تخطى إلى المحتوى
الرئيسة » المدونة » حراك مدني

حراك مدني

الحراك المدني في ليبيا يحتاج لوجود شريحة عريضة ومفقودة في المجتمع الليبي، ألا وهي شريحة المدنيين، للأسف العقلية ممحية وغير موجودة، وحمية الجاهلية هي التي تحكم، نصرة الأخ وابن العم والقبيلة وحتى إبن الجيران هي الفاصل لفك أي نزاع، أو حتى بدء حرب.

قفل الطرقات بواسطة مراهقين وأطفال
قفل الطرقات بواسطة مراهقين وأطفال

نحن للأسف أغلبنا همج رعاع، هذه معلومة أعتبرها شخصياً حقيقة أنكرتها لسنوات ثم وقفت عليها بعد سنة 2011، سنة كشف المستور وبداية تعرّفي على شعبي ومجتمعي دون فلترة وتزييف صحف وإذاعات القذافي، وأقول الأغلب – لا الكل – لأن التعميم ليس من شيمي، وأعتبره جهل صريح لغياب إحصائية علمية دقيقة، لهذا سأظل معتمداً على ملاحظتي الخاصة من واقع ما أعايشه من أحداث في محيط العمل والأصدقاء والمجتمع، وهي وجهة نظر تختلف من شخص لآخر حسب التربية والقيم التي يحترمها ويطمح لترسيخها والتي يبني عليها تصنيفاته وإستنتاجاته.
حتى في حراكنا الذي نسميه “سلمي” نحن همج، فطرق التعبير الوحيدة هي التكسير والتخريب وقفل المؤسسات ونشر ثقافة الدمار والإرهاب بالسلاح، ثم التكبير والباسها ثوب البركة والدين دون الوقوف حتى على حديث شريف أو آية قرآنية بل تقام الحروب لمجرد نعرة قبلية أو فتاوى ترضي غرور فئة دون أخرى!
صار الدمار والقتل وإستحداث كوارث سكانية لآلاف العائلات، نصر يستحق التهليل والسجود للشكر!
الإختطافات والإغتيالات صارت لغة الحوار، وآخر ماتفتق عنه ذهن الليبي الحر الأبيّ كان نصب المشانق لدُمى في ميدان يبدو أن الأصوب إعادة تسميته “الساحة الخضراء” مع أنغام الزعيق بإسم الثورة ودون الالتفات إلى الوحدة والحرية والنماء وتحريك عجلة التطور وبناء المؤسسات والدفاع عن المضطهدين الذين قامت الإنتفاضة الليبية سنة 2011 لأجلهم لا عن طريق من يتصدرون المشهد اليوم، بل عن طريق أمهات طاهرات لسجناء الرأي في عهد القذافي.
وعلى كل حال، يبدو أنه لا ثوري خارج اللجان الثورية، وفبراير أبداً، وإلى الأمام، والكفاح الثوري مستمر!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *