تخطى إلى المحتوى
الرئيسة » المدونة » عبر وخلاصات 2022

عبر وخلاصات 2022

بالإضافة للعبر والخلاصات التي دونتها ونشرتها للعلن في موقعي هذا عبر السنوات الماضية، لا أجد الحقيقة ما ازيده عليها هذه السنة، حيث إن الأمر كان في البداية مجرد ملاحظات وبضعة أسطر، وحينما كبرت القائمة تبعها حديث مع صديق حثني على نشرها، وإلا لما رأت النور على الإنترنت.

المؤسف حين وجدت نفسي خلال الثلاث سنوات الماضية لم التزم حتى أنا بكل نصائحي، فخلال مراجعتي لكلماتي وكأن “علي” الذي كتبها يرمقني بنظرة اشمئزاز من ضعفي وخيبته فيما أنا عليه من فشل لعدم انصياعي وإتباعي لخلاصات وتجارب تتكرر كل سنة وأعيد مواقفها الحزينة بكل غباء وسذاجة دون قصد.

لكن أرى أن على الإنسان المحاولة في التغيير باستمرار، فعلى الأقل أستطيع تمييز الخطأ والصواب في أفعالي، حتى لو كانت صحيحة في منظور آخرين، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أنك ما دمت تخرج للمجتمع وتقابل مختلف اطيافه وتتعامل معهم، فيجب عليك تطوير وجه خاص تقابله بهم يختلف عن بقية الوجوه التي تقابل بها والديك، زوجتك، اطفالك وزملاء عملك، ومع كل هذه الوجوه المتعددة من اللازم جداً حتى أحتفظ بعقلي سليم أن يظل حسي وفطرتي سليمتين.

من المؤسف أن تعيش في مجتمع لا يمكنك أن تكون فيه نفسك على سجيتك والمؤسف بشكل أعمق هو أني أعلم تماماً أن هناك من سيقرأ السطر السابق ويشعر بأنني أبالغ وتخطر في باله أفكار ملونة قد يعتقد أني أنادي بها وتخالف الشرع والدين مثلاً، بينما الواقع كلنا نعلم أن مجتمعنا هو مجتمع مسبب للأمراض النفسية أقلها المرض الذي يفرض عليك الحصول على وجوه متعددة، لكننا فقط نكابر ونحاول اقناع أنفسنا أننا لسنا منا!

أدعوا الله أن أكون على الإنترنت بوجهي الحقيقي الذي عادة لا أستطيع أن أكونه على أرض الواقع.

ست عِبَر وخلاصات

  1. لا تنتظر من المجتمع أن يقدم لك أي شيء، سواء كان معنوي أم مادي ثم تلعن حظك، هذا هو مجتمعك، هؤلاء هم جيرانك وسكان مدينتك، توقف عن لعن الظروف وأعلم أن كل ما أنت فيه من نجاح وفشل هو أولاً بتوفيق من عند الله ثم بسبب نتائج ما تفعله، فأعمل على تغييره إذاً.
  2. ربما عليّ الرجوع قليلا للخلف وأترك الآخرين يخطئون ويتعلمون من تجاربهم بدلاً من اعطائهم النصيحة دون حتى إعطائهم الفرصة ليسألوني ويطلبوا النصيحة، ربما هذا هو جزء من عملية النضوج لهم؟
  3. إنجاز الأعمال بسرعة في الوظيفة قد يجعلها تبدو تافهة أو أنك قد قمت بتنزيلها كنموذج جاهز من الإنترنت، لهذا تريث وأعط لنفسك وقتاً ولا تكون متميزاً وسط بيئة عمل تعاقب المجتهد بإعطائه المزيد من العمل.
  4. لا بأس من استقبال التعليمات التي لم تتعود عليها في منهجية عملك، لكل مؤسسة ثقافة ولكل رب عمل طريقة وأسلوب، وعليك أن تكتسب مهارة التكيف ومعالجة كل المعطيات وتحويلها إلى نتائج قابلة للتنفيذ والاستهلاك، اعتبر أن هذا هو التحدي، كيفية تقريب وجهات النظر لتخرج بنتيجة ترضي الأغلبية.
  5. مؤسسة لا تقدم لك شيء تدوّنه في سيرتك المهنية، ابحث عن غيرها لأنها مقبرة بمعنى الكلمة، وأعدك أنك ستجد نفسك في يوم ما معتمد اعتمادا كليا عليها وقد صرت عبدا لها لأنك ستحتاج لسنوات لتعوض التأخر المهني الذي سببته لك حتى تقدر على الرحيل لمؤسسة أخرى.
  6. واظب على أن تكون صانع محتوى إيجابي على الإنترنت وقاوم الخوارزمية وحاربها وكن جزء من الحل لا المشكلة وشجع الآخرين ممن ينشطون ولا تبالي إن تجاهلوك وتعمدوا تقريعك والتندر بما تفعله، وتذكر ألا يسخر من الآخرين إلا جاهل وجب عليك الشعور بالشفقة عليه لا أن تحمل له الضغينة، اعتبرني مثالاً حياً أستمر لعقدين من الزمن في مقاومة الجميع، وأعتبر نفسي ناجحاً على الصعيد المهني والعائلي ولله الحمد، فإن استطعت فعلها فيمكنك كذلك فعلها أفضل مني لأن هذا الوقت يتوفر لك ما لم يتوفر لي من أدوات!
  7. تذكر أن لا تهزأ من المبتلى في بيته بوصفه بضعيف شخصية، فسيدنا نوح عليه السلام كانت زوجته عاصية؛ ولكنه كان عند الله صفياً، وسيدنا إبراهيم عليه السلام كان منبوذاً في قومه، ولكنه كان عند الله خليلاً، وسيدنا يوسف عليه السلام كان سجيناً، ولكنه كان عند الله صديقاً، وسيدنا أيوب عليه السلام أفلس بعد غناه؛ ولكنه كان عند الله نبياً، وسيدنا يونس عليه السلام غفل عن ربه طرفة عين؛ ولكنه كان عند الله رسولاً، فلا تسخر ممن يذكره الناس بسوء بالظن بأنه موضع شبهة، فسيدنا محمد صل الله عليه وسلم، قيل عنه ساحر ومجنون، ولكنه كان عند الله حبيباً، فلا تسخر أبداً وتجعل الناس هم المعيار لقياس الأمور، وعد دوماً إلى الأصل وأرجع المعايير لأساسها ونظف الصورة من كل الشوائب وتوكل على الله.

ختاماً

لا أجد ما أزيده عن الخلاصات السابقة، والتي يمكنك تصفحها من هذه الروابط:

* النقطة السابعة هي منشور انتشر على الإنترنت مؤخراً يستحق النشر كذلك لما فيه من عبر لكن لم أعثر على العثور مؤلفها الأصلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *