تخطى إلى المحتوى
الرئيسة » المدونة » ظاهرة هدم القبور في المساجد

ظاهرة هدم القبور في المساجد

حين نرى اليوم في المشهد الليبي حديثاً يتناول ظاهرة هدم الأضرحة، نستغرب سبب ربط الأصنام بالأضرحة؟
الأصنام صنعها البشر ليعبدون مايؤمنون أنها روح تسكنها، ووجب تدميرها لأنها من صنع البشر لأجل العبادة وهي شرك بالله.
الأضرحة التي يتم هدمها اليوم والأمس قد دفن فيها بشر مؤمون لم يطلبو من أحد أن يأت لعبادتهم وتقديسهم، ومايحدث من شرك فيها لاذنب لمن دفن فيها، بل هي ذنب يقترفه فاعليه، فكان الأولى هو معاقبة المذنبين ثم تنظيف هذه الأماكن من التشوهات التي حدثت وإزالة المعالم الشركية وترميم المكان وصيانته ومن ثم وضع من أو ما يمنع حدوث هذه التجاوزات مجدداً.
مازالت معابد المسيح واليهود بل والهندوس والسيخ وتماثيل بوذا وآثار الأولين في كل أنحاء العالم الإسلامي حتى بعد أن دخلتها الجيوش الإسلامية الفاتحة سواء في الصين أو أفغانستان أو مصر أو شمال أفريقيا، فهل نحن أعلم منهم أم أكثر تقوى؟
ما علمنا بمسلم يفجر آثار إسلامية إلا المنبوذين المكروهين منهم كالبرامكة والحجاج، التاريخ كرههم والبسطاء والعلماء ينبذونهم، ما هدمه السلف الصالح هو أصنام الآلهة التي تعبد، نعم اليوم هناك من لديه خطأ وانحراف في العقيدة لكنه لم يصل إلى تأليه البشر ليعبده من دون الله، أتباع سيدي عبدالسلام مثلاً، يستنكرون هذه التهمة دائماً.
إنك لا تقطع إصبعك لمجرد أن تؤلمك “تالولة” فيه، كان بالإمكان منع الناس من الطواف عليه بسرية شرطة أو جيش والبدء في نشر حملة مكتوبة مرئية تحرم التطواف والسؤال بدل الله.
كان بالإمكان عمل حتى مؤتمر أو نشر مطويات وملصقات طوال سنة بدل هدم مبنى ومكتبة كان بالإمكان أن تكون مورد رزق سياحي لأهل زليتن بشيء من الذكاء، بعد تحويل هذا المبنى الجاهز إلى مكتبة عامة أو متحف أو مبنى تاريخي يبرز قصة بعض رموز نشر الدعوة الإسلامية في زليتن ومنهم صاحب الضريح الذي أساء الخلف فهم مقاصده.
نحن بحاجة إلى فهم تاريخنا ومعنى الآثار، إنه هؤلاء المهدمين لم يزرعوا سوى المزيد من العناد والكراهية والحقد التي ستستمر في التوالد طيلة السنوات التالية، فالعنف لا يولد إلا العنف، ولكم في المردوم أسوة سيئة في ذلك، البسطاء لا يفهمون العنف إلا على أنه تحدي لهم، البسطاء علاجهم المزيد من الصبر والتوعية.
الإستفادة من الحجر المبني بدل تهديمه هي ثقافة إكتشفت انها مستحيلة في ليبيا، ودائماً ستجد من يبرر لك الخطأ.
الليبيين لم يتفقو جميعاً على هذا الفعل، فأين الديمقراطية التي إستشهد لأجلها آلاف الليبيين؟؟ هل تم إستفتاء كل الليبيين حول طريقة التعامل مع مسألة الشرك بالله التي تحدث في الأضرحة؟
قد نتفق على المبدأ، لكننا بالتأكيد نختلف بشدة في طريقة التنفيذ، وأرفض بكل جوارحي أسلوب الوصاية على الليبيين ومعاملتهم وكأنهم لايعرفون مصلحتهم.

سيدي الشعّاب، معلم من معالم مدينة طرابلس، تحت الهدم
سيدي الشعّاب، معلم من معالم مدينة طرابلس، تحت الهدم

