تخطى إلى المحتوى
الرئيسة » المدونة » طاقة مُـنفلتة!

طاقة مُـنفلتة!

يمضي اليوم مثل أي يوم آخر.. تزينه بعض المناوشات هنا وهناك حتى أحس أن إدراكي يزول يوماً تلو الآخر وأستعيض عنه بذلك الشعور الميت والتفكير البليد البطيء.. أحس بالإبتعاد عن كل ما كان يشغلني سابقاً.. وأشعر بالفراغ الداخلي في مكان ما.. وبت أتوق لقراءة كتاب دون أن تؤلمني عيناي التعبة.. وأتمنى أن أستوعب صفحة أو صفحتين خلال وقت قرائتها بدلاً من محاولة إستيعابها مرات ومرات.

يمضي اليوم مثل مئات أيام غيره أعتقدت أني قد عشتها عيشة إنسان.. لكني في أقصى درجات تركيزي وتفكيري أدرك أن علي اليوم تنقصه عدة أشياء.. حتى أني ما عدت قادر على الكتابة كالسابق.. وقد صارت الكلمات وعرة الخروج.. بل صار شعور السأم يسبقها ويجثم في طريقها مانعاً أي محاولة للإفصاح.

هل سيأتي يوم وأمضي لبيتي لأرتاح ثم أقضي بقية يومي؟ أم أني سأستمر في محاولة اللحاق بنهايته؟؟


كل ما أعلمه أن هذا له نهاية.. والحمد لله أحمده وأشكره كل يوم على نعمتي.. أجد في نفسي الصحة ما يريحني.. ولدي عائلة تحبني وتهتم لي.. وقد وجدت زوجة المستقبل وفتاة الأحلام.. وعش الزوجية في القريب سيجهز لنا إن شاء الله.. ومن ناحية المعيشة، لامشاكل والحمد لله.. أملك من الحب ما يكفيني وعشرة من أمثالي الجوعى!

ما الذي ينقصني حتى أمل من كل شيء؟

أنا نفسي أتسائل.. وفي نفس الوقت أشعر أن هناك ما ينقصني.. شيء داخلي يشعر أن هناك هوايات ونشاطات كنت اخوضها وأستمتع بها قد نسيتها.. من يومين أمسكت القلم ووددت أن أرسم مزهرية أمامي.. وتعثرت أناملي بمشقة ولم تفلح في رسم خط واحد متناسق.. وحزنت لضياع ما كنت يوماً ما مغروراً به.. وتذكرت أن الحاسوب قد قضى على عدة مهارات إكتسبتها منذ طفولتي.. فما أصعب إكتساب الأشياء وما أسهل فقدانها.

أحياناً كثيرة أفكر هكذا.. لكني في أعماق نفسي مؤمن بأن ما يحل لي الآن أفضل مليارات المرات من أي شيء قد مضى من حياتي القصيرة.. بل أني والله لا أبدله بحياة أخرى مهما كان الثمن.. لأن حياتي الآن فيها ما يزينها زينة ترد الأنفاس من بعد تعب.. وتطرب القلب من بعد كمد.. وتشعرني بملكي للدنيا كلها..! في حياتي ما تمنيته طيلة سنوات.. فيها من تخيلتها ونسجت حولها الحكايات.. فيها من حاورتها وحدي لساعات.. ولم أكن طماعاً فقد تمنيت مجرد وجودها في هذه الدنيا وفي هذا الزمن حتى وإن لم تشعر بوجودي لحظات وحدتها.. كنت أدعوا ربي كلما نهشتني وحدتي وأتمنى لدرجة إنفلات دموع صغيرة مني.. أن يجمعني بها.. لأني احتاج لها.. فهل تعلمون أنه قد حدث هذا؟ بل أني لازلت لا أدري كم من أفعال خير سأوديها لقاء ما حدث معي.. لو تعلمون كم أنا شاكر وكم أنا سعيد بحبيبتي..!

لا ادري ما كان حالي اليوم وهذه اللحظة دونها.. لا أدري ما كنت سأفعله.. ولا أدري الآن كيف تمضي لحظات يومي بعيداً عنها.. فإن غبت عنها فهي معي.. وإن نمت وحدي فهي معي.. لعله العقل الباطن يحاول أن يعطيني ما أريده.. حفاظاً على البقية الباقية مني.. حتى يجمعني يوم قريب بها.. وتتوج سعادتي بسعادتها..

أعتقد بالنهاية أني سأظل هكذا سعيداً تارة ومتشوقاً للمستقبل المضيء.. وتارة أخرى أستمع لجسدي وأتجاوب مع أنينه لكني أذكره بما هو فيه من نعمة.. فمجرد وجودها في حياتك يا ذاتي هي نعمة.. والأجمل إنها ستكون اماً لأطفالي إن شاء الله وحضنا يحتويني وأياهم إلى ما شاء الله.

أنا أحبها جداً !

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *