تخطى إلى المحتوى
الرئيسة » المدونة » قصة البعوضة اليتيمة!

قصة البعوضة اليتيمة!

بعوضة

بطلة قصتنا هي بعوضة ترعرعت في كنف ذبابة عاقر (ما تجيبش في صغار) وذلك بعد أن انتحر والد هذه البعوضة بقذف نفسه في فنجان من الشاي الساخن ليلقى حتفه على الفور، بعد أن ضاقت به سبل العيش الكريمة وبعد أن شن الناس حرباً شعواء على البعوض حينما شاع عن تسببه في نقل مرض “حمى الوادي المتصدع” فلم يطيق العيش بعد أن سُلبت كرامته، أما والدة البعوضة فقد أُصيبت بشلل نصفي أقعدها عن الأكل وذلك حينما تمكن رب المنزل الذي يعيشون فيه، من إصابتها بالمبيد الحشري مما أصابها بهذا الشلل وسرعان ما فارقت الحياة متأثرة بتلك الإصابة الجائرة.

فعاشت هذه البعوضة في رعاية الذبابة العاقر وقد رعتها أحسن من والدتها وعلمتها فنون الطيران والمراوغة التي يشتهر بها الذباب ويفتقدها البعوض وبرعت صغيرتنا في تعلم هذه الفنون وعاشت حياة سعيدة في منزل خشرتها (أي من تتغذى عليه) وهو رجل من عامة الناس ويعمل بوظيفة متواضعة في إحدى الوزارات الحكومية وكان هذا الرجل مثالاً للشرف والنقاء والأمانة أما ربة المنزل (زوجته) فقد كانت امرأة فاضلة تربت على التربية الإسلامية الصحيحة وكذلك أبنائها الثلاثة وكانت حالتهم المالية متواضعة جداً لقلة راتب هذا الرجل وعدم وجود مصدر آخر للدخل.

وقد عاشت بعوضتنا في حب وسلام مع هذه العائلة ولكن كان دم هذه العائلة يفتقد للكثير من الفيتامينات والحديد ونقاء الدم فكانت البعوضة هزيلة حتى إنها إذا حضرت عرس لإحدى صديقاتها من البعوض لا تسلم من بعض التعليقات الساخرة عليها مثل (يا ربي… خيرك؟ شني الجماعة عندكم مدايرين رجيم؟) ومن مثل هذه التعليقات المزعجة وأكثر.

هذه البعوضة ذات مساء (وبما إنها في سن المراهقة) قررت وبدون علم أمها بالتبني أن تغادر هذا المنزل والذهاب إلى احد الأحياء الراقية لتستقر فيها وبالفعل نفذت فكرتها في اليوم الثاني فبعد أن حزمت حقائبها اتجهت عقب صلاة المغرب مباشرة إلى ذاك الحي الذي يبعد 1 كيلو متر وقد استغرقت رحلتها ما يقارب الـ7 ساعات متصلة وحينما وصلت إلى المنزل الذي وقع الاختيار عليه كانت هناك مجموعة من السيارات الفارهة (فيّة سابعة، صفط، جاقوار) وكانت جميعاً أحدث موديل فقالت لنفسها لقد أحسنت الاختيار فالكتاب يُعرف من عنوانه.

دخلت للمنزل مسرعة بعد أن أعياها التعب والجوع فلم تستطع الصبر حتى تتفحص الغرف بل ذهبت مسرعة إلى غرفة الحارس وشاهدت سيقانه (كرعيه) تلمع تحت إنارة الكشاف القوي فغرست أنيابها في (كرعين) الحارس وشربت ما يسند طولها ويقيها الجفاف الذي أوشكت علية فبعد أن انتهت ذهبت إلى (الحمام) اغتسلت وفرشت أسنانها (شوفوا تربية الذبابة) وأخذت قسطاً من الراحة ودخلت للفيّلا لتستطلع الأمر، أدهشها ما رأت من فرش وثير وتحف نادرة وفخامة التصميم ودقته فقررت تفحص أفراد هذه الأسرة الجديدة.

رب الأسرة الجديدة وهو مسئول كبير في نفس الوزارة التي كان يعمل بها رب عائلتها القديمة (يا محاسن الصدف) وزوجته التي تزن 100 كيلو (من النعمة) وبنت وولد وقد كانوا أسرة بالرغم من ثرائها الفاحش إلا إنهم متفككون اجتماعياً فكلاً إلتهى بنفسه ولا يوجد مواعيد محددة للأكل أو النوم فالزوجة تنام حتى الساعة الثانية ظهراً وكذلك يفعل الأبناء فأخذت بعوضتنا تقارن بين الأسرتين وكان الفرق واضح لصالح هذه الأسرة الجديدة والغنية جداً وحتى مذاق دم هذه الأسرة يختلف كلياً فطعمه طيب المذاق محملاً بجميع أنواع الفيتامينات من الألف حتى الياء والأرقام من واحد إلى الف بل ونقي جداً وليس به شوائب وحتى أنها لم تمضي في ضيافتهم سوى 3 أيام وقد تغير شكلها واحمرت خدودها وامتلاء جسمها (اللهم لا حسد).

لكن ذات مساء دخلت البعوضة إلى مكتب رب العائلة للتذوق من دمه إذ أنها قد لسعت الكل ما عدا هذا المسئول الكبير وقد كان يتحدث بالهاتف مع شخص آخر وسمعت ما دار بينهما وعرفت من يكون هذا المسئول انه (خانب) مختلس ويتقبل الرشوة بصدر رحب حتى يسهل أمور من يُرشيه وكذلك السيارات الواقفة أمام منزله ما هي سوى هدايا، والأرصدة في البنوك جميعها من باب الحرام فُدهشت وُصدمت هذه البعوضة وضربت بيدها على صدرها وقالت “يالهوي” (تأثراً بالمسلسلات المصرية) خانب؟ تحرم علي نقطة دم وحدة من هذا الدم الحرام (يا سلام على الأخلاق) فجمعت حوائجها على عجل ورجعت مسرعة لمنزلها القديم حيث تربت على المُثل والأخلاق، وهي تبكي طول الطريق على ما اقترفت يداها وما شربته من دم حرام بعد أن كانت تتمرغ في الحلال.

😀

الوسوم:

0 فكرة بشأن “قصة البعوضة اليتيمة!”

  1. هههههههههههههههههههههه
    باعوضة متربية ……
    بس والله المفروض ماترحل الي الفقر….
    تترك الناس الطيبة في حالها وخليها تنهش في النعمة 😉

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *