تخطى إلى المحتوى
الرئيسة » المدونة » غذاء دجاجي مع مساء ضائع توصيلي!!؟

غذاء دجاجي مع مساء ضائع توصيلي!!؟

كان صباحاً رائعاً اليوم.. منذ بدايته الشمس والسحب قالتا لي ذلك..

ذهبت للعمل منشرحاً وعلى أنغام Yanni الحالمة وقد مر الوقت بسرعة كبيرة، على فكرة، من منا لاحظ أن الوقت يمر بسرعة حين نكون منسجمين في العمل؟ ألاحظ هذا الأمر على الدوام وهذا ماحدث معي اليوم، كان كل شيء على مايرام عدا قلقي حول زميلي سيف المريض النزيل في عيادة الهلال الأحمر، لديه حمى بسبب فيروس (ما) في الجو وحرارته مرتفعة..

ذهبت إلى المصرف مع عبدالمنعم لصرف بعض النقود وفي الطريق صادفنا إبن خالتي سراج، حييته مع أني لدي موقف معه، رد التحية بطريقة جعلتني أشك أنه لم يقصدها، فقد رأيت نظرة المفاجأة في عينيه.. على كل حال، لا أكرهه فقد فعل فعلته بسبب طيشه ووسوسة الشيطان له.. كذلك قابلنا باسم، زميل قديم كان يعمل معنا، ذهبنا للمصرف وأكملنا أعمالنا ثم عدنا للعمل..

بعد سويعات جاء رضا أبو غريس داعياً لنا على وجبة غذاء عبارة عن قطع دجاج مع أصابع بطاطا من محل الشراع، في البداية لدينا زميل يحب المزاح أخبرنا أن السبب هو خطبته، فهنأته، لكن إكتشفنا أن السبب هو لأن رضا صار أباً لأبنة سماها ملاك! نظرت لعماد نظرة ملؤها الغضب لأني اكره هذا النوع من المزاح حيث يختلط فيه الجد مع المزاح فلا تعرف أيهما. :-[

ما جعل الجلسة مميزة هي أن المدير العام صاحبنا في الغذاء! لم يأكل معنا لكنه ظل يدردش ويسأل عن كم نملك أخوة وأخوات ومن لديه أكبر عائلة!

إنتهينا من الأكل حينها كان الجميع يعلق على كيفية أكلي بالسكين والشوكة، بينما الجميع كان يأكل بيديه العارتين (دون غسلهما بالطبع) كان الأمر مقززا بالنسبة لي، لكن هكذا تعودت من الناس، الإنتقاد لغرض الإنتقاد ليس إلا!

عدت للبيت مسرعاً، وفي الحديقة لاحظت برميلاً جديداً فانحنيت وكل فضول لأرى ماداخله فوجدت سكان البيت الآخرين فيه..

سلاحف النينجا!!!
سلاحف النينجا!!!

يبدو ان أبي وضعهم هنا حتى لايضيعوا في حديقة البيت الكبيرة!

حين صعدت للمنزل ذهبت إلى النوم مباشرة إستعداداً لمحاضرة اليوم.. لكن قبل المحاضرة بساعة تماماً إستيقظت منزعجاً على إتصال من الأستاذ ليعتذر عن حصة اليوم من الدورة!! قال أن والدته مريضة ويود إيصالها إلى المستشفى، لكني لم أهضم العذر، أظنه لم يجهز المعمل فأجل الموضوع فقط لا غير! فلو كانت والدته مريضة بالفعل لأوصلها وأوكل أمر الإتصال لمدير المبيعات أو حتى السكرتيرة!

على كل حال، كانت مكالمته دعوة صريحة للعودة إلى النوم من جديد!

إستيقظت متأخراً لتصفح الإنترنت، ولي فترة طويلة لم أقرأ Google Reader فوجدت بإنتظاري 147 مقالة!!!! من المستحيل قرائتها جميعاً فبقيت أختار وأفاضل بينها، ثم بالنهاية تجاهلت معظمها.. وفي ذاك الوقت عبرت عن شعوري بالجوع لزوجتي فأخبرتني انها ستطبخ شيئاً أحبه!

لم أدري إلا ونادت علي لأجد صحناً يتفوق على أي طعام في أفخر محلات العالم، إنه صحن معكرونة من يدا زوجتي..

معكرونة بالصلصة مع الجبن
معكرونة بالصلصة مع الجبن

إنتهيت من “مَهمّة” الإلتهام وقد كنت أفكر خلالها في رغبتي في شراء صوّارة إحترافية بدلاً من صوراتي الحالية والتي من نوع “صوب وألتقط” أو Point & Shoot وقد وقع إختياري على صوارة Canon EOS Rebel XSi المحترفة والتي أظنها ستشبع كل حواسي ورغباتي في التصوير.

أعشق تصوير الطبيعة خصوصاً الغروب والشروق بالإضافة للصور المقربة للنباتات والحشرات فما رأيكم؟

بعد الطعام بقيت أتصفح الإنترنت لفترة لابأس بها، بينما زوجتي تجهز البيت والتنظف هنا وهناك إستعداداً لأمرين، اولهما أن اليوم هو  ثاني يوم في مناسبة عائلية ويتوجب علي إيصال الزوجة إلى مكان حفل بعيد مما سيستهلك طيلة المساء في التوصيل، كذلك لدي عمل متأخر علي إنجازه في العمل لولاه لخرجت مبكراً لملاقاة بعض الأصدقاء، لكن لأن مُجبر على البقاء في البيت بسبب كتابة تقرير هام، ضاع المساء!

ثاني الأمرين أن شهاب يعاني من إضطراب في نومه فقررنا أن الأنسب له هو أن تبيت زوجتي ليلتها في بيت أهلها لتساعدها والدتها في تنظيم نوم شهاب على مدار يومين تقريباً هما الجمعة والسبت، حسب مايستجد في حال شهاب ونومه، لهذا توجب علي إيصال زوجتي من الحفل إلى بيت ذويها مباشرة وخلال بقائها في الحفل بقي شهاب معي في السيارة لأنها لن تبقى اكثر من نصف ساعة، لكن شهاب بدأ في البكاء، والبكاء الشديد فبقيت أتأرجح بين ان أحاول تهدئته أو أفسد ليلة زوجتي في الترويح عن نفسها في الحفل؟

إنطلقت بالسيارة داعياً المولى عز وجل أن يلهي تحرك السيارة وتفاوت الأضواء شهاب فيهدأ قليلاً وقد هدأ لبعض الوقت مما اتاح لي التوقف على محل على الطريق وشراء بيتزا وحين بدأت في اكلها عند ثالث أو رابع قضمة تعرفون تماماً ماذا حدث؟ لقد عاد شهاب ليبكي بشدة هذه المرة، اوقفت السيارة وبقيت أكلمه وألاعبه، لكنه كان يعاملني وكأني غريب عنه مما أحزنني بشدة، شعرت بالفشل لكن في حالة الحزن يأتي العقل فيستلم زمام الأمور دوماً، فقال لي: لاعليك، أنه صغير لايفقه إلا أمه!

عدت ببطء لصالة الحفل مهاتفاً زوجتي أن تخرج لأني فشلت في محاولة إسكات شهاب وقد مر على بقائها أكثر من نصف ساعة بقليل، وكنت أنوي أن أدعها تستمع بوقتها حتى تكلمني هي، لكن قدر الله وماشاء فعل، خرجت مع والدتها لتستلم شهاب جدته ويسكت ذاك الخبيث أمامهما وكاني كنت أختطفته منهما

أوصلتهما لبيت العائلة حيث كانت الطريق هناك عبارة عن خنادق وكأن هناك خلد ذو مخالب حديدية ظل يبحث عن طعام عشاء في المنطقة، حفر عشوائي سيبقى لأشهر على ما يبدو كما كان عليه منذ شهر مضى.. هكذا هي الحال في تصليح الطرقات بليبيا، يحفرون، يختفون لأشهر بل وقد تمضي سنة فيعودون ليسدوه، يبقى الأمر لأشهر ثم يتذكرون انهم قد نسوا العدة تحت الأنقاض فيبحثون عنها مجدداً، اظن أنهم سيظلون يبحثون عن شيء هناك طيلة حياتي وساظل أرى الحفر في طرقات وشوارع مدينة طرابلس لأحفاد أحفادي. اعتذر عن هذه النظرة السوداوية.

عدت للبيت بعد توقفي على محطة بنزين لـ(ـفلفلة) خزان الوقود على حد قول منير (حقوق المصطلح “فلفلة” © محفوظة لمنير)

البيت كان هادئاً، لوهلة بدا الأمر مريحاً فيمكنني فعل ما أريد، مثلاً أفتح الحاسوب وأقضي الوقت أقرأ أو أتفرج على مسلسل من مسلسلاتي المفضلة دون أن يقاطعني شهاب على سبيل المثال، لكن فجأة عم الجو كآبة لأني تخيلت نفسي دون زوجة ولا إبن، تخيلت أني حُرمت منهما؟؟؟ إن الأمر أشبه بجهنم بالفعل، تنتهي الحياة بالفعل، إن حياتي بدأت يوم تعرفت على زوجتي، قبلها كنت لا أدري إلى أين هي النهاية، مع زوجتي عرفت ان لي هدفاً أود الوصول إليه، ليس البازين بالطبع 😛 بل أهداف أخرى لن يفقهها أعزب!

محصلة اليوم كانت = سعادة.

5 أفكار بشأن “غذاء دجاجي مع مساء ضائع توصيلي!!؟”

  1. تنبيه Pingback: Tweets that mention غذاء دجاجي مع مساء ضائع توصيلي!!؟ -- Topsy.com

  2. ربي يحميك ويحفظلك زوجتك وابنك واظن انها دعوة للزواج لكل عازب يظن ان حياة العزوبية هي الافضل…

    عزيزي لديا طلب صغير أو ربما اقتراح ولك كامل الحرية ….أرجو ان تسمح ل زوجتك في تدوينة خاصة بها علي صفحاة مدونتك ولنقل يوميات ام شهاب أو هذه حياتي أم شهاب …
    ولك مني فائق الاحترام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *