادة إحتمال إلتقاطها.

تم الحديث عن حملة “ساهلة ولا؟” في هذه الصفحات

39 أفكار بشأن “ساهلة ولا ؟”

    1. وعليكم السلام، أخي أحمد أعتذر لعدم توضيحي لسؤالك مسبقاً، فقد سقط سهواً مني، وقد قمت بإضافة جزء صغير إسمه “ماتحتاجه لتجهيز هذه العملة النقدية” سيجيب على تساؤلاتك إن شاء الله.

  1. 😀 مشاء الله فكره حلوى والله بارك الله فيكم حاجه م الاخير هدي على الاقل معاش يرمو اكواب القهوى في الشوارع (Y) (Y) (Y) (Y) (Y) (Y) (Y) (Y) (K)

    1. وعليكم السلام، أخي اسامة أعتذر لعدم توضيحي لسؤالك مسبقاً، فقد سقط سهواً مني، وقد قمت بإضافة جزء صغير إسمه “ماتحتاجه لتجهيز هذه العملة النقدية” سيجيب على تساؤلاتك إن شاء الله.

  2. فكرة رائعة، ومبادرة طيبة منكم
    فيما يخص تصوير الناس بالفيديوا .. أعتقد أنها فكرة جميلة حتى وإن كانت محرجة للبعض فهي ستعطيه درسا في المستقبل
    أذكر أنني قد شاهدت فيديوا لبعض الأشخاص قاموا برمي علبة بجانب سلة قمامة .. مر من أمام العلبة المئات ولم يزيلوها ، ولكن مرت إمرأة ووضعت العلبة في مكانها المخصص، فتفاجأت بمئات الناس اللذين وقفوا تصفيقا لها !
    أتذكر هذا الفيديوا في كل مرة أرى فيها شيء قد رمي في غير مكانه
    وبارك الله فيكم ، وكان في العون

  3. تنبيه Pingback: ¿Respeto? « Mariah'Blog

  4. الفكرة رائعة وجميلة وسبق ان تم تنفيذ هذه الفكرة في لبنان على ما اعتقد ولكن ….. ومن دون زعل الشعب اللبناني ليس كالشعب الليبي مثقف ويدعم الافكار الخلاقة … ليس هذا انقاصا من شأن اهل بلدي ولكن هذا هو الواقع … اتمنى ان تنجح هذه الفكرة كما تريدون .. اتمنى ان ارى بلدي ليبيا اظف بلد في العالم شكرا لكم على مجهودكم ووفقكم الله

    1. بالفعل وكما ذكرنا أنه الفكرة كانت بدايتها من لبنان. وبدون زعل طبعاً ووفقا حتى لملاحظتي لبعض الناس يلي التقطو الورقة لأنه الحملة بدأت من فترة ، كانت هناك فئة تبعث للاحباط ولكن حتى لو كان هناك 10% من الناس يلي التقطو الورقة غيرت فيهم أو صار شيء ايجابي من وراء هذه الفكرة فأنا سأكون سعيد…

  5. السلام عليكم
    كنت اندور علي فكرة حملة نظافة
    و لقيت الصفحة و قريت المكتوب فيها
    و أعجبني
    لكن المفاجأة الأسماء الثلاثة
    أكرم و علي و أيضا عبد الرؤوف
    سبحان الله الذي سخركم معا لتجتمعوا و تخرجوا هذه الفكرة لتطبيق هنا في طرابلس
    ^_^
    بالتوفيق يا شباب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *