تخطى إلى المحتوى
الرئيسة » المدونة » تحية باردة في هذا الصباح القادم

تحية باردة في هذا الصباح القادم

من: المحاور
إلى: بنت الهندسة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

صباح الخير!

أجد أني لست وحدي كعادتي هذه الليلة… لطالما أحببت هذا الصمت الليلي ولطالما أحببت سكونه الهاديء ولطالما كان نتاجي العقلي يظهر دائماً صحبة هذا السكون الصارخ!!

أحببت أن أشكرك جداً على رسالتك الأخيرة، فقد ألقت علي تحية دافئة في وقت كنت أحتاج فيه جداً لوخزة تشعرني أني لازلت حياً وأن هناك من يهتم… ولا أخفيك سراً… لا تزال تلك الكأس بيدي وأرفض رميها… لا أدري هل أنا مستمتع بطعمها المر أم أني لازلت طفلاً صغيراً لم يجد من يصفعه ويرميها من يده، فقد بت مخدراً تماماً…

تمنيت أن يكون قلبي ميتاً وتمنيت أكثر من مرة أن اكون غبياً كبقية الأغبياء أجري وألهث في الدنيا دون لحظة وقوف مع النفس… تمنيت أن يكون عقلي فارغاً إلا من ملاحقة الفتيات والإهتمام بالملابس وتمضية الوقت في الدردشة حول اللاعب فلان وتمنيت أن يكون حلمي هو سيارة وبيت، لأنهما موجودان والحمد لله، وتمنين أكثر الأشياء سخافة بالنسبة لي الآن أن تكون مهمة جداً في نظري… لكنت على الأقل لا أفقه كلمة حزن أو شقاء أو تعاسة أو الم، وقد تكون تلك الكلمات مجرد مشاعر يحكوها لي ولا أفهمها، نعم تمنيت أن أكون شخصا آخراً غيري، وعندما أخرج من ذاتي وأنظر إليها وأرى نفسي جالساً منكفئاً حزيناً أعرف أن هذا سيء لي… فعلاماته بدأت تظهر على وجهي… لكني أعلم أنها فترة وستمضي كما مرت علي الفترات الكثيرات منها… فقط توقعت أني قد إكتفيت من تلك الكأس حتى فترة قريبة فأكتشفت أن القنينة لا تزال جانبي وأن هناك من يصب لي في كأسي منها دون أن أدري… هكذا هي الدنيا، مرة كالعلقم، مع إني لم أتذوق العلقم بعد، ولست أعرف حتى لونه، لكني لا أستبعد أن يكون حلواً مقابل ما بداخلي من ألم…

لست الآن في صدد بث همومي لكِ، فوالله لو رغبت في هذا لكرهتتني وكرهت المنتدى وكرهت الدنيا وكل ما فيها… سأحاول أن أحول قوة الهم هذه إلى طاقة مفيدة… سأحاول أن ألتهي بشيء ما آخر ينسيني… سأحاول أن أكون أنا ذاتي ونفسي كما هي دون أن تجبرني شرور هذه الدنيا على التغير والتحور… وإن تحورت فأدعوا الله أن يكون تحولاً إيجابياً على الدوام…

لا أريد أن أشرح عن ما شعرته تجاه كلماتك الصافية تلك ولا أخفيك إني قد أحسست وبقوة ما بها من صفاء لدرجة جعلت جسدي وعقلي بالذات ينتفض! فقد كنت مشتاقاً لهذا النوع من الصفاء منذ زمن وقد إعتدت على زواله من محيطي، فقط أنا أحمد الله إنه لا يزال على وجه الأرض من يحمل قلباً طيباً صافياً مثلك… وقد توقعت أن تكوني هكذا منذ أول لحظة كلفت فيها نفسك عناء الإتصال ودعمي معنوياً… تلك قد تعتبرينها حركة بسيطة وعفوية، لكني وحسب قانوني وخبرتي في هذه الدنيا أراها لا تصدر عن إنسان إلا ويكون صافياً وإني أرى فقط تلك المكالمة جبلاً كبيراً أرتعب من الوقوف أمامه هكذا دون فعل شيء ما… فما بالك بتلك الكلمات التي كتبتها لي في رسالتك السابقة…

فعلاً شكراً لكِ أختي (*****) من كل قلبي أقولها مع قطرة تعاسة صغيرة تلونها… رغبة مني لإضافة نوع جديد من النكهة على جملة قديمة، هي نكهة المحاور الرمادي…

أخوك علي الطويل

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

0 فكرة بشأن “تحية باردة في هذا الصباح القادم”

  1. لن تتصور مدي الارتياح الذي شعرت به عن قراءة رسالتك

    ذكريات وذكريات !!!

    هل لازال عندك تاريخ الرسالة ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *