حفلة لتخرج اطفال ذوي احتياجات خاصة ودخولهم للصف الاول الابتدائي تتحول من يوم يجب ان يفرحوا فيه إلى يوم صاخب حار، وفي خضم “الفرحة” يركب الاهالي الى المسرح حيث الاطفال ويحدث تدافع وبكاء وصخب يفوق الخيال.
وفي تلك الفوضى والصخب والموسيقى اصعد لأجد ابني واقفا بين الجموع يلتفت يمينا ويسارا لايفهم اين هو ولماذا هذا الصخب العالي ولاعرف الى اين سيذهب وحين يراني ينادي “بااباااا” وكله نظرة لوم وعتاب وحزن وحاولت تدارك الموقف ودفع بعض اولياء الامور الذين صعدو خشبة المسرح لتصوير اطفالهم، بعد دعوتهم من احد المشرفين للصعود، وامسكت شهاب وقبلته من وجنتيه وقلت له “أهلا ياشهاب! اني آسف!”
اقتنصت بضعة صور لنا ثم نزلنا لنجلس في الفوضى مرورا بالفوضى التي نتجرعها يوميا ولنتفرج على الفوضى، وزعيق على المكرفون يطالب اولياء الامور بالنزول من على خشبة المسرح التي لن تتحمل وزنهم.
خلالها اغلق شهاب اذنيه من صخب الديسكو الذي – لسبب ما اجهله – اعتقد المشرفين انه سيبهج قلوبنا وقلوب الاطفال، حتى نوعية الاغاني كانت من نوع “انا سي السيد” وكاظم الساهر وتملقه وشبقه للأنثى كعادته ملقيا لاشعار نزار قباني، حينها ارتني ام شهاب سرواله من ناحية القدم، وعلامات دعس ارجل عليه!
المهم ان ابني نجح بالدخول للصف الاول الابتدائي ولله الحمد، وفي نفس الوقت اشعر بالأسى والاسف لأني سمحت له بهذه الذكرى السيئة.
سامحني ياولدي.
والله منذ رجعت للبيت وانا احلم بتلك الفجوة بين الزحام والتي رأيته عبرها في لحظة الضياع تلك يتلفت يمينا ويسارا حتى جئته ليرمقني بنظرة اللوم تلك.
لم يبتسم، حتى حققنا مطلبه “نبي الحوش” وكنا سنأخذه لمنتزه يلعب فيه لكنه قرر ان يبقى في “حوش نينا”.
لاتفهموني خطأ فمدرسة شهاب ومعلميه لهم الفضل وكذلك والدته، بعد الله تعالى في تقدمه وتحصيله العلمي، لكن اليوم كان كابوسا يطول الحديث فيه وقد اختصرت لكم هنا آخر نصف ساعة منه فقط.
نحن شعب فوضوي لايعتبرها عملا سلبيا، بل نستغرب ممن يصف الفوضى بالفوضى طالما نحن نمارسها وسنرفضها فقط في “المرابيع” والمقاهي حين نكون بعيدا عنها، الا من رحم ربي.