مثال يحضرني وأنا أقرأ مبتسماً تعليقاً لصديق صغير السن يخبرني أنه لا إستفتاء في شرع الله، فجاء تعليقه كمبرر للهدم ومطالباً ضمنياً بعدم حديثي في الموضوع حتى، لأنه ليس من حقي إستفتاء الناس في شرع الله – على حد قوله – وبالتالي لايحق لنا النقاش فيه، وهو أسلوب إقصائي أرفضه بشدة، فعلى سبيل المثال، حتى القرآن الكريم لي كامل الحق في التشكيك فيه والسؤال فيه حتى أقتنع به، فهكذا تكسب العقول والقلوب معاً، لا بالإقصاء وتكميم الأفواه.
المثال.. جامع جمال عبدالناصر الواقع في ميدان الجزائر بالعاصمة، في يوم من الأيام كان أكبر كنيسة للمسيحيين بطرابلس، وفيها صنم وصليب للمسيح – أستغفر الله – وكان كل يوم فيها يتم الشرك بالله جهاراً نهاراً امام العالم اجمع.
اليوم هي مسجد.. يعبد فيه المسلمون الله.
لم يتم تهديم حجر واحد.
جامع جمال عبدالناصر الواقع بميدان الجزائر
جامع جمال عبدالناصر الواقع بميدان الجزائر

 
جامع جمال عبدالناصر الواقع بميدان الجزائر
جامع جمال عبدالناصر الواقع بميدان الجزائر

هذا ما فعله المسلمون للمشركين المسيحيين قبل سنوات.. فماذا سيسمي التاريخ مايفعله “مسلموا” اليوم؟
الخلاصة، حتى لايتم تكفيري ممن لايقرأون ويقفزون بين السطور: نحن نتفق على المضمون، لكننا نختلف في طريقة التطبيق، وكل خوفي أن نكون قد هدمنا الحجر وبقي حجر العقل كما هو، أي أننا غيرنا السهل وهو القشور، ولم نلمس بعد لب المشكلة وهي عقل البشر، فكل ثورة يجب ان تصحبها ثورة عقلية تنويرية، وإلا فهي مجرد تنفيس عن فورة عصبية لافائدة لها.
ولمن لايقتنعون بحديث صعلوك مثلي، أدعكم مع هذا الفيديو فيه الشيخ الشعراوي يرد على المتشددين في وجود القبور في المساجد، ولمن لايقدر على مشاهدة الفيديو، ولأهمية الأمر ها انا أقتبس لكم بداية الحوار:

قال المذيع للشعراوي: لو أن رجلا تبرع ببناء مسجد وشيد لنفسه بداخله قبر على نفقته الخاصة فهل هذا جائز؟
فأجاب الشعراوي: ايوه ولا فيه شيء!! أحنا النبي مهو قبره في المسجد، والأزهر موجود وقبور الأولياء كلها في المساجد.
التنطع ده سبنا منه!
جايبين دليل ما يعرفوش هم مستدلين به ازاي!
يقلك: ( لعن الله من أتخذ قبور أنبيائهم مساجد ) مش دا الشاهد من الدليل بتاعهم؟
قله: أنتم أغبياء في الاستشهاد!
ما هو القبر؟ أيه القبر؟ عرفني القبر هو ايه؟ ما هو القبر؟
فقال المذيع: هو المكان…
فقاطعه الشعراوي قائلاً: الذي فيه جثة الراجل. هل هذا اتخذ قبراً؟ اتخذ مسجداً ؟ ولا معمول عليه سور حتى بيسموه ايه؟
فقال المذيع: ضريح.
فقال الشعراوي: لا دا الاسم الضريح، إنما يسموه ايه ؟! شيء لا يتعدى عن ( كلمة غير واضحة ).
فقال المذيع: مقصورة.
فقال الشعراوي: مقصورة؛ معنى مقصورة يعني أيه؟ مقصورة على الدفن لا تتعداه لأي حدث.
فمن أين جاء القبر صلاة؛ مصلى،أغبياء يا أخي!
نقلهم باء روحوا اهدموا القبر بتاع النبي ! فإن قيل خصوصية للنبي قله: لا أبوبكر مدفون فيها وعمر.
ونصلي في الصفة والقبر أمامنا !! ونصلي في الروضة والقبر على يسارنا ونصلي في منزل الوحي والقبر على يميننا ونصلي في المواجهة والقبر خلفنا.
إذن القبرية لا دخل لها. نعم.
مش حنستدل عليهم: ( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً ) ولم ينكرها الله.

من فضلك شاهد الفيديو كاملاً لتعرف المزيد من القائق التي قد تكون غابت عنك! وحتى وإن إختلف العلماء حول جواز وجود قبور داخل المساجد من عدمه، نحن قد نتفق على المبدأ، لكننا بالتأكيد نختلف بشدة في طريقة التنفيذ، وأرفض بكل جوارحي أسلوب الوصاية على الليبيين ومعاملتهم وكأنهم لايعرفون مصلحتهم.
http://youtu.be/2a5RCuKWad4
 

5 أفكار بشأن “ظاهرة هدم القبور في المساجد”

  1. تعرف يا عليوه .. انا قبل نحترم فيه الشيخ الشعراوى .. لكن ربنا يغفرله ..والله مايستاهل الاحترام .. شخص ينعث أئمة الامة بالاغبياء لمجرد انهم اختلفو معاه .. مايستحق الاحترام .. !!!
    و نعتهم بالاغبياء .. يعنى انهم مشايخ لا يجدر اتباعهم ولا السماع لفتواهم …و هذا كلام باطل !!!
    اولا .. يأتى بذليل و يعبث بمعناه .. !!! .. الحديث صريح .. بما معناه ( لعن الله من اتخدو قبورهم مساجد ..) … فا ليش يتفلسف فى شكل القبر و مكان الصلاة من القبر .. و يحاول يفهمنا انه المقصود من اتخاد القبور مصلى ..انه القبر نفسه هو مكان الصلاة …!!!!!…
    ثانيا .. هو يستعبط و يتجاهل انه قبر الرسول صلى الله عليه و سلم و صحابته ابو بكر و عمر رضى الله عنهما انهم دفنو فى بيت النبى . بيت السيدة عائشة رضى الله عنها .تحديدا .. و عمر استأذن السيدة عائشة .. و كانت بعد ذلك تدخل تلك الحجرة بكامل حجابها … !! يعنى قبورهم الثلاثه عليهم السلام كانت خارج المسجد … و لكن بعد التوسعه .. شمله المسجد و هذا خطأ … و ربما بتقدير من الله و فثنة جعلها الله ليمتحن الناس ….. فسبحان الله فى البشر ..
    ثم لنأتى للاية القرآنية من سورة الكهف … واضح من سياق الآية …و حسب فهمى القاصر ليها و من غير ما نراجع كتب التفسير .. انه قوله تعالى ..( قال الذين غلبو على امرهم لنتخدن عليهم مسجدا….) .. واضح من الصيغة انها صيغة استهجان … و إنكار … يعنى من باب اولى اننا نتجنب الشئ هذا .. درأً للفتن ….
    يعنى هكى عندنا حديث شريف …و … آية كريمة …
    و الفطرة السليمة .. تقول … ابتعد عن الفتنة .. يعنى القبور وجودها فى المساجد خطأ

  2. بغض النظر عن مضمون قول الشيخ الشعراوي رحمه الله، فلست أحب أبدا أن يصف متحاور أشخاصا آخرين بصيفة تقل من قدرهم مهما كان الأمر، فبالأحرى من شيخ له قدره كالشعراوي.. في الواقع لم أكن أتوقع أن أسمعه يصف من يخالفه بالغباء، فهذا كاف ليجعلني أغض الطرف عما يقوله، وأبحث عن أقوال لعلماء آخرين غيره..
    بالنسبة للموضوع يا ابن العم، فأنا أوافقك حتما على ضرورة الحفاظ على الآثار، لكن المشكلة أنها في مجتمعاتنا العربية الإسلامية خلقت شركا بائنا نخر عقول العباد، ويبقى الحل الحقيقي في التربية الصحيحة، واستغلال القنوات الإعلامية وغيرها التي في يد الحكومة لتصحيح هذه السلوكيات..
    شخصيا لا أجد أصلا من المنطقي أن أتبرع ببناء مسجد ثم أطلب بدفني فيه بعد موتي!!!

  3. كان من الاجدر ان تقفل هذه الاضرحة حتى تهدى البلاد ويتم النظر في تلك الاضرحة وكيفية معالجتها , لاان يتم تحطيم مباني تاريخية ذات دلالات لشعب ليبيا والبلاد العربية , نرى العالم الاخر هناك من يصطنع لنفسه تاريخا حتى من وهم ويصل احيانا الى سرقة اثار من دول اخرى ونسبتها اليها . لك الله ياليبيا.. في هذا الزمن الذي امسينا نتنكر فيه لامسنا ..هدى الله الجميع.

  4. قد أوافقك أن ضرب الضريح بــ 106 ليس طريقة سوية .. أقول أن هذا لا يسوغ لك أن تشن هذه الحرب على من قاموا بالهدم .. يعني كون ان الطريقة ليست جيدة وجاءت النتيجة كما يريد الكل .. مثلا ثورة 17 فبراير ما هدفها إسقاط الطاغية القذافي .. الطريقة ماذا سببت .. سفك دماء عشرات الألاف واستنزاف لثروة البلاد .. والناتو يضرب في مقدرات البلاد من المخازن .. لكن عندما جاءت النتيجة بإسقاط القذافي .. لم يعقب أحد على الطريقة و كلنا رضينا لأن الهدف المنشود قد حصل وهو إسقاط النظام والحمد لله .. نزل هذه النظرية على هدم الأسمر و الشعاب وغيره .. الهدف المنشود إزالة الشرك .. الطريقة : التفجير .. النتيجة تم إزالة الشرك .. خلاص المفروض الكل يرضى وما يحتجش بأن الطريقة كانت سيئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *