بعد قرار مصرف ليبيا المركزي بتغيير سعر الصرف للدينار الليبي مقابل الدولار الامريكي لم اجد نفسي إلا واهرب لمربع انشاء المنشورات على منصة فيسبوك لأكتب وأمسح فأكتب وامسح ثم أكتب وامسح للعديدي من المرات فقررت التوقف والتريث حتى تهدأ اعصابي وأقرأ ردود افعال الناس.


البيان بإختصار
🔹 ليش الدولار قاعد يطلع؟
لأن الدولة قاعدة تصرف فلوس أكثر من اللي تدخلها.
يعني زي اللي يصرف مصروفه كله وما عنده دخل جديد.
🔹 شن السبب؟
- الدولة عندها ديون واجدة.
- الفلوس اللي تدخل من بيع النفط قلت.
- الدولة تبي تصرف أكثر في 2025، لكن ما عندهاش عملة صعبة (دولارات كافية).
- ناس واجدة تبّي تشتري دولارات، لكن فيه نقص كبير، وهذا يخلي سعرها يطلع.
🔹 شن صار للمصرف؟
المصرف اضطر ياخذ من الفلوس اللي كان مخزنها، باش يقدر يغطي الطلب، لكن هكي ما يقدر يكمل فترة طويلة.
لو استمر الوضع هكي، الدولار بيغلى أكثر، والدينار بيضعف أكثر.
🔹 شن الحل؟
لازم الدولة تنقص من مصاريفها، وتخلي كل شيء واضح، وتتحكم في صرف العملة، وتنتج أكثر، مش بس تعتمد على النفط.
الآن للمقارنة بيننا وبين دولة تونس، جارتنا:
✅ 12 مليون نسمة
✅ ما عندهاش نفط
✅ مواردها محدودة
✅ دخلها من السياحة والصناعة والزراعة
ومازالت عملتها واقفة على رجلها: الدينار التونسي = 3.1 للدولار
وفي المقابل:
ليبيا، بلاد النفط والغاز، أكبر احتياطي في أفريقيا!
💸 7 مليون نسالجينار والدولارمة بس
💸 دخل الفرد أعلى
💸 مليارات تدخل من النفط يومياً
لكن العملة؟ الدينار الليبي = 5.5 للدولار!
❗وين الفلوس؟
❗وين الرقابة؟
❗وين البنك المركزي؟
❗وين الدولة أصلاً؟
- شن فايدة الثروات إذا المواطن ينهار قدام الدولار كل يوم؟
- شن فايدة النفط إذا المرتب ما يجيبلكش حتى كيس حليب وخبزة؟
- شن فايدة “بلاد الخير” إذا السوق السوداء تتحكم في مصير الناس؟
- شن فايدة السفارات والبعثات الدبلوماسية في دول ما فيهاش حتى رعايا ليبيين ولا عندنا فيها أي مصلحة وقاعدة تصرف في العملة الصعبة كـ “معاشات” تكفي تسد رمق أسر ليبية لعشرات السنوات!
- شن فايدة المهرجانات ومرضى اورام مش لاقيين مستشفيات تعطيهم علاج لأن الطولة الليبية ماخلصتش الشركات الطبية ومش قادرين يقبلو مرضى جدد واللي مصيرهم الموت البطيء.
👇 قولولي بالله:
هل هذا سقوط اقتصادي؟ أخلاقي؟ دنيوي؟ ديني؟ ولا سقوط دولة بالكامل؟ جملة؟
باهي وين الحل؟ ومن المسؤول؟ وهل حنستمرو في السكوت؟
هل لو تكلمنا وانضرينا حتقولولنا جملكم الجبانة المشهورة: مادير شي مايجيك شي! ومن قالك تتكلم! ومن قالك تطلع!؟
الرسم البياني أني درته بإيديا عن طريق موقع المركزي الرسمي واستخدام ميزة ارشيف الانترنت للسنوات الماضية وهي الاسعار الرسمية، مانبوش نتكلمو على اسعار السوق الموازي لأن الرسم البياني حيبدا مهزلة!

من آمس نكتب ونمسح بس معاش قدرت.. قلت نحطلكم ارقام ورسم بياني بالك الصورة تكون ابلغ من الكلام!!
💡 الحل الحقيقي في ظل الفساد العميق؟
1. إصلاح من القاعدة وليس من القمة
ما فيش أمل في إصلاح من فوق، لأن “فوق” هو أصل الفساد. الحل لازم يبدأ من القاعدة:
- وعي الناس.
- إعلام حر ما يطبلش.
- تعليم يخلق جيل ما يرضاش بالذل والسرقة.
- قضاء مستقل حقيقي، حتى لو بطيء في البداية.
2. إغلاق الشيشمة
ما لم تتسكر منابع الفساد، حتى لو جبت أنظف شخص رئيس، حيغرق، يعني:
- إيقاف الصرف غير الضروري بالعملة الصعبة (سفارات، مهمات، بند المرتبات الوهمية).
- رقمنة المال العام وربطه بتقارير دورية شفافة.
- تحويل الدعم العشوائي لدعم مباشر للفئات المحتاجة فقط.
3. تدوير العجلة المحلية
بدل ما نحلموا نعيشوا زي أوروبا بدينار متهالك، لازم نشتغل على:
- إنتاج محلي حقيقي (زراعة، صناعة خفيفة، طاقة بديلة).
- تشجيع المشاريع الصغيرة، حتى لو بسيطة.
- تقليل الاستيراد إلا للضروريات.
4. تفعيل دور المجتمعات المحلية
البلديات والمناطق تقدر تدير حلول خاصة بها لو توفرت لها صلاحيات ومراقبة، بعيداً عن حكومة مركزية فاسدة.
5. فضح الفساد بشكل ذكي ومستمر
مش لازم كل مرة نفضح ننتظر “رد الفعل الشعبي”. أحياناً تراكم الضغط والمعرفة، يخلق وعي جماعي ينفجر في الوقت الصح.
💬 خلاصة شخصية:
الفساد لما يوصل لهالدرجة، ما يتصلحش بالقانون… يتصلح بالوعي، بالمقاطعة، بالضغط، وببناء بدائل من تحت… حتى لو ببطء، لكن تكون حقيقية، بلادنا مش فقيرة، لكن مغتصبة. واللي يغتصبك ما تعطيشي ظهرك، تحاربه… بصبر، وبكل وسيلة ممكنة.