تخطى إلى المحتوى
الرئيسة » المدونة » مُدَوِّن تِقَني، وتِقَني يُدوِّن

مُدَوِّن تِقَني، وتِقَني يُدوِّن

مقالي اليوم موجه لفئة من الناس تعرف نفسها جيداً.. لطالما حاربت وتحارب كل ما هو مختلف عنها لا لشيء إلا لأنها مريضة في نفسها، لكن سأحاول مرة أخرى توضيح الواضحات لهذه الفئة، وفي نفس الوقت أسلّط الضوء على بقعة قد تبدو غير ظاهرة لبقية متابعين صفحتي.

مُدَوِّن تِقَني، وتِقَني يُدوِّن، أو.. مُدَوِّن في مجال ما × متخصص يُدوِّن.

الأول شخص لا يلزمه شهادة أكاديمية مختومة ليُسمح له بالكتابة في المجال الذي يهتم له، لكنه يملك القدرة على البحث والدراسة والنقاش والتدوين حول قضايا يهتم بها والتي قد تمس المجتمع أو تمس فئة معينة من المجتمع، ومن الممكن جداً أن يمتلك شهادة جامعية او لازال طالباً في كلية ما، وعادة يكتب بلهجة بسيطة غير متخصصة جداً ويتوجه لشريحة معينة من المجتمع لا تتخصص في مجال كتابته للتوعية مثلاً.

الثاني “متخصص يُدوِّن” هو متخصص في مجال معين، لديه شهادات أكاديمية فيه تثبت ذلك، ربما لو كتب في مجاله فسيكون كلامه دقيق وموجه للمتخصصين والأكاديميين، ولكن ليس بالضرورة يكتب فيه فقط، بل يكتب عن مواضيع مختلفة أخرى، ولكن من منظور شخص تخصص في مجال ما (طب، بناء، تصوير، طيران، إلخ) وكل ما يهتم له.

وقد عرفنا وصادقنا وعاصرنا أطباء وميكانيكيين ومصممين وصيادلة ورياضيين وغيرهم، يكتبون في غير مجالاتهم وتخصصاتهم، منها مجال التقنية الواسع، والذي صار أسلوب حياة للجميع في العالم لا مفر منه، فكل طوائف البشر حالياً يستخدمون الوسائل التقنية بشتى ألوانها.

العديد من المدونين التقنيين حالياً على يوتيوب ممن متابعيهم بالملايين حول العالم تجدهم خريجي تجارة أو هندسة، بل حتى منهم من ترك الجامعة!

التشجيع بدل التقريع

لا أتخيل نفسي في يوم من الأيام أمنع أحداً من الكتابة في تخصصي مثلاً أو أسخر منه لأنه يكتب في غير تخصصه، إلا لو سرد معلومة غير صحيحة مثلاً حينها لن أسخر منه، لن أتهمه بالغباء، لن أصفه بالوهمي، بل ببساطة أصحح له الخطأ بالمصادر وأشجعه على ما يفعل من مجهود لتقديم معلومة في شيء نحبه نحن معاً.

هذه كانت محاولة لإجابة الفرق بين المُدَوِّن تِقَني، والتِقَني الذي يُدوِّن، وأصنف نفسي تقني أدَوِّن عما أهتم له، ولكن اتوجه بحديثي دائماً لغير المختص، وأحاول أن أجمع بين الطرفين بقدر ما أمكن، فالمتخصصون غير محتاجون لما اكتبه هنا، لأن المصادر عادة تكون خارج الشبكات الاجتماعية، فتجدها في المدونات والمنتديات المتخصصة، وغير المتخصص لا يمتلك اللغة والمعرفة لفهم تخصصي، لهذا احاول تقريب هذا مع ذاك لعل وعسى أن يكون باب رزق لأحد منكم، أو تقيه شر تكبد خسارة مالية أو معنوية حين لا يملك المعلومة التي احاول أن اعطيها بكل بساطة ودون تعقيد.

مدون حياتي!

لهذا فأنا تقني التخصص، لكني أدون، وأدون في كل شيء، القهوة وصنع القهوة، مع أنى لم أدرس في الجامعة عن القهوة، بل حتى من أكواب القهوة والكراسي والطاولات أدرسها واراجعها وأدوّن عن تجربتي معها، فهل يجب أن يكون كل شيء أكاديمياً ليُسمح لي بالكتابة عنه؟

ألا يوجد في قاموس أولئك شيء اسمه بحث ودراسة وتعدد اهتمامات؟

يمكنك منذ اليوم وصفي بالمُدَوِّن الحياتي! مع أن لا وجود لهذا الاسم، فقد اختلقته للتو، لكن هل تلزمني شهادة في الحياة موقعة ومختومة من قبل بعضكم لتسمحوا لي بالكتابة عن الحياة؟؟

أكتب عن الطاقة الشمسية ولم أتخرج من جامعة الطاقة الشمسية (إن وجدت!) فهل هذا يعني أنه لا يُسمح لي بالكتابة في هذا المجال حتى من واقع خبرتي العملية فيه كمستخدم؟ وبشهادة الخبراء والمتخصصين صرت مرجعاً في وسائل التواصل الاجتماعي حول الطاقة الشمسية وكيفية استخداماتها مع أني لا املك شهادة اكاديمية فيها، فهل أن وهمي؟ وهل ما أقدمه وهم؟

مهارات

الإنسان كمية هائلة من المهارات، منها البحث والتقصي والتعمق في شيء وتجربته ومن ثم القدرة على نقل التجربة للآخرين بطريقة تحل مشكلة، أو تنشر وعياً أو تصنع حركة تغيير في المجتمع، فلماذا تحاولون طمس ممن لديه ما لا تحلمون على امتلاكه يوماً ما ولا أنتم قادرين على فهمه؟

لما لا تلتهون بهزيمة من ترونه غريماً لكم بالإنجاز والمنافسة في إظهار العمل بالطريقة الصحيحة في نظركم، بدلاً من التشويه والعربدة والصياح على الإنترنت من وراء حسابات وهمية كالأطفال ضد هذا وذاك تنشرون الكراهية والأكاذيب دون أتفه دليل؟

هناك من يرى المثل القائل “صاحب صنعتك عدوك” اسلوب حياة، وهؤلاء أسأل الله ألا أصادفهم حتى صدفة سواء هنا أو خارج الهنا، أيا كانت هذه الهنا تعني لكم!

مع هذا، فسيرتي المهنية موجودة على موقع LinkedIn بكل وضوح لمن يهتم بخبرتي التقنية فيما أكتب، وكذلك أنا أب لثلاثة أطفال، عاش طيلة عمره في ليبيا ولم يهاجر منها، درس فيها طيلة حياته وعانت عائلته ظلم النظامين السابق والحالي، يكتب في كل ما يهتم له دون تخصص.

للمزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *