تخطى إلى المحتوى
الرئيسة » المدونة » أمنية.. ولحظة..

أمنية.. ولحظة..

في هذه الدنيا هناك أشياء تجعلنا ببساطة نقف عاجزين أمامها.. تحت سيطرتها.. فتمر لحظات ثم نكتشف مرور وهلة قبل زفرنا لآخر نفس.. بل أن عضلات فينا لم تتحرك عدا ذاك القلب النابض..

أفكر وأتذكر أني قرأت مثل هذه المشاعر هنا وهناك يكتبها أصحابها.. وقد ظننت أني مررت بها مرات.. لكن في كل مرة تضيع معالم تلك اللحظات.. وأنساها.. ربما لأنها ليست مهمة.. أو ربما لأن ذاكرتي تحذف القديم وتحتفظ بالجديد.. فالمساحة إمتلأت بالأفكار والذكريات والإستنتاجات حتى فاض كل شيء..


اليوم.. مرت بي لحظة.. أحاول منذ الصباح أن أطلق عليها وصفاً يعبر عنها حقاً.. لكني لازلت أحاول حتى الآن.. إذاً دعوني أسميها لحظة أمتنان.. أو… لحظة سعادة…. شوق…… حب؟ لا لا.. إنها كلها مجتمعة.. بالإضافة لأنها “حُلم” لطالما حاولت تخيلها فيه دون أن أفلح.. حتى كانت الحقيقة الخلابة.. حينما سرقت مني زمناً تجمدت فيه مشدوهاً بإبداع الخالق.. حينما نظرت لأحلى شيء رأته عيني.. فشعرت نفسي المتخاذلة أني لا أستحق هذه اللحظة..! لروعتها.. أو ربما لعُقدة نقص تعانيها..! لكن وبعد هنيهة أخرى إعترفت لي نفسي أنها غير قادرة على تحليل الموقف.. فإعتذرت عن ما حاولت التصريح به.. وتراجعت وأعلنت بكل إصرار أن هذه اللحظة ملكها وللأبد ليس لأحد الحق فيها سواها هي.. قالت نفسي: إنها لي أنا فقط..! فقط.. حتى شعرت أني أريد النط من مكاني وإخبار الجميع.. بل كل العالم بما أحسه..! بما أملكه..!

نفسي صارت تحلم.. فأخبرتني بهدفها الجديد.. حتى لا تضيع لحظة أخرى.. لن تحاول فهم هذه الرغبات.. أو ذاك الصمت الروحي خلال تلك الثوان.. بل فقط ستجعلني أعيشها.. وأحفظ أجزائها.. لأسترجعها عند كل الأوقات من بقية حياتي وحدي..

أحببت اللون الأزرق أكثر مما كنت أحبه.. بل عشقته.. وعشقت البُني بكل تدرجاته.. فصار كل الألوان التي تراها عيني.. صار النظر في تلك اللحظة يحرك شيئاً داخل صدري.. يدغدغه.. يبعث الإطمئنان فيه.. ويهمس له بإطمئنان.. “أنا لك..” فيدفعني للسماح لدمعة حب أن تنفلت.. فتعبر عن ما لم أستطع فهم روعته.

ذاك الشعور أحبه.. أعشقه.. ووالله أيها الناس إني أهيم حباً في من فعل بي كل هذا!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *