تخطى إلى المحتوى
الرئيسة » المدونة » الحوار العقلاني

الحوار العقلاني

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

قابلت ولا زلت أقابل الكثيرين ممن يضعون عيونهم في مقال أو كلام أحد ما ويقرأون ما هو مكتوب في عقولهم، يوجهون آذانهم وأبصارهم إلى محدثهم ولا يسمعون ولا يصدقون سوى أصوات في أدمغتهم، وأنا الآن أحدث كل فرد من أولئك الذين قابلتهم في حياتي… لعلهم يتعلمون درساً هنا وهو: تعلم أدب الحوار العقلاني، ولأني أشك في معرفتهم بأدبياته حتى هذه اللحظة فسألخصها لهم هنا في المحاور التالية:

1. استمع أو اقرأ جيداً ما يقوله محاورك لأكثر من مرة بنية حسنة نسبتها 100%.
2. دوّن ملاحظاتك عنه.
3. أشكر محدثك على حججه التي أقنعتك أولاً ثم أطلب منه وبكل أدب وصدق أدلته التي استند عليها في حججه التي لم تقنعك.
4. مرة أخرى استمع إلى حججه جيداً وبكل رحابة صدر أكثر من مرة.
5. إذا وجدتها حجج مقنعة اقبل وسلم بها بلا أي جدال ثم أشكره على إفادتك بها.
6. إذا لم تجدها مقنعة قدم حججك أنت التي تراها مقنعة واستمع إلى رأيه فيها وهكذا يتكرر الحوار.

هذا هو ما يسمى بالحوار البناء المفيد، إنه حوار بنيوي ديمقراطي يتاح فيه لكل جانب أن يقدم حججه بكل موضوعية وبلا عتاب أحمق أو سوء نية أو تصيد سخيف… طبق هذا الحوار وستجد الناس تقترب منك وتحبك وتحترمك، طبق هذا الأسلوب وستجد معلوماتك نمت وتطورت وزادت بشكل إيجابي، طبق هذا الأسلوب وستجد أفكارك انتشرت وأحبها الناس…

مثلاً أ قرأت أو سمعت مني كلمة لم تعجبك؟ اسألني ما قصدت بها على أن تكون طريقة سؤالك بنية حسنة لا غاية من ورائها سوى الاستفهام وسأجيبك بكل صدق، فلا أحد يتعب نفسه ويقول ويكتب ويجاهد من أجل قضية إلا وكانت نيته حسنة بدرجة معينة، فإن كانت نوايانا منذ البداية حسنة فلما تكون أنت المحرك الأول لدفة الموضوع وتحيله في النهاية إلى نوايا سيئة؟ لما لا تدع الطرف الآخر هو البادئ؟ لما تريد لنفسك أن تكون الطرف السيئ في القصة؟

أن تتصيد جزئية صغيرة جداً من مجمل حوار صاحبك ثم توجه الاتهامات له وتدعو له بالهداية والصلح والغفران، فأنت بذلك تضع نفسك موضع المدرس والواعظ الذي يعتقد أنه لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه، كما تجعل الطرف الآخر (بما فيهم المستمعين الآخرين) يفهم إنه طفل جاهل وتلميذ عاق عليه أن يتلقف ما يقوله له أستاذه بلا أي نقاش لأنه الحق كل الحق دون حتى الحاجة إلى تقديم حجة واحدة عليه!

انك بهذه الطريقة تنفر الناس من حولك وتجعلهم يكرهونك حتى قبل أن تبدأ الحديث…

لا أنكر إني مرة أو مرتين على الأكثر قد انجرفت في أحاديث كثيرة لا من باب إثبات النفس، بل من باب الفضول العلمي والتعلم، فإن لم ألقن أحدهم درساً لقنني هو درساً (بالمعنى الطيب لا الشرير طبعاً)، وقد دخلت في زوابع عدة حتى إني أحياناً تحدثت بحماس زائد بادئاً بالهجوم دون أن أقدم حججي أولاً، والسبب الرئيسي لفعلتي هذه بالإضافة لعصبيتي الزائدة وكثرة شربي للقهوة (التي رحلت عنها الآن) أن المُحدث تكلم بالأساس من باب الواثق المبشر المعلم والمثالي ودون حجج… وأنا والله لأمقت إلى حد الموت هذا الصنف من البشر!

مشكلتي التي لم أجد لها حلاً إلى الآن، هي في محاورة أولئك ممن يعتقدون إنهم قد علموا وإن حكمة الأرض قد تجمعت فيهم، والمشكلة الأخرى إنه لا توجد طريقة (لطيفة) لإخبارهم بمدى جهلهم، سوى الزمن! فالزمن كفيل عندي بإيضاح ما خفي من أمور، ولطالما أبقيت بضعة امور مفتوحة هكذا دون جواب مني، لعل الزمن يجيبها… لأني إن حاورت سيفهم البعض إني متغطرس أو مغرور أو حتى أدعي المثالية… وقد قيل كل هذا في حقي ولم أملك الرد عليه، لأن الأقوال أتت من ناقصين علم ودين للأسف… والحمد لله لم أضطر لمناقشتهم… فالزمن كذلك كفيل بأن يبين لهم من هم على حقيقتهم… فقط أتمنى أن أكون حاضراً وقت حدوث تلك المعجزة!!!

هل من حل ناجع تجاه من يعتقد إنه علم أصول الحوار؟ هل من حل لذلك المرض النفسي الذي يجعل الكثيرين يلبسون الف قناع وقناع لا أدري لماذا؟ كان الأجدر بي أن ألبس قناعاً في حياتي الحقيقية لأتقي شر البعض… لكن هل سأضطر للبس الأقنعة هنا في العالم الإفتراضي؟ لما لا نجعل شخصياتنا هنا هي الحقيقية إن تعذر علينا تطبيق هذه النظرية خارج الشاشة البلورية الباردة؟

هل هناك قانون محدد أستطيع تطبيقه على كل موضوع يحدث معي مثلاً في حياتي لأبين لصاحبه إنه أخطأ هنا أو صدق هناك؟ دون أن أضطر للدخول في محاورة طويلة أفلاطونية لا أدري إن كان لها نهاية سعيدة أم تعيسة؟؟؟؟ لا أعتقد أن الأمر سهل لهذه الدرجة… وليس هناك كبسة لزر يجعل ذلك المخ يفهم! حتى إني قد أفهم بعضاً من جهله مثبتاً له أغلاطه… لكن بالنهاية ليس لي سوى أن أدعوا الله عز وجل وبحرارة ليمدني بالصبر والقوة لأتحمل كم الجُهال الذين أبتليت بمحاورتهم!

أعتبر نفسي ذلك الشخص الذي عندما يقرأ حجة ما، يفحصها ويفكر فيها دون تدخل خارجي، وقد أستعين بصديقي الوحيد: “الكتاب” وعندما أقتنع بتلك الحجة لا أقتنع فقط، بل أتبناها وأتحدث بها لغيري ناشراً إياها دون أن أنسى فضل الذي أراني إياها، وهذا ليس بعيب أو إنقاص من قيمتي وقدري، فالإنسان يموت وهو يتعلم، ولكني أنزعج جدا جدا جدا إلى حد الغضب الأعمى حينما أرى من يحاور ويدعي العقلانية وهو يلقي بترهاته السخيفة علينا دون تصويب!!!

والعيب هو الاستمرار في كلمات النفاق والمهاترات والجُمل والتعابير والأفكار الفارغة السمجة وإن كانت في منتديات وعلى صفحات إلكترونية والتي لا غرض من ورائها سوى المشاركة في تلك (التحفة) التي قرأها ذلك أو تلك وهم لا يفهمون من أبعادها سوى العنوان!! بل وتجد البعض يعترف إنه لا يفقه الموضوع لكن شكراً لك أيها الكاتب الفذ!!! من أين أتت تلك الفذاذة؟ الله أعلم!!!

بل وتجد بعضهم يتصنعون المثالية والرقي والعلم مقتبسين أقوال غيرهم الأعلم منهم مرتدين ثياباً ليست لهم وحالهم كحال التلميذ الطري تعلم درساً في المدرسة ويرجع ليعلم غيره ما علمه وكأنه صار جهبذة عصره وزمانه وهو إبن يومه!!! ويناقشون الآخرين فيها وهم لا يمتون للمثالية بل وبالعقلانية والأخلاق بصِلة! وحقاً أني أشفق على هؤلاء

مشكلتهم إنهم لا يكلون ولا يملون أعمالهم وأقوالهم وهم يؤمنون إنهم الخيرون في هذه الدنيا والمستضعفون في الأرض بينما هم يساهمون بفعالية غريبة في زيادة أيماني بضحالة التفكير التي وصلوا إليها والكثيرين غريهم، والذين ماهم سوى سبب رئيسي لحالتنا المزرية والتي وصلت إليها أمتنا…

وقت ضائع في ترهات وسخافات والكل يحاول أن يبث أمراضه النفسية بعيداً عن شيء إسمه عقل… وكل شخص ينتظر كلمات التهليل والشكر على آراءه ومع ذلك الكم الهائل من الأشكال المريضة التي تحاول المساهمة في تحفته، ينغر صاحبنا وعندما يسمع صوتاً واحداً صادقاً معارضاً وإن جاءه بملايين الحجج فسيرميه بعشرة أحجار هو ومن معه! ويتبجح بعقلانيته الفذة من جديد هو ومن والاه من الآراء التي لا تفهم عنوان الموضوع أصلاً، لكنهم معجبون بهذا الإنتماء الجديد ويرحبون بكل منضم على أن يكون شعاره: إسمع وهلل ولا تفهم، المهم أن تشارك وتعاضد!

نعيش الآن في عالم شرس جداً، والطرف المستضعف فيه للأسف هم العرب والمسلمون خاصة، ولا زال الكثير جداً من شبابنا (وشيوخنا أحياناً) غير قادرين على فهم سبب وجودهم في هذه الدنيا، لازال شبابنا ضائعاً للأسف… ولازلت أرى السخافة تنتشر كل لحظة… فهل أرى هذا وحدي أم ماذا؟؟ هل أتوهم؟ أريحوني بالله عليكم إذا وأخبروني أني مجنون، فهذا أحن علي من أن يكون ما أراه هو الحقيقة!

هل سأل كل واحد فينا ماذا قدم للآخرين؟ مع كل التقدم العلمي ووجود الإنترنت بل ووجود المنتديات لو نظرنا إلى كل اختراع هنا ونفكر فيما استفدنا منه، نجد أننا لم نستفد شيئاً بعد سوى أكل القشور، بل هي مجرد محاولات من البعض لتوفير مكان لتنفيس بعض المكبوتات النفسية (والله أعلم ما هي) أما البعض الآخر قاموا بجهود حثيثة مشكورة لإثبات فكرة ما تستحق النظر فيها، ومع هذا نجد الكل يتوزع ويتفرق، فحتي في الإنترنت نحن متفرقون، مئات… بل الآلاف من المنتديات والمواقع والمدونات وكل يغني على ليلاه وكل من لم يجد ضالته في منتدى أقام منتدى أما تحدٍ في شخص أو مجموعة معينة وإما منافسة! ومنافسة في ماذا؟ الله أعلم! لو كانت منافسة في تقديم العلم لفرحت من كل قلبي! لكني لا أجدها للأسف ترتقي لمستوى كلمة منافسة… بل وبعد نظرة عامة شاملة نجد أن هناك آخرين قد استنسخوا بعضهم بعضاً وصارت الأفكار تنقل بحذافيرها كما هي، فمن جهة يرفضونها ومن الجهة الأخرى تجدهم يتكلمون عنها وكأنها لهم! فبدلاً من كل هذه الوسائل (النفاقية) لماذا لا تتحد الجهود ونمد الأيدي لبعضنا البعض؟ هل عجزنا على وحدة صغيرة بسيطة وإن كانت إلكترونية؟ بئس المصير لنا إن كنا هكذا!

لماذا لم يتبصر أولئك في سر تفوق إسرائيل على من يسمون أنفسهم بالمسلمين اليوم؟ ليس كتابهم المقدس وإنما سيطرتهم على الاقتصاد العالمي بما فيه اقتصاد أكبر دولة في العالم: أمريكا، والشباب الليبي يسمي كلية الاقتصاد بكلية آخر حل! ولا أقول هنا الشباب العربي لأني لم أحظى بفرصة الاستطلاع في كل البلدان العربية… وأيضاً ما سر تفوق أمريكا على العالم اليوم؟ أليس تفوقها العسكري أساساً؟ وما هو أساس التفوق العسكري؟ أليس التفوق في صناعة السلاح المتقدم؟ وما هو السلاح المتقدم؟ أليس ميكانيكا وكهرباء وإلكترونات وعلوم مواد وكيمياء وهندسة نووية؟ وهذه أليست علوم؟ والشباب الليبي والعربي كذلك لا يهتم بهذه العلوم ولا يعتبر لها قيمة، (تنقيل) و(واسطات) وحجج لها أول وليس لها آخر كلها تضع اللوم على الحاكم والمدرس والمدرسة ولا تجد إلا ما ندر من شباب يبذلون جهد حقيقي في تعليم أنفسهم بأنفسهم مقاومين كل هذه المعيقات التي لا تعد شيئاً أمام المعيقات التي واجهها كبار علمائنا الأوائل من فقر وجوع وافتقاد لأبسط متطلبات العلم كالإضاءة والورق والكتب وأحياناً حتى المدارس التي يهاجرون إليها على الأرجل!

أما من يعتقد نفسه بالالتزام والتحضر والرقي بالروح إلى سموها الأعلى فقد اعتبر أن العلم هو كيف تطلق لحيتك وكيف تضع يديك حينما تصلي وكيف تفرك يديك حينما تتوضأ بل ويتدخلون إلى أدق التفاصيل ويجهدون النفس والروح والعقل والعمر كله فيها! ولا أنسى تعلم كيفية النظر تلك النظرة المتجهمة وكيف تسعى إلى نشر هذه الجهالات ما بين شباب الحي، فهل هناك من لم يعرف كيف يتوضأ للصلاة؟ وهل يهتم ربنا سبحانه وتعالى جل جلاله، لكيفية وضع أيدينا أثناء صلاتنا؟ أهي اليمنى فوق اليسرى أم اليسرى فوق اليمنى أم نضعهما جانبي جسمك؟ أم أمامك أم وأم وأم!!!!! هل هذه القضية تحتاج منا إلى تفكير ووقت طويل إلى هذا الحد؟ أم هي تفاهات يجدر بنا تناسيها والاتجاه إلى الأعظم منها؟؟؟ أوليس ما يهمنا في صلاتنا هو أداؤها كما تم الاتفاق عليه بالإجماع والخشوع والرهبة من ملاقاة ربنا عز وجل؟

ثم لماذا تسمعون بلا بحث وتقصي؟ عندما يأتي أحد ما بخبر عن فريق خسر أو ربح يظل الآخر يبحث ويتقصى سبب الفشل والفوز ويبحر في مواقع الإنترنت باحثاً عن تلك السخافات، بينما في أمور الدنيا الحقيقية يسمعها ويحفظها كمسلمات دون أن يذهب للمكتبة ويقرأ أفكار الآخرين ويعمل في فكره قليلاً ليجد الجواب… فهل من أسلم على اقتناع يكون إسلامه نفس من أسلم بالوراثة؟؟ هل تبصرتم في هذا أيضاً؟؟ وقد صدق من قال: قل لي ماذا اخترت من الإسلام أقول لك مستوى ذكائك!

أتحدث عن الإسلام هنا لأني مسلم وأعتبر أن رواد اللغة العربية من المسلمين في الأغلبية الساحقة وليعلم الجميع أن الإسلام أول ديانة نادت الجميع بالحوار العقلاني البسيط وبالحجج المقنعة، وحثت الناس على القراءة والبحث والتبصر في الدنيا… فهل تبصرتم في كل هذا؟ المشكلة إني لا أجد من يطبق سوى القشور من ترهات فارغة تتناقلها الألسن لا غاية منها سوى إلهائنا في سخافات الأمور وحجب القضايا الأهم عنا وهكذا نظل كالأنعام نرعى في الأرض دون سبب، سوى الأكل والنوم والتزاوج…

هل سأل أحدكم نفسه يوماً ما قدمه في حياته الطويلة للآخرين؟؟؟

انجرفت في حديثي وطرقت باباً آخراً أراه يشغل بالنا هذه الأيام بدلاً من التطرق لأمور في صلب حياتنا، ونحن للأسف نجد المسئولين ومن يحملون (من المفترض) على كاهلهم عبء قضاء حاجات الناس ومصالحهم، نجدهم غير عابئين بأول خطوة لتحقيق تلك المصالح… نجدهم لا يفقهون لغة الحوار العقلاني… لا أرى سوى الدمار العقلي والنفسي في كل خطوة… بل هم كذلك غارقون في بحر من الخلافات والحكايات والقصص والنوايا الشرسة… وإني والله أخاف (من) الجيل الجديد الذي سيمسك مسؤولية السهر على تلك المصالح من بعدهم، جيل نجح 99% منه بالواسطة والغش ولا يفقه سوى لغة المال والملابس والأشرطة… جيل الخمسون سؤال!! وقد جئت بهذه النسبة بملاحظة من يعيشون في محيطي، ومثلاً أذكر سنوات دراستي الثانوية كيف أن عشية الامتحانات الفصلية والنهائية على السواء يخرج رفاق الجيرة للعب كرة القدم في ميدان النادي وعند صباح اليوم الثاني أجدهم يمزقون الكتب ويتفننون في إخفائها مطمئنين البال ضامنين نجاح حيلتهم… ومنهم من الكثير جداً من ينجحون… لكن الطامة الكبرى في القصة ليست هنا فقط، بل أن البقية كذلك تنجح… من الدور الثاني! فمع كل هذا الغش لا زلت أرى من يسقط في الامتحانات! وأنا لو استطعت أن أغش مثلهم لكنت الأول على المدرسة بلا منازع!

أحس كثيراً إني زائر لكوكب غريب في زمن غريب أيضاً ويحدث هذا التفاعل داخلي في كل مرة أخرج فيها من البيت حتى إني سئمت الخروج بل باتت آخر أربع سنوات من عمري مقضية في الظل وأخيراً ركنت هنا في غرفتي محاوراً إياكم عبر هذه الشاشة الزجاجية الباردة، حتى عملي ومصدر رزقي المتذبذب صار يُقضى عبر هذه الشاشة، ولا أدري هل سيُكتب لهذا الرجل (أنا) أن ينجح في خضم هذه الأعاصير التي تنتظرني في الخارج…

عموماً خلاصة القول، هناك قضايا أهم من التفاهات التي نراها ونسمعها كل يوم سواء في الشارع أو في المنتديات، وعلينا عدم النظر إليها… لأن هناك أموراً أعظم شأناً منها… علينا أن نفهم كيف نخاطب العقول الأخرى وعلينا أن نفهم ونعقل لغة القبول بأفكار الآخرين لأنها جاءت من تجارب شخصية مرت بهم وإن نحن رفضناها دون نقاش، فنحن نرفض عمر كامل وتجربة مليئة بالخبرات قضاها ذلك الإنسان وكأننا برفضنا هذا دفناه حياً…

فرحمة بعقولنا أيها المارون بين الكلمات العابرة، ارتقوا بعقولكم واجعلوا ما بين أيديكم سواء كان قلماً أو موقع إنترنت أوحتى قطعة معدن بسيطة تافهة… أجعلوها فائدة وشيئاً له معنى، وإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً بمثقال ذرّة!

وفي النهاية لا أملك من القول غير السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

4 أفكار بشأن “الحوار العقلاني”

  1. بسم الله الرجمن الرحيم
    السلام عليك أخي علي الطويل ورحمة الله وبركاته

    أولا أحسنت بانتقائك لكلماتك فكلها رفقا وارتقاء واحسان ظن وحسن خلق وحسن تعبير ونحوها وأشكرك على حسن المخاطبة.

    ثانيا تعجبني النظرة المتفائلة أو التفائلية التحفيزية للغير وإحسان الظن بهم وهذا ما انتهجته في خطابك أحسنت .فلا يكل القارئ لأنه سيجد كلمات تواسيه إن وجد نفسه المقصود بالكلام وكلنا مقصودون وإن أحسنا الظن بأنفسنا .
    فمن قصر مع نفسه لم يسلم من تقصيره مع غيره ثم مع الله في أداء واجباته أو شكر نعمه .
    بكل حسن ظن واحترام ذات وإعجاب في ذات الوقت أستغرب منك قولك عن السنن قشور وما يصدر هذا حسب ظني منك بحسب قولك بأنك متبصر وباحث أو أنك تبحث في أغلب المسائل , لا أرضى كما أدعوك لمراجعة هذه اللفظة لغويا وفقهيا وعقديا .
    فالقشور لغويا اللحاء أي ما لصق بالشيئ وهو إما حافظ له مهم أو زائد عنه مهمل .
    وفقهيا لا أجد شيئا مما ذكرت هو زائد عن الشرع حسب وجهة نظري وإطلاعي المتواضع ربما .
    أما عقديا فباعتقادك بأن للإسلام قشور فما أظنه صواب لأنني سمعت فتوى لأحد العلماء يقول ليس في الإسلام قشور لذا أدعوك بكل ثقة واحترام وإكبار أن تراجع هذه اللفظة عند من هم أهل لها وما أظنك بقاصر عن ذلك ولا متجاهله لأنني فهمت من كلماتك بأنك أكبر مما وضعت لك من قيمة حينما تتبعت تدويناتك على تويتر.

    تقبل حبي واحترامي ووجهة نظري بكل رحابة صدر وما أطنني أخطأت حينما أعجبت بكلمات لاحظت بها أمرا ونوهت عنه أخي علي .
    أشكر قرائتك ملاحظتي واهتمامك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته

  2. اعجبني ما كتبت فقد قرءته حرفاً حرفاً
    وشدني عن المدرسه بالمرحله الثنويه
    فأن الدراسه ليش فقط درجات تفرح بها بل هي معلومات تغذي بها عقلك وخلاياه
    فأن خلايا العقل تحتاج الى الرياضه والتنميه
    واشكر موضوعك الجميل
    ولكن اعتقد بأن عزلتك جعلتك تكون شخصيتك وتبنيها
    وافضل شي بالعزله هيا بناء الشخصيه وتصحيح كل ماهو لا يعجبك بنفسك

  3. أحسنت أخي Ali Tweel بارك الله فيك … كل ما جاء في هذه التدوينة من واقعنا المرير … والأمر من ذلك لا تزال كل المشاكل التي شخصتها بمفهومك الذي نحن متفقون معه تماماً … لا تزال قائمة و في تفاقم متزايد …

  4. تنبيه Pingback: آداب الشبكات الإجتماعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *