تخطى إلى المحتوى
الرئيسة » المدونة » خذني خارجاً من فضلك!

خذني خارجاً من فضلك!

نحن بحاجة لبرنامج أو مكان أو شيء ما ليأخذنا خارج قوقعتنا.. نحتاج لبرنامج يكسر قيود هذا المحيط المحدود ويسافر بنا لمكان آخر كله الوان.. شيء جديد جميل ومثير نتعرف عليه لأول مرة عبر كلمات أو صور أو حتى صوت.
إن العالم كبير وواسع، وإن حاولت تخيل ما يحدث الآن خلال دقيقة واحدة فقط في كوكبنا لكان كفيلاً بإعلامك حقيقة حجمك.
نحتاج إلى رشفات يومية صباحاً مساءً من أكسير حياة يفتح عيوننا على بشر آخرين فنعيش حكاياتهم وقصصهم.. نجاح وفشل.. فرح وكدر.. نريد وسيلة ما تصبح السبيل للوصول إلى كل الناس دون قيد وفي أي وقت.
لكن لحظة، ألا يوجد حتى إختراع واحد يلبي لنا هذه الحاجة؟
قررت سماع الراديو لعدة أيام أثناء ذهابي للعمل صباحاً وعودتي للبيت مساءً وقد شعرت بخيبة الأمل العديد من المرات.. فكما بدا لي جلياً، حتى مشاهير الراديو تنعقد السنتهم ولا نسمع منهم مجهوداً يشكرون عليه، أغلب برامج الحوار الصباحية والمسائية مجرد سؤال ساذج عبيط سخيف يتم طرحه على المستمعين بإنتظار رسائلهم التي سيتم قرائتها علينا، عدا تلك البرامج الدينية التي تناقش اموراً تمت معالجتها ونقاشها بذات الطريقة والأسلوب بلايين وبلايين المرات.
تمنيت وجود برنامج حواري بين إثنين أو ثلاثة – دون مشاركة المستمعين- يتم فيه طرح قضية ما ونقاشها من كل النواحي، المادية والروحية وربما حتى الفلسفية مع مقارنتها بدول أخرى وطرح ماتم الحديث حولها لنا بلغتنا.. بمعنى آخر، هدرزة بسيطة دون تطرف أو تعقيد تأخذني من همومي.
أريد الخروج من إطار هذا الهم اليومي الذي يلازمني مع تغير مسمياته، لكن مهما فعلت فستجد شيئاً يشغل بالك فتفكر فيه، وسترغب في الهروب منه حتى لمدة دقائق ولابأس من الرحيل إلى أفكار وعقول أخرى، كسماع حكاية أو قراءة كتاب ومشاهدة فلم.
أخرجني من إطار هذه الصورة المسطحة، من هذا الزحام، من وظيفتي، من مسؤولياتي، من هذا الطابور الطويل، من ضجيج إبني ودخان سيجارة صديقي.. بالله عليك خذني إلى مكان آخر!
إن ما يتم طرحه علينا كدواء للهروب من هذه الهموم هو أصوات سمجة لعتاه يتبجحون بفحولتهم وأخريات بميوعتهن، مرة عبر أغنية ومرة اخرى عبر سخافات لامعنى لها مكررة بليدة!
خذني خارجاً من فضلك، وكن حكيماً في إختيار تأشيرة الرحلة.. كن بارعاً بحق، عدا براعة طرح علامات الإستفهام دون حلول.. خذ بيدي ولاتكن سبباً آخراً يزهق كبدي.

3 أفكار بشأن “خذني خارجاً من فضلك!”

  1. أخي علي كلنا حتاج هذا الخروج.
    لكني أنصحك بتجربة استقطاع ساعة من يومك، والانعزال في مكان لا يتواصل فيه معك أحد ولا تتواصل فيه مع أحد. أغمض عينيك ولا تفكر في شيئ.. ليكن المكان غرفة.. منزل قريب.. مكان بعيد.. عن نفسي أقوم بهذا الأمر بين الفينة والخرى وهو مفيد.

  2. قد تختار التوقف عن الاستماع لها جميعا … و لا تعود اليها ولا تطلب من احد ان يعطيك هذه التأشيرة فتخلقها لنفسك …
    اعدت ان استمع فقط للذبذبة 104.6 و ان كنت اعرف جيدا ما سيبث فيها كل مرة …
    و نصيحة الاخ رامز ايضا جيدة … ان تخلق لنفسك مناخا بك خاص … بعيد … تسعى لتحقيق شيء ما انت تريده بما استطعت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